مدار الساعة - توقعت وكالة الأدوية الأوروبية، الثلاثاء، أن يحول انتشار المتحورة "أوميكرون" وباء كورونا إلى مرض متوطن يمكن للبشرية أن تتعلم التعايش معه.
وأعربت الوكالة عن شكوكها في شأن إعطاء جرعة لقاح معززة رابعة، مؤكدة أن تكرار منح الجرعات ليس استراتيجية "مستدامة".
وقال ماركو كافاليري، مسؤول استراتيجية التلقيح في الوكالة الأوروبية للأدوية التي تتخذ مقراً لها في أمستردام، "لا أحد يعرف بالضبط متى سنبلغ نهاية النفق، لكننا سنصل إليها".
وأضاف كافاليري في مؤتمر صحافي "مع زيادة المناعة لدى السكان -وانتشار أوميكرون سيوفر مزيداً من المناعة الطبيعية بالإضافة إلى التطعيم- سننتقل بسرعة نحو سيناريو أقرب إلى التوطن".
لكنه شدد على أنه "يجب ألا ننسى أننا ما زلنا في جائحة". وقال ماركو كافاليري "إذا كانت استراتيجيتنا إعطاء المعززات كل أربعة أشهر، فسوف ينتهي الأمر إلى وجود مشكلات في الاستجابة المناعية".
وأضاف "ثانياً، هناك بالطبع خطر إرهاق السكان من الإعطاء المستمر للجرعات المنشطة".
بدلاً من ذلك، دعا المسؤول الدول إلى البدء في التفكير في منح الجرعات المعززة على فترات أطول وفي مطلع الشتاء، مثل لقاح الإنفلونزا.
وعلى الرغم من أن المتحورة "أوميكرون" تبدو أكثر عدوى من المتحورات الأخرى، فإن الدراسات أظهرت انخفاضاً في خطر دخول المستشفى بعد الإصابة بهذه المتحورة يُقدر أنه بين ثلث ونصف الخطر مقارنة بـ"دلتا"، وفق وكالة الأدوية الأوروبية.
وأظهر إحصاء لـ"رويترز" أن أكثر من 310.08 مليون نسمة أُصيبوا بفيروس كورونا على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى خمسة ملايين و846444.
روسيا تتأهب لزيادة "كبيرة جداً" في الإصابات
وحذرت روسيا الثلاثاء من أنها ربما تواجه خلال الأسابيع المقبلة زيادة "كبيرة جداً" في الإصابات بـ"أوميكرون"، وقالت السلطات التي تستعد للموجة الجديدة إنها ستوفر المزيد من أسرة المستشفيات في موسكو.
وقالت آنا بوبوفا رئيسة الهيئة الروسية لحماية حقوق المستهلكين في اجتماع لفريق العمل الحكومي المعني بفيروس كورونا، أذاعه التلفزيون، إن روسيا سجلت حتى الآن 305 إصابات بـ"أوميكرون" في 13 منطقة.
وأضافت "خطر حدوث زيادة كبيرة جداً في (الإصابات) بالمرض حقيقي".
وقال رئيس بلدية موسكو سيرجي سوبيانين لرئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين خلال الاجتماع، إن العاصمة، التي يبلغ عدد سكانها 12.7 مليون نسمة، تشهد بالفعل زيادة كبيرة في الإصابات بـ"أوميكرون".
وأضاف أنه سيتم اتخاذ إجراءات خاصة لمواجهة هذه الزيادة، من دون الخوض في التفاصيل. وقال سوبيانين "من الضروري توفير المزيد من أسرَّة المستشفيات حتى يكون النظام الصحي مستعداً".
وقالت مصادر لـ"رويترز" الشهر الماضي إن المسؤولين يستعدون لموجة أخرى من كورونا في أوائل العام الحالي.
أرقام قياسية
وسجلت فرنسا الثلاثاء 368149 إصابة جديدة بفيروس كورونا، وهي أعلى حصيلة للإصابات في يوم واحد منذ بدء تفشي الجائحة.
