مدار الساعة - بقلم : عدنان متروك الشديفات..
الجميع منهمك في المنخفض الجوي وردات الفعل بعد كل ساعة على مروره ومقابلات على التلفزيون و برامج حوارية و مقالات تكتب واالكل يقدم أفكار اما قلمي فهو مشغول مع الوطن ، اليوم ومع بزوغ الفجر وأنا أقرا بل أحياء عند ربهم يرزقون اختلطت مشاعر قلمي مع مشاعر وطني وأصابتني رعشة قوية ظننت أنها تيار كهربائي صاعق ولكن هو الإحساس مع الوطن وجنوده وجيشه ، أحساس يعتريه الفرح بجهود البواسل على ثغور وطني وإحساس يقطر دماً على من ذهبوا إلى سبيل الله ... اليوم عانقت الوطن مع ساعات الفجر الأولى حينما عانقت روح النقيب الخضيرات رذاذ الشتاء ، وأن غبت ذات يوم عن الكتابة حزناً على وطني وما أصابه فأن قلمي وقد حرمت عليه الكتابة لسوااك يا وطني ... إلا انه عاد مع ساعات الفجر ليكتب للجيش والجنود وحرس الحدود والعسكر ، أو أتعلم يا محمد بيك خضيرات وليعلم زملاؤك بأن قلمي يشبه بندقيتك التي هاجمت المهربين فالحبر حينما تكون الكتابة للوطن يسيل دون الضغط على الزناد ويكون أقوى من كل الطلقات لأنه قدرنا وجبلنا به وسخرناه للوطن ولجنوده ولغيرهم لا يكتب ، وأن توقف ذات مره ، ولكنه عاد اليوم لأنه سيكتب للجيش والعسكر وتحديداً حرس الحدود ، لم يكذب المطرب عمر العبداللات حينما غنى لحرس الحدود وقال
عيون صقور
وقصف رعود
وبوجه العادي بارود
ونشد زنود ... جيش أبو حسين يا رب تنصر جيش أبو حسين واقف صفين عحدود الوطن واقف صفين ، ويأتي يحيى صويص يا حرس لحدود يا جيش أبو حسين بالميدان أسود وعالرأس وعالعين ...
كل ذلك لم يجعلني أغيب ولو لحظة، عن المشهد أو أتعلم لماذا يا صديق االبندقية والفلده والقايش لأننا نعلم بأنكم صوفيون في حب القيادة والوطن والجيش ونعلم ونثق بكم بأنه لن توضع قدم غريبة في وطني وأنتم هناك ، رابضين بأسم الله ومتوكلين عليه ، عن ماذا اكتب يا رفيق الجنود والدبابة وعن معنوياتك العالية التي عانقت الغيم اليوم وهي ترتقي سلم المجد والتاريخ أم أكتب عن سمرتك البدوية ومعنوياتك العالية وأنت تتصدر زملاؤك في الدفاع عن الوطن قبل انبلاج الشمس، وأنت تحلق عالياً في سماء الطابور الصباحي وتلك الجباه التي لوحتها الشمس ذات صيف في حمرا حمد وفي مربعانية الشتاء وخلال المنخفضات الجوية تحافظ على القسم ، تقبض المصحف بيدك اليمنى والزناد في اليسرى وفي حين كانت الصلاة في موعدها كنت تصلي أنت وزملاؤك للوطن ولم تغفل ولو برهه عن الحدود والواجب والعسكر قلتم لنا ناموا فنحن لن يغفوا لنا جفن وجعلتم من صدوركم درعاً لحماية وطنكم وأهلكم ...
لقد سال على خدي مني اليوم دمعتين ووردة قبل أن يسيل حبر قلمي ليكتب لك يا محمد بيك وللجيش والوطن والعسكر فأهديت الدمعة الأولى لأطفالك والثانية لقائد الجيش والعسكر أما الوردة فهي لأم الشهيد ...
وأعلم بأن الرصاصات التي مزقت جسدك قد مزقت قلوبنا وكل رصاصة حميت بها وطنك واطفالنا يقف خلفها ألف دعاء منا لك ولأم الشهيد وكل إصابة لزملائك يقف خلفها كل دعوات أمهاتنا الأردنيات ولن يصيبنا الذعر ولا القلق ولا الخوف ما دمت وزملاؤك حرس الحدود توجهون الضربات والصفعات لعدونا ولكل من يحاول العبث ويعتدي على المحرمات فأنتم دوماً ضمن المشهد الوطني الحقيقي تحافظون على الحرمات وعلى المحرمات وأنتم قدرنا أو أتعلم لماذا يا صديق البندقية والدبابة والقايش لأنكم هويتنا ولأنكم وزملاؤك سيف الوطن في خاصرة كل معتد ولأنكم بحجم وطن ومؤسسة الجيش التي لا زالت تنجب كل يوم ألف ألف شهيد ولأنكم أقوى من كل المانشيتات والمقالات.
ونحن إذ نعزي أنفسنا والوطن والقائد الأعلى جلالة الملك عبدالله الثاني أبن الحسين المعظم سائلين الله عز وجل أن يتغمدكم بواسع رحمته ومغفرته ويلهم أهلك وذويك ورفاق السلاح جميل الصبر وحسن العزاء، وأتمنى الشفاء العاجل لزملاؤك المصابين، إنه سميع مجيب ...
إنا لله وإنا إليه راجعون.