مدار الساعة - طعنت لاعبات مسلمات في فرنسا، في حظر الحجاب المفروض على اللاعبات أثناء مباريات كرة القدم، وذلك في أحدث مواجهة بين المسلمين والمؤسسة العلمانية في البلاد، التي تتخذ منهجاً مشدداً حيال المسلمين.
صحيفة The Times البريطانية، قالت الإثنين 31 يناير/كانون الثاني 2022، إن مجموعة من اللاعبات يطلقن على أنفسهن "المحجبات"، طالبن مجلس الدولة، وهو أعلى محكمة إدارية في فرنسا، بإلغاء الحظر الذي أصدره الاتحاد الفرنسي لكرة القدم على ارتداء الحجاب أثناء المباريات.
فوني دياوارا، التي تبلغ من العمر 22 عاماً، وإحدى رئيسات المجموعة، وصفت الحظر بأنه "ظلم كبير"، مشيرةً إلى أنهن يشعرن بأنهن منبوذات، وأضافت أنها رفضت خلع حجابها، ولم يُسمح لها باللعب في المباريات حتى في بطولات الهواة.
دياوارا لفتت إلى أنها وبقية اللاعبات يدفعن "عضوية النادي"، ويؤدين أفضل ما لديهن في التدريب، "لكن وفي النهاية في أيام المباريات يقولون لنا إنه لا يمكننا اللعب".
يبرر الاتحاد الفرنسي لكرة القدم رفضه ارتداء الحجاب على أساس أن "الخطابات أو الرموز ذات الطابع السياسي أو الأيديولوجي أو الديني أو النقابي" ممنوعة في ملاعبه، ويقول مسؤولون إن هذا الحظر يتماشى مع القيم العلمانية للدولة الفرنسية، التي ليس لها دين رسمي منذ عام 1905 بعد انفصالها عن الكنيسة الكاثوليكية.
تقول مجموعة "المحجبات" في دعواها القضائية إن اتحاد كرة القدم قد تجاوز صلاحياته بحظر الحجاب أثناء المباريات، ووصفت القرار بأنه "هجوم خطير وغير قانوني على العديد من الحريات الأساسية"، وأشرن إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا رفع الحظر المفروض على أغطية الرأس عام 2014.
حظر الحجاب أثار غضب لاعبات كرة قدم مسلمات في فرنسا – رويترز
يخشى اليمين السياسي أن ينحاز مجلس الدولة إلى "المحجبات"، إذ كان أعضاء مجلس الشيوخ قد صوتوا هذا الشهر لصالح تشريع يحظر الحجاب في جميع الألعاب الرياضية، لكن صوّتت الحكومة الفرنسية ضده، بحسب ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني، الأحد 30 يناير/كانون الثاني 2022.
رغم ذلك تخشى "المحجبات" احتمال تحوله إلى قانون، إذا فاز أحد منافسي الرئيس إيمانويل ماكرون اليمينيين في الانتخابات الرئاسية في الربيع، وتجمعن في "مباراة احتجاجية" أمام مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي.
ومن جانبها، قالت جاكلين يوستاش برينيو، عضوة مجلس الشيوخ الجمهورية من يمين الوسط: "فرنسا عام 2022 تواجه واقع التأثير الإسلامي. ومن الضروري أن نتحلى بالشجاعة للحفاظ على الوحدة الوطنية والتلاحم، ولا بد أن نقاوم هذا التأثير في الرياضة والمدارس".
كان مسلمون في فرنسا قد اتهموا الدولة بأنها تمارس تضييقاً عليهم، لا سيما في أعقاب "قانون الانفصالية" المثير للجدل العام الماضي، الذي يحظر فعلياً على الفتيات تحت سن 18 عاماً ارتداء الحجاب في الأماكن العامة.
أثار مشروع القانون، الذي يحمل عنوان "تعزيز مبادئ الجمهورية"، موجةً من الغضب على الشبكات الاجتماعية، ودفع حملة "ارفعوا أيديكم عن حجابي" للاعتراض.
يُشار إلى أن حدة التصريحات ضد المسلمين تصاعدت في خضم الحملات الرئاسية بفرنسا، فقبل أقل من 3 أشهر على الانتخابات، يتصدر قائمة المرشحين ماكرون وبيكرس ولوبان وزمور، والأربعة يتسابقون لكسب أصوات اليمين المتطرف على حساب المسلمين في البلاد.
تُعد هذه هي المرة الأولى في تاريخ الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي يتقاسم فيها اليمين واليمين المتطرف المراتب الأربع الأولى في استطلاعات الرأي، وهو ما يضع مسلمي فرنسا أمام خيارات صعبة، في ظل تصاعد الخطاب المُعادي للإسلام والمهاجرين في الحملات الانتخابية، بحسب تحليل لوكالة الأناضول.
يختلف المرشحون الأربعة حول عدة ملفات، لكن الشيء الوحيد الذي يجمعهم هو خطابهم المعادي للمسلمين والمهاجرين، والتهويل من خطر التهديد الذي يمثله الإسلام على هويتهم العلمانية.