كان الرقم القياسي السابق يبلغ 332 ألفاً و252 إصابة جديدة، وقد سُجل في الخامس من يناير (كانون الثاني)، ومنذ ذلك اليوم شهدت فرنسا يومين آخرين تجاوز فيهما عدد الإصابات الجديدة 300 ألف خلال 24 ساعة بعدما أصبحت المتحورة "أوميكرون" أكثر السلالات انتشاراً.
وارتفع المتوسط المتحرك لعدد الإصابات الجديدة على مدى سبعة أيام إلى نحو 280 ألفاً الثلاثاء.
وتأمل الحكومة الفرنسية في أن تطرح بحلول منتصف يناير "جواز لقاح" يجعل التطعيم إلزامياً لأي شخص يرغب في الذهاب إلى المطاعم أو حضور أحداث في الأماكن المغلقة.
ويعتبر تقديم دليل على تلقي التطعيم أو فحص سلبي يثبت الخلو من الإصابة كافياً حتى الآن لدخول تلك الأماكن.
سلوفينيا وصربيا
وسجلت سلوفينيا وصربيا أعداداً قياسية لحالات الإصابة الجديدة الثلاثاء وسط تفشي المتحورة "أوميكرون".
فقد سجلت سلوفينيا 5164 إصابة جديدة بزيادة 52 في المئة على عدد الإصابات قبل أسبوع، وذلك حسب المعهد الوطني للصحة العامة.
وطعمت سلوفينيا 67.3 في المئة من سكانها البالغ عددهم نحو مليوني نسمة بجرعتي لقاح في الأقل حتى الآن.
أما صربيا فقد سجلت 13693 إصابة جديدة و22 وفاة. ويبلغ العدد الإجمالي للإصابات في صربيا مليوناً و359 ألفاً و544 إصابة، بينما بلغت الوفيات 12958 منذ بدء تفشي الجائحة قبل عامين تقريباً.
أعلى عدد يومي للإصابات في تركيا
وأظهرت بيانات وزارة الصحة الثلاثاء أن تركيا سجلت 74266 إصابة جديدة في غضون 24 ساعة، وهو أعلى عدد يومي للإصابات بالمرض منذ بدء تفشي الجائحة، مما دفع وزير الصحة إلى التحذير من الخطر الذي تمثله المتحورة "أوميكرون".
وأظهرت البيانات تسجيل 137 وفاة مرتبطة بفيروس كورونا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وفي أواخر ديسمبر (كانون الأول)، بلغ عدد الإصابات اليومية نحو 20 ألفاً.
وقال وزير الصحة فخر الدين قوجه على "تويتر" "بعد أن صارت الإصابات بسبب المتحورة أوميكرون هي المهيمنة، ستكون أوميكرون مصدراً للخطر على الفئات الضعيفة وربما تؤدي إلى الوفاة بين كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة".
زعماء بلغاريا يدخلون عزلاً ذاتياً احترازياً
قال مسؤول صحي إن رئيس وزراء بلغاريا ورئيسها وعدداً من كبار الوزراء دخلوا في عزل ذاتي احترازي، بعد أن ثبتت إصابة أحد المشاركين في اجتماع أمني حضروه بفيروس كورونا.
وقال كبير مفتشي الصحة أنجيل كونشيف إن جميع من شاركوا في اجتماع مجلس الأمن القومي، الاثنين، يتمتعون بصحة جيدة، لكنهم سيبقون في عزل ذاتي بعد أن ثبتت إصابة رئيس البرلمان نيكولا مينتشيف.
وحضر الاجتماع، إلى جانب رئيس الوزراء كيريل بيتكوف والرئيس رومين راديف، وزراء الداخلية والدفاع والمالية وكبار أعضاء الأحزاب السياسية الرئيسة.
وقال مسؤول صحفي حكومي لـ"رويترز" "رئيس الوزراء سيخضع للحجر الصحي كما هي القواعد". وقالت الحكومة إن بيتكوف سيواصل مهامه عن بعد، بينما ستتولى نائبته كالينا قنسطنطينوفا المهام التي تتطلب الحضور.