أردني محظوظ - وربما مدور عدة مرات - من يحصل على عضوية أحد مجالس التعليم ، وأردني عبقري من يحصل على عضوية مجلسين. وأردني خارق (سوبر مان ) من يحصل على عضوية ثلاثة مجالس !
طبعا اللهم لا حسد ، وكل يأخذ نصيبه : دعما أو تدويرا .
لدينا ثلاثة مجالس سياسات تعليمية هي :
مجلس التربية والتعليم ( وزارة التربية والتعليم )
مجلس التعليم العالي ( وزارة التعليم العالي )
مجلس أعلى للمناهج ( المركز الوطني للمناهج )
ولدينا مجالس في كل جامعة لا حصر لها !
تعين المجالس بقرار من مجلس الوزراء الجليل ، وليس من وزارة الأشغال ( النافعة سابقا ) . وهذه المجالس مسؤولة عن سياسات التعليم بمختلف مستوياته .
هذه المجالس بموجب خطاب الملك لم تفعل شيئا : لا تعليم تفكير ، ولا بناء عقلية ناقدة أو إبداعية ، بل في عهدها فقد التعليم ألقه وتراجع تماما ! بل وصادق أحد رؤساء هذه المجالس أمس على أن التعليم في تراجع .
انتهت مدة بعض المجالس ، وأعيد تجديدها و تدويرها وستنتهي قريبا أو بعيدا مجالس أخرى وسيعاد تدويرها أيضا !
أكرر لا اعتراض ولا حسد لأنني أعرف أن طريقة تشكيل هذه المجالس تتم وفق معايير الخضوع والولاء ، وهما قيمتان أردنيتان، ومعايير النفع والتدوير، وهما معايير أردنية أيضا .
وطريقة تشكيل المجالس تقود إلى مجالس :
- موافقة كاملة على ما يقوله الوزير
- قبول كل ما يعرض عليها من الوزير
لم أسمع عن مجلس ناقش كتابا أو اعترض على رئيس جامعة أو أغضب وزيرا ، أو أثار عتب وزير ، فالمجالس غير فاعلة ولذلك فهي معفاة من ضريبة الإنجاز والتغيير.
فالمسؤولية على رؤساء هذه المجالس الذين يمتلكون الحل والربط والحرب والسلم ... كما قال مظفر النواب .
دعونا ننسى الماضي ونتسامح ، فالأردنيون متسامحون جدا مع المسؤولين الفاسدين، ولنبدأ من اليوم .
خطاب الملك مرّ عليه أربعة أو خمسة أيام ، وورقة الملك مرت عليها خمسة أعوام . هل سنسمع أن وزيرا أو رئيس مجلس بدأ بحركة ما ؟ بل هل نسمع من هو أعلى أبدى تذمرا من بطء المجالس وجمودها وعدم فاعليتها وانزعج من مكافآتها ونفقاتها على الأقل ؟
بصراحة لست متفائلا مع أن الأمل لم يضع كليا.