مدار الساعة - يخوض المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس اليوم الثلاثاء، السباق وحيداً لشغل ولاية جديدة.
وفي اقتراع سري في جلسة خاصة، يرتقب أن يصادق أعضاء المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية على ترشيحه، بعد الاستماع إليه.
ولا يوجد شك في إعادة انتخابه في مايو (أيار) المقبل من الدول الأعضاء، وهو الذي يحظى بتقدير شديد خاصةً من الأفارقة الذين يرون فيه "صديقاً لإفريقيا"، إذ أتاح تركيز أنظار المجموعة الدولية على القارة أثناء فترة الوباء.
والاستثناء الوحيد لهذه الصورة جاء من إثيوبيا التي نددت في منتصف يناير(كانون الثاني) الجاري، بتعليقاته عن الوضع الإنساني في منطقة تيغراي التي تشهد حرباً والتي يتحدر منها.
ووجّهت الحكومة الإثيوبية "مذكرة شفهية" دبلوماسية طالبت فيها منظمة الصحة العالمية بتحقيق مع تيدروس، واتهمته بـ"سوء السلوك وانتهاك مسؤوليته المهنية والقانونية"، لكن دون أن تساند دول أخرى هذا الطلب.
ووصف تيدروس في يناير(كانون الثاني) الحالي الأوضاع في إقليم تيغراي بـ "جحيم"، وقال إن "الحكومة تمنع وصول الأدوية وغيرها من المساعدات الأساسية إلى سكان المنطقة الذين هم بأمس الحاجة إليها".
وقال مصدر دبلوماسي غربي: "بالتأكيد كانت مواقفه قوية لكن ما قاله يتطابق مع وقائع يتحدث عنها مديرو الوكالات الإنسانية".
وتبنت 28 دولة في منظمة الصحة العالمية ترشيحه، بينها فرنسا والعديد من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، وعدد صغير من الدول الإفريقية بينها كينيا، ورواندا.
وهذا المتخصص في الملاريا، حائز على شهادة في علم المناعة، وهو طبيب صحة عامة، ووزير صحة سابق، ووزير خارجية سابق لإثيوبيا، وهو أول إفريقي يرأس منظمة الصحة العالمية.
ومنحه وصول الديموقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض والذي أعاد الولايات المتحدة إلى منظمة الصحة العالمية، دفعاً فيما كان يتعرض لهجمات مستمرة من الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي قطع المساعدات للمنظمة متهماً إياها بالقرب من الصين وبسوء إدارة الوباء.
واللهجة الأشد انتقاداً من جانب تيدروس للصين، كانت عندما اعتبر أنها لم تكن شفافة بما فيه الكفاية عن منشأ الوباء، وتسببت له في انتقادات من بكين، التي دعمت رغم ذلك، إعادة ترشيحه.
كما كان موضع اتهامات علنية من عشرات من الدول الأعضاء بينها تلك التي دعمت ترشيحه بسبب غضبها من تعامله مع فضيحة العنف الجنسي التي طالت موظفين في المنظمة في صفوف العاملين الإنسانيين، في الكونغو الديموقراطية خلال مكافحة وباء إيبولا بين 2018 و2020.
وأظهر الوباء أيضاً أن دعواته بقيت في غالب الأحيان دون صدى، كما حصل حين دعا الدول الغنية إلى بذل المزيد من الجهود للحد من التفاوت أمام كورونا، أو تجميد الجرعات المعززة من اللقاح.
وبعد ولاية أولى شهدت ظهور الوباء وكشفت مواطن القصور في منظمة الصحة العالمية، سيكون على تيدروس أن يفوز بتحدي تعزيز هذه الوكالة الأممية.