بقلم المحامي معاذ وليد ابو دلو
في الأيام الماضية تصدر خبر تعليق حركة الإخوان المسلمين من خلال حزب جبهة العمل الإسلامي مشاركتهم في انتخابات مجالس البلديات واللامركزية وأمانة عمان لعام 2022 بحسب بيان صادر عنهم المشهد، ولو لفترة زمنية قصيرة ليس كسابق التعليقات والمقاطعات بسبب تراجع نشاط الحركة وحزبها وفي ظل تأخرها عما كانت عليه سابقاً.
المشهد السياسي يبين أن الدولة بقيت تتمسك بشعرة معاوية مع الحركة ولم تقم بقطعها كم حدث في دول مجاورة لنا، ولم تأخذ أي قرار تصعيدي ضدها كما حدث في عدة دول في الإقليم، وتحملت الدولة الضغوطات الإقليمية لمواجهة هذا الملف وهذا يسجل لها لا عليها.
الدولة كانت منذ نشأتها قريبة من كل التيارات السياسية ومنها الحركة الإسلامية رغم جمود وبرود العلاقة على فترات لأسباب سياسية داخلية وخارجية، إلا أنها لم تصف أيا منها بل على العكس نشهد اليوم محاولة إعادة هيكلة للعلاقة من خلال التشجيع لهذه التيارات على النشاط الحزبي والمشاركة السياسية.
إن أي تجاذب بالعلاقة ما بين الدولة والحركة الإسلامية خصوصا، لا يعني العداء المطلق فهذه هي السياسة تحكمها عوامل وظروف سواء كانت داخلية أو خارجية.
وبالعودة لقرار التعليق والذي لا يعني المقاطعة التي حدثت بالسابق في مراحل واستحقاقات عديدة، فالتعليق يعني بأن باب العودة متاح والتعليق يشمل فقط الانتخابات البلدية واللامركزية وأمانة عمان والتي هي بالأصل تعتمد على البعد العشائري في هذا الوقت أكثر من الحزبي، ولكن مازال أمام الحركة وقت قصير جداً للرجوع عن هذا التعليق، أن هذا القرار خاصة في هذا الوقت غير موفق وفيه تناقض ولن يعود بالنفع على الحركة الإسلامية، وخاصة في ظل أن هذه الانتخابات سوف تكون الخطوة الأولى في ملف التحديث في الحياة السياسية الذي تبنته الدولة للدخول للمئوية الثانية بشكل سياسي مختلف عما كان عليه بالأولى من عمر الدولة هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فقد كانت الحركة الإسلامية ممثلة باللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية والتي عارضت التعديلات الدستورية فيها من خلال أعضائها في مجلس النواب، إلا أنها لم تقدم أي ردود أفعال معارضة لقوانين الانتخاب والأحزاب والتعديلات المقترحة عليها من خلال اعضائها في لجنة التحديث، مما يعني أن قبول مشاركتهم باللجنة والتفاعل معها أن الحركة قابلة لهذا الحراك والانفتاح وعكس ما جاء في بيان التعليق.
المتابع لنشاط الحركة الإسلامية يعي تماماً أنها متراجعة عما كانت عليه سابقاً فقد كانت تضم شخصيات توصف من العيار الثقيل والوازن، اليوم الحركة تعاني من ضعف القيادات وعدم تجديدها وإنتاج قيادات جديدة قادرة على الاستمرار بالشكل والرتم القوي الذي كان في السابق، بالإضافة إلى الإضرابات الداخلية والانشقاقات المستمرة التي تعاني منها.
إن عدم مشاركة حزب جبهة العمل الإسلامي لن يحقق نتائج إيجابية لهم، على العكس سوف تكون سلبية وكثيرة فالابتعاد عن المواطنين والقواعد الشعبية وعدم ايصال صوتهم وتبني مشاكلهم الخدماتية والتنموية والانسحاب عن المحافظات، سوف يكبر الهوة ما بينهم وما بين القواعد.
الجميع يعلم أن الحركة الإسلامية مكون ولون سياسي نشط، وعلى القائمين عليها المحافظة على هذا النشاط حتى يبقى للحركة البعد السياسي في الحياة العامة علماً أن المقاطعة لن تؤثر ولن تقدم أو تؤخر فالدولة ماضية في برنامجها ولن يؤثر عليها تعليق أو مقاطعة لحزب ما أو تيار سياسي معين.