مساحة الجزر البريطانية ثلاثمائة واربعة عشر وتسعمائة وخمسة وستون كيلومترا مربعا والتي تقع في شمال المحيط الأطلسي وفي الشمال الغربي لقارة أوروبا والتي تُعْرَفُ في المملكة المتحدة وببريطانيا العظمى.
في اتحاد حكام بريطانيا وإختيارهم نظام الحكم الملكي ووضع دستور ضبط أمور الحياة بين الحكام والشعب وفي إستغلال عقولهم النَيِّرة وتخطيطهم قصير وطويل المدى وتقدمهم العلمي في كل مجالات الحياة، إستطاعوا أن يحكموا ويستعمروا معظم دول العالم. وكان علم بريطانيا لا تغيب عنه الشمس من كثرة المستعمرات التابعة لها في جميع بقاع الأرض فإن تغرب الشمس عن علمها في بقعة من بقاع الأرض تشرق الشمس على علمها في بقعة أخرى من بقاع الأرض، وقد إستخدموا في حكمهم سياسة "فَرِّق تَسُدْ" أو "فَرِّق تَحْكُم" عن طريق إثارة النعرات بين الأعراق والأجناس والمعتقدات الدينية وغيرها. لأنهم ليس عندهم العدد الكافي من الجنود والقوة العسكرية والقدرات المالية والقوة اللوجستية لبعدهم عن جميع مستعمراتهم ليحكموا العالم بالطريقة التي حكموا فيها العالم قُبَيْلَ وبعد الحرب العالمية الثانية وحتى وقتنا الحاضر لولا تلك السياسة والمعرفة بخلفيات الشعوب المختلفة والتفنن في كيفية إستخدامها فيما يناسب كل شعب وخلفيتة في كل منطقة من العالم، وتطوير أساليب تلك السياسة بشكل مستمر وفق ما يستجد من مستجدات في تلك المواقع المختلفة في العالم التابعة لها وتحت حكمها مع مرور الزمن.
وهذه السياسة يتستخدمها معظم الأقليات الحاكمة في العالم ليحافظوا على وجودهم وكياناتهم، إلا نحن المسلمون العرب لا ولم ولن نتعلم من غيرنا ولم نتحد رغم أننا نملك كل مقومات الوحدة من: الجنس والعرق والدين والعادات والتقاليد والجغرافيا.. إلخ. وقد طبقت وما زالت تطبق علينا هذه السياسة من قبل أكثر من أمةٍ للسيطرة علينا وعلى مواردنا وإمكاناتنا ومقدراتنا الطبيعية وقواتنا البشرية والمالية والإقتصادية ... إلخ. لهذا السبب إتفقت دول العالم جميعاً على الإسلام والمسلمين في جميع بقاع العالم، ويعملون جاهدين على أن لا تقوم لهم قائمة كي لا يتحدوا كما حصل خلال فترة الخلافة الإسلامية والإمبراطورية العثمانية المسلمة، وكان في إتحادهم قوتهم وسيطرتهم على معظم دول العالم ولمئات السنين. وما زلنا حتى وقتنا الحاضر نمثل أحجاراً للعبة الشطرنج التي يلعبها قادة العالم يحركونا كما يشاؤون لمصالحهم ولا نملك من زمام أمورنا أي شيء. وأصبحنا تابعين لتيارات وإتجاهات مختلفة في العالم بدلاً من أن نكون متبعون وقادة للعالم بديننا ومبادؤنا وأخلاقنا وسماحتنا وحلمنا وحكمتنا التي منحنا الله إياها في كتابه العزيز القرآن الكريم وفي سنة رسوله الكريم الصحيحة (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (آل عمران: 103)).