.. جاء عادل شركس إلى البنك المركزي محافظا.
حسنا, هذا الموقع من أهم المواقع السيادية في الدولة الأردنية, واجزم أن الحديث عن الرجل يحتاج لخبير في الأمور الاقتصادية.. أنا بصراحة خبير في (الفزعات) أكثر من خبرتي في الأمور الاقتصادية...
أنا اعرف السيد عادل شركس, ذات يوم ذهبت إليه من أجل تقديم شكوى على أحد البنوك, الذي مارس (مص دمي) بكل التفاصيل، احتجت فقط إلى (4) دقائق من أجل رؤية عادل.. وحين بدأت (بالتشبير) في يدي ورمي كامل غضبي على الطاولة, قال لي: (مالك فارع دارع).. بصراحة كنت اعتقد ان ردة فعله ستكون (بليز... لو سمحت).. لكن (فارع دارع) تمثل نظرية اقتصادية مهمة, وهي ليست بالوصف السلوكي فقط... فكل من يتعاطى بالقروض البنكية ستكون نهايته (فارع دارع).. بمعنى: أنها تعني الانهيار المالي للفرد.
المهم تركني الرجل حتى انهيت, ثم طلب مني تقديم الشكوى والتوقيع عليها.. وإلحاق البيانات بها, بعد ذلك أحضر المستشار القانوني.. كي يشرح آلية تحقيق البنك المركزي... وفي حال ثبت الخلل, فإن البنك ستكون له إجراءاته الخاصة.. وفعلا عولجت القضية خلال (48) ساعة, واستعدت حقي كاملا... والرجل للأمانة بقي على تواصل معي, حتى تأكد أني لم أعد (بالفارع الدارع)..
عادل شركس شخصية وطنية طيبة وبسيطة وصارمة في ذات الوقت، ويسمح لك بالتدخين في مكتبه, والأهم أنك تستطيع أن تدخن من (باكيته).. وهو من النوع الذي يقرأ كل شيء, ويتابع كل الأخبار.. القاعدة الأساسية في الاقتصاد هي الوطنية.. فلو كنت أمهر اقتصادي في العالم, إن لم تمتلك القاعدة الوطنية وحب البلد, وفهم الناس واستيعاب الألم والحلم فيهم, حتما ستفشل.. لكن يشهد الله أن هذا الرجل (ابن بلد) بالمعنى الحقيقي للكلمة...
لكن أمام عادل مهمة, أكبر من استقرار الدينار.. والتغلب على التضخم, والتغلب على عجز الميزانية... والمهمة باعتقادي هي: انه لم يعد منطقيا أن يرفع البنك فائدة القرض في الوقت الذي يريد, وأن يبدل شكل الفائدة بالشكل الذي يريد, وأن يحجز على العقار متى شاء..
أظن أن عادل شركس يملك وجهة نظر مهمة وخطيرة, في العلاقة بين البنك والمواطن, وهو من أهم الناس الذين فهموا هذه العلاقة, كونه من الناس البسيطة التي تدرجت في المسؤولية, وانخرطت في العمل العام طويلا.. ولم تأت بالبراشوت, هو من الفئة المنحازة قلبا وضميرا للمواطن وليس لجشع رأس المال.. وهذا الرجل من حزب (فارع دارع)، يفهم ما اعنيه.. لهذا فالإجراءات التي سيتخذها حتما ستصب في النهاية من أجل الناس وخدمتهم..
المهم عادل شركس, من حزب (فارع دارع).. مثلي ومثل كل الناس، وأجزم أن الحكومة أجادت في اختياره..
يا حبذا لو تخصص منصة لدعم فئة (فارع دارع), على غرار منصات دعم أصحاب المشاريع الصغيرة والمتعطلين.. والمتعثرين.. قلت يا حبذا.
Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي