مدار الساعة - قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير لها نُشر السبت 22 يناير/كانون الثاني 2022، إن إيطاليا استقبلت عائلة الطفل اللاجئ السوري مصطفى النزال، الذي ظهر في صورة مؤثرة للغاية فازت بجائزة مسابقة "سيينا" الدولية للتصوير خلال عام 2021.
هذا الطفل السوري، البالغ من العمر ستة أعوام، وُلِد بدون ذراعين ولا ساقين بعد تعرُّض والدته لهجوم بالغاز أثناء حملها به، وأثارت ظروفه تعاطفاً واسعاً لدى الكثيرين.
فيما سافر مصطفى إلى إيطاليا من أجل تركيب أربعة أطراف صناعية، وذلك في أعقاب حملة تبرعات لجمع الأموال له، والتي بلغ حجمها 114 ألف يورو (حوالي 129.360 دولاراً).
حيث سيخضع مصطفى للعلاج على يد أطباء مركز INAIL العالمي للأطراف الاصطناعية بالقرب من مدينة بولونيا، الذي تولى أيضاً حالة أليكس زناردي، سائق الفورمولا 1 الذي بُتِرت ساقاه بحادث سباق سيارات قبل 20 عاماً في غيبوبة اصطناعية بعد اصطدامه بشاحنة أثناء مشاركته في سباق جديد للدفع اليدوي للدراجات.
قنابل الغاز
من جهته، قال غريغوريو تيتي، المدير الفني للمركز: "ستكون مهمة معقدة، لكن هدفنا هو أن يتمكن مصطفى من الاعتماد على نفسه"، لافتاً إلى أن حالة مصطفى نتجت عن السموم التي استنشقتها والدته أثناء حملها حين ألقت قوات النظام السوري قنابل الغاز على محافظة إدلب عام 2016.
لاحقاً، فرت الأسرة إلى تركيا، حيث ظهر مصطفى في صورة ووالده يرفعه في الهواء، الذي فقد إحدى ساقيه خلال قصف على سوريا. ورغم إعاقتهما، يظهر الأب والابن في الصورة وهما يبتسمان بسعادة.
جائزة سيينا الدولية للمصورين
في حين حصل صاحب هذه الصورة على جائزة سيينا الدولية للمصورين وحظيت الصورة بإشادة عالمية، ثم أطلق منظمو الجائزة بعد ذلك حملة خيرية لجمع أموال لمصطفى.
بدوره، قال مؤسس الجائزة لوكا فينتوري: "كنا نخشى ألا يحصل الصبي على مساعدة بعد تلاشي الاهتمام بالصورة"، مردفاً: "سيحتاج لتغيير أطرافه مع تقدمه في العمر، وسنحتاج إلى مترجمين إلى أن تتمكن الأسرة من تعلم اللغة الإيطالية. وهدفنا أن نجمع 400 ألف يورو (حوالي 453 ألف دولار)".
لكن بعد أن تدفقت الأموال لتركيب أطراف جديدة لمصطفى، وساق جديدة لوالده، أمّنت الحكومة الإيطالية تأشيرات للأب وابنه، وكذلك لوالدة مصطفى وشقيقتيه الصغيرتين لإحضارهم إلى إيطاليا، فيما عرضت الكنيسة الكاثوليكية شقة على العائلة.
كما أشار تيتي إلى أن أطراف مصطفى يمكن تعديلها لتعمل بفضل الحركات الصغيرة التي يأتي بها الصبي بكتفيه وجذعه، وهذا يعني أن الصبي سيحتاج لجلسات تدريب طويلة.
من جانبه، قال والد مصطفى، قبيل سفره إلى إيطاليا، لوسائل إعلام إيطالية: "مصطفى غاية في السعادة"، مشيراً إلى أنه "سيتمكن أخيراً من المشي ومعانقتي والذهاب إلى المدرسة بمفرده".