مدار الساعة - حركاته البيطئة الممزوجة بالآهات والآلام، وجهه البريء المُغطى بالتُراب والدماء، لمحات من قصة الطفل ريان، المغربي الصغير الذي وحّد قلوب العرب.
قصة مؤثرة بكل تفاصيلها الإنسانية، المُحزن منها وما يبعث على الفخر، شدت انتباه العالم العربي أجمع، ووحدته تحت جملة واحدة "قلوبنا مع الطفل ريان".
من شتى أنحاء العالم، ومنذ الثلاثاء، في الساعات الأولى لوقوعه في البئر، وبدء محاولات إنقاذه، تصدرت وسوم ذات علاقة بقضية الطفل ريان، بعضها يدعو للإسراع بإنقاذه، والآخر يتضامن مع أسرته المكلومة.
وتصدرت وسوم "أنقذوا_ريان" و"Rayan" و"الطفل ريان"، مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية، وخاصة المغرب والجزائر بالإضافة إلى تونس ومصر.
وعبر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في شتى أنحاء العالم عن تضامنهم وتأثرهم بقصة الطفل ريان، وفي القلب منهم مشاهير ومؤثرون على السوشيال ميديا.
متطوعون
التضامن مع الطفل ريان لم يتوقف عند التدوينات والفيديوهات التضامنية، بل تجاوزه إلى الميدان، حيث حج عشرات الآلاف من المواطنين من شتى أنحاء البلاد إلى القرية حيث يُقيم أهل الطفل ريان.
وفي الوقت الذي تجمهر أغلب الوافدين حول موقع الحادث لمشاهدة آخر التطورات، قدم البعض أنفسهم متطوعين لإخراج الطفل ريان من داخل الثقب المائي، إلا أن كُل محاولاتهم باءت بالفشل بسبب الضيق الكبير لقطر الحفر، خاصة حينما تصل عمق العشرين متراً.
التطوع لإنقاذ الطفل ريان، لم ينحصر في البالغين والكبار، بل شمل الأطفال والقُصر أيضاً، الذين حج بعضهم من مُدن مجاورة رفقة آبائهم.
وأعربوا عن استعدادهم الكامل لتقديم المساعدة في هذا الصدد، خاصة بعد فشل عدد من البالغين في الوصول إلى ريان بسبب اتساع أكتافهم.
بعض المتطوعين أصيبوا بخيبات أمل كبيرة، حينما رُفضت مساعدتهم، إما بسبب اتساع الأكتاف، أو خوف فرق الإنقاذ عليهم.
"أنا أكبر منه بعشر سنوات، سأتمكن من إنقاذه، يجب أن أنقذه"، يقول طفل في مقتبل العمر والدموع تغرق عيناه، بعدما رفض رجال الوقاية المدنية إنزاله الحفرة لإنقاذ الطفل ريان.
وقف أمام عدسات الصحفيين وانهار باكيا: "أكثر من خمسين ساعة وهو محتجز، لا يمكننا التفرج عليه إلى أن يموت وحينها نتحسر ونقول إنا لله وإنا إليه راجعون".
يمسح دموعه ويسترسل: "أمي على علم بالموضوع ويمكنكم الاتصال بها والتأكد من موافقتها، لا أريده أن يموت".
استنفار
"عملية الإنقاذ تتم بمتابعة وإشراف من أعلى المستويات"، يقول مصدر مسؤول لـ"العين الإخبارية"، مُضيفاً: "أولويتنا إنقاذ الطفل ريان في أسرع الأوقات".
وعلى الميدان، استنفار كبير لفرق الإنقاذ، مئات العناصر الأمنية، ومعها عناصر الوقاية المدنية، بالإضافة إلى مهندسين طبوغرافيين، مُجهزين بآخر آلات الاستشعار والقياس وتحديد المواقع.
وغير بعيد من مكان الحفر، وقفت سيارة إسعاف مجهزة بأحدث الآليات الطبية، ترقباً لإسعافه، ونقله إلى حيث توجد مروحية طبية تابعة للدرك الملكي، ستقوم بنقل الطفل ريان إلى المستشفى حيث سيتلقى جميع الإسعافات والعلاجات.