مدار الساعة - تتعرض نظم الرعاية الصحية في أوروبا لضغوط مرة أخرى، بسبب الانتشار السريع للمتحور "أوميكرون" من فيروس كورونا خلال فترة العطلات، بالتزامن مع إصابة أعداد كبيرة من أفراد الطواقم الطبية وعزلهم، في حين يقول الخبراء إن أوروبا لم تصل بعد لذروة الانتشار.
فعلى الرغم من أن الدراسات الأولية أظهرت انخفاض خطر الإصابة بأمراض خطيرة أو دخول المستشفيات بسبب "أوميكرون"، بالمقارنة بالمتحور السابق "دلتا"، وجدت شبكات الرعاية الصحية في إسبانيا وبريطانيا وإيطاليا وغيرها نفسها في ظروف شديدة الصعوبة.
بريطانيا التي تعاني مشافيها من نقص العمالة، وضغوط شديدة بسبب أعداد الإصابات القياسية بالبلاد، بدأت يوم الجمعة 7 يناير/كانون الثاني 2022، بنشر أفراد من الجيش لدعم المستشفيات.
ستيفن بويس المدير الطبي لهيئة خدمات الصحة الوطنية في بريطانيا، قال في بيان إن "أوميكرون يعني المزيد من المرضى والقليل من أفراد الطواقم لعلاجهم".
من جانبه، قال وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد، إنه مع ارتفاع معدل دخول المستشفيات إلى أعلى مستوياته منذ فبراير/شباط 2021، من المتوقع أن تعاني هيئة خدمات الصحة الوطنية البريطانية من المزيد من الضغوط بسبب ارتفاع حالات الإصابة بكورونا بين كبار السن.
أضاف جاويد في تصريحات مذاعