بقلم مهنا نافع
بعيدا عن الابجديات من انسجام وتوافق بالخلفيات والاهداف والايدولوجيات يبقى العمل الحزبي عملا جماعيا فأول كلمتين ببداية وصفه هما مجموعة من الأفراد او جماعة من الناس، ففن التعامل مع الأفراد التي قد تتوافق اجندتهم ولكن قد تختلف من وقت لآخر طبيعة امزجتهم يعتبر من أساسيات نجاح العمل، فحتى لا يزداد الأمر عليك صعوبة اول خطوة عليك الاهتمام بها هي اختيار قائمة المؤسسين بكل حرص وعناية.
احيانا صاحب العمل المميز الذي يستحق الثناء تُكتم الكلمات وكل المشاعر الطيبة نحوه، وعلى عكس العرف يُتعمد عدم ابداء اي ملاحظة ايجابية عنه، ربما نوعا من الغيرة او ربما لو كان كما نراه مميزا جدا وقمنا بالثناء عليه سيسبقنا لمكانة ما نحن نسعى إليها، واحيانا في تفاعلنا اليومي إن ابدع زميل لنا كونه قوي مكين ونجح بإنجاز عمل عسير سيفترض احدنا ان حكيمنا عاش يوما ظرفا خاص يتعلق تماما بمحور انجازه وذلك هو السر وراء نجاحه، ولا علاقة لذلك بأي من علمه او قدراته، صدقني اخي القارئ حتى الأطفال الأذكياء تستفز البعض منا، لذلك عند اختيارك الحزب الذي يستحق تعبك واخلاصك اختره بكل حرص وعناية.
إن كان النجاح بنقيض ما سبق ووسم دائما على جبين الفرد لا على اسم الفريق سنبقى دائما نعود لنقطة البداية، فكل منا يريد أن يكون هو محقق الهدف كصاحب القدم الذهبية، ولن يبنى انجاز على انجاز، لا افهم لم لا تكن سعيدا بكونك عضوا ناجحا بفريق ما على ان تكون مديرا عكس ذلك، فتريث قبل ترشحك لأي فريق عمل وليكن اختيارك له بكل حرص وعناية.
من الواضح ان اعداد الاحزاب لدينا سيزداد، ولكن لمرحلة ما سيدرك البعض من منتسبيها أن إنجازهم قد يختفي بين هذا الزحام، لتبدأ بعد ذلك مرحلة الفك والتركيب، ليحصل بعدها اندماج بين العديد منهم، المعضلة الوحيدة في هذا الأمر هي من يتنازل لمن لاستلام قيادات الناتج من محصلة هذه الإندماجات، لذلك ستكون الخطوة المهمة لطريقك للنجاح إن قررت السير بهذا الامر هي اختيار من ستندمج معهم بكل حرص وعناية.
إن أي نخبة لديها رغبة في المشاركة في العمل الحزبي في الأردن لا يمكن إلا أن يكون لها اتفاق في البداية على أولويات مشتركة، وهذا لن يكون مدعاة لأي خلاف فمثلا الجميع سيذكر مكافحة الفقر والبطالة والمحسوبية والفساد والحد من الهدر والمديونية، ثم بعد ذلك لا بد أن يذكر حق المواطن بالحصول على الافضل من الغذاء والدواء والخدمات الصحية والتعليم والسكن المناسب وغير ذلك من قائمة مما نتمناه من رغد العيش والرفاه، ولكن احذر من ذكر كل ما سبق إن لم يكن كل واحد منه عنوان لبرنامج، فالأهداف المنشوده من السهل تحديدها ولكن التحدي الكبير هو تحقيقها، لذلك تدرج بالإعلان عن برامج تحقيق أهدافك بكل حرص وعناية.
بناء على ايديولوجيتك الفكرية ستكون قاعدتك الشعبية وقد تكون حديثا كمكون حزبي او قد تكون قاعدتك الاجتماعية حديثة الإهتمام بطبيعة العمل الحزبي ككل، لذلك قدم نفسك بكل بساطة ووضوح واختر ما تطمح ان يكون أماكن نجاحك بكل حرص وعناية.
الايام القادمة ستظهر لنا الكثير لما ستكون عليه طبيعة الحياة الحزبية، واي منها سيستحق اهتمام او انتساب المواطن، لذلك اعلم إن اخترت لتولي رئاسة حزب فإن القاعدة الأولى من قواعد القيادة هي أن اي خطأ عام سيعتبر خطأك انت، ففكر جيدا قبل اصدار أي قرار واختر كلماتك بكل حرص وعناية.
مهنا نافع