ليس من مصلحة الشعب الفلسطيني الزج به في عداوات ليس طرفا فيها في الاساس مع شعوب عربية، ودول عربية، وهذا امر تسببت به التنظيمات طوال عمرها، وحمل الفلسطينيون كلفته.
لماذا يحمل فلسطينيون اصلا صورا لقيادات في جماعة الحوثي خلال مظاهرة في غزة، وصور قاسم سليماني، وغيرهم، ويتم الهتاف بهتافات مسيئة الى دول عربية، وشعوب عربية، بما يؤدي الى موجات من رد الفعل من هذه الدول والشعوب، وبحيث يبدو الفلسطيني عدوا لشقيقه العربي، فيما الحسبة كلها تتعلق بإيران ومصالحها التوسعية، وليس بالشعب الفلسطيني؟
نعم يحرقون سمعة الفلسطينيين ويقدمونهم وكأنهم عدو لأشقائهم العرب، كرمى لمشغليهم ومموليهم الاساسيين، بدلا من ان يكون الفلسطيني نصيرا لشقيقه العربي في هذه المعارك.
السؤال هنا مفتوح على مدى الحرج الذي تسببه هذه التنظيمات للشعب الفلسطيني في كل مرحلة وفي كل مكان في العالم، فلم تترك هذه التنظيمات شعبا عربيا، الا وتسببت بأزمة معه؟
هذا اختطاف لقطاع غزة، ورهن له في حسبة اقليمية، على الرغم من معرفتنا ان ايران تسللت الى اليمن والعراق وسورية ولبنان، وتسببت بكل هذا الاذى من البداية، لكننا للاسف الشديد نجد من يريد ايذاء سمعة الشعب الفلسطيني بتصرفات رعناء وغير محسوبة، وتقديم صورة سيئة عن الفلسطينيين، باعتبارهم يريدون حرق العالم العربي وايذاء شعوبه ودوله.
ذات المشهد عشناه في الفوضى السورية، فالتنظيمات التي ضد نظام دمشق اعلنت موقفها ضده، وجلبت الشتائم واللعنات للفلسطينيين في سورية، من جانب مؤيدي النظام، والتنظيمات التي حاربت مع النظام ضد السوريين، جلبت الشتائم واللعنات من جانب معارضي النظام للشعب الفلسطيني، وفي كل مرة هناك تنظيم او طرف، يريد اختطاف وكالة الفلسطينيين والزج بهم في معارك ليسوا على علاقة بها، بل تأتي كلفتها مضاعفة على الفلسطينيين الذين بحاجة الى دعم شقيقهم العربي، ووقوفه معهم، لا اشعاره انهم يريدون التسبب بضرر له في كل توقيت.
تجارب شبيهة مر بها الشعب الفلسطيني في العراق، فتم حسبانهم على صدام حسين، وحين جاء العهد المحسوب على ايران – الذي تتغنى بها تنظيمات في غزة اليوم – تم طرد الفلسطينيين من بيوتهم وتشريدهم مجددا، والامر ذاته تكرر في لبنان، حين زجت التنظيمات بالفلسطينيين البسطاء في حروب ليسوا على صلة بها، وتعرضوا بسببها لويلات كبيرة حتى يومنا هذا.
الامر ذاته عاشه الفلسطينيون في الكويت، فصدام حسين يحتل الكويت التي يعيش بها نصف مليون فلسطيني، وبعض التنظيمات تحتفي بالاحتلال، ويصير الفلسطيني خائنا لحياته في الكويت، بسبب نفر اختطف وكالة اسمه، وادخله في صراع مع شقيقه العربي الذي احتضنه.
لقد آن الاوان، أيضا، ألا يسمح الفلسطيني بتوريطه واستدراجه في حروب عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تشمت بدول عربية تتعرض الى قصف وإجرام من جماعة الحوثي، او غيرها، على الرغم من معرفة الكل ان هؤلاء اشقاء عرب، اقرب الى الفلسطينيين من غيرهم، وبين الكل تاريخ مشترك، خصوصا، ان كلفة الشماتة هنا خطيرة، يدفع الفلسطينيون ثمنها، وكأن من يتسبب بهذه الموجات يريد تدمير علاقة الدم بين الفلسطينيين واشقائهم العرب في كل مكان ، وهذا امر خطير ، لا يمكن السكوت عنه، مهما تم تزيين جريمة مناصرة من يعادي العربي.
ماذا قدم الايرانيون لغزة واهل غزة، غير الكلام السياسي الذي يتم بيعه علينا، وايهما اقرب للفلسطيني، الايراني، ام المصري، او الاردني، او العراقي، او السعودي، او الاماراتي، او المغربي، او التونسي، وغيرهم، وهذا السؤال يفرض على الفلسطينيين منع توريطهم بتقديمهم بصورة الذي يناصر من يعتدي على اشقائهم، والدفاع عن عروبتهم، وعن منطقتهم، لان الانسان العربي المستقر في كل مكان، مصلحة فلسطينية، مثلما ان سلامة الشعوب العربية مصلحة كبرى للفلسطيني، خصوصا، حين يهددها من كان اساسا السبب في ايذاء شعوب عربية في كل مكان.
سلامة العربي في كل مكان، من السعودية الى الامارات، وصولا الى ليبيا، والسودان، وبقية الدول ، مصلحة فلسطينية كبرى ، وعلى من يختطفون تمثيل الفلسطينيين التوقف عن تجارتهم.
الغد