مدار الساعة - تحتفل أوكرانيا يوم الثاني والعشرين من شهر كانون الثاني بالذكرى السنوية لعيد الوحدة الوطنية.
وفي مثل هذا اليوم منذ أكثر من 100 سنة وقعت جمهورية أوكرانيا الشعبية والجمهورية الشعبية الغربية على قانون التوحيد، مما مهد الطريق لأوكرانيا الحديثة ومن الصعب التأكيد كفاية على أهمية هذا التطور السياسي، حيث أنه أكّد الطابع الدائم والمرن للحنكة السياسية الأوكرانية فضلا عن العمق التاريخي للأمة الأوكرانية.
وافتتحت سفارة أوكرانيا لدى المملكة الأردنية الهاشمية اليوم النصب التذكاري الأول في المملكة الأردنية الهاشمية للشاعرة الأوكرانية الأسطورية ليسيا أوكرايينكا التي تحظى أعمالها باهتمام في قلوب الأوكرانيين، حيث أن أعمالها ألهمت أجيالا من مواطنينا. وتعتبر هذه الشاعرة رمزاً لأوكرانيا بثقافتها وتقاليدها الغنية.
وقالت السفارة الاوكرانية في بيان:
تحتفل أوكرانيا والأردن في عام 2022، بالذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية. ولقد أتاحت هذه العقود الثلاثة تعزيز أسس العلاقات الثنائية، وذلك من خلال التعاون النشط في المجالات التجارية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية.
ويعتبر الحوار على مستوى رؤساء الدول بين جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، قوةً دافعةً للتعاون الثنائي في مجال السياسة. ويسعدنا أن قيادة كلا البلدين أعربت عن اعتقادها المشترك بأفاق الشراكة الأوكرانية الأردنية بالإضافة إلى تنسيق الجهود لتعزيزها.
وشددت السفارة على ان الأردن يعتبر شريكا موثوقاً به لأوكرانيا. ويتشاطر بلداننا رؤية مشتركة لعدد من القضايا الحاسمة ويلبيان جميع المتطلبات اللازمة لتعزيز الشراكة الثنائية لا سيما في مجالات الأمن الغذائي والتجارة النشطة والعلاقات الاقتصادية والأمن والدفاع. كما يدعم كلا البلدين إعادة العولمة وتعددية الأطراف باعتبارهما السبيل الوحيد للمجتمع الدولي للتغلب على التحديات والمخاطر التي لها علاقة بعالم ما بعد كوفيد. كما يقف كلا البلدين بحزم ضد أي شكل من أشكال الإرهاب والتطرف ويدافعون علناً عن التسامح والقانون الدولي والمعايير الدولية.
واضافت السفارة في بيانها: لقد شهدت فترة نهاية العام الماضي وبداية عام 2022 تدهورا كبيراً في المجال الأمني في أوروبا، وذلك بسبب الحشد العسكري غير المبرر وتعبئة قوات الاتحاد الروسي على الحدود الأوكرانية. ولقد أصبح من الواضح وبشكل متزايد أن الاتحاد الروسي قد بدأ محادثات حول "الضمانات الأمنية" مع الولايات الأمريكية المتحدة وحلف شمال الأطلسي من أجل رفع المخاطر الى أقصى حد، وذلك من خلال تقديم المطالب غير المقبولة بالعمد. ويبدو هذا الوضع ساخرا، حيث تطالب روسيا بضمانات أمنية في الوقت الذي تقوم قواتها فيه بالتلويح بالأسلحة على حدود أوكرانيا، علما بأن عدد أفراد قواتها يزيد عن 100,000 جندي، وذلك بالإضافة إلى احتجاز شبه جزيرة القرم كرهينة والقتال في دونباس، كما تقوم القوات الروسية الخاصة بتقويض الأمن على حدود بيلاروسيا مع بولندا وليتوانيا فضلا عن تحويل عملية إمدادات الغاز إلى أداة للسياسة الخارجية.
واضاف البيان: ترحب أوكرانيا بوحدة موقف كل من الولايات الامريكية المتحدة، وحلف شمال الأطلسي، والاتحاد الأوروبي، فيما يتعلق برفض مطالب روسيا غير المشروعة. وتشكل محاولة روسيا لاستخدام حق النقض ضد أوكرانيا تقويضاً لسيادة أوكرانيا وحقها في التطلع إلى أن تصبح عضواً في الناتو، حيث أن هذا الموضوع غير خاضع للتفاوض بين أطراف ثالثة. ولن يتم تجاوز هذا الخط الأحمر من قبل بلدنا أو شركائنا.
واشار البيان إلى أن أوكرانيا تلتزم بمبدأ أساسي حيث أن نقطة الانطلاق للمناقشة حول الضمانات الأمنية في المنطقة الأوروبية والأطلسية تبدأ بخفض تصعيد الوضع الأمني من قبل روسيا على الحدود الأوكرانية وانسحاب قواتها من دونباس والقرم، وذلك بغض النظر عن تكرار الدبلوماسيين الروس لنفس المواضيع. ويسعدني أن جهودنا المطردة تحقق نتائجها المرجوة، ويتضح ذلك من خلال الفهم المتزايد بين شركائنا بأن الأمن الأوروبي الأطلسي يبدو مستحيلاً أثناء تعرض أوكرانيا للخطر.
ومن ناحية أخرى، ستواصل كل من أوكرانيا وفرنسا وألمانيا التزامهم بإحياء الحوارالجدي مع روسيا في إطار مجموعة اتصال النورماندي ومجموعة الاتصال ثلاثية الأطراف. ونحن على استعداد لمناقشة جميع القضايا المتعلقة بالتسوية السلمية سواء على مستوى البلدان الأربعة أو على مستوى البلدين، بما في ذلك على مستوى رئيسي البلدين.
واكد اليان: لا بد أن تكون نقطة الانطلاق للمناقشة حول الأمن في أوروبا هي وقف روسيا لعدوانها المسلح ضد أوكرانيا، والتخلي عن منطق الحرب، وتنفيذ التزاماتها وفق اتفاقيات مينسك واتفاقيات "رباعية النورماندي" في باريس لعام 2019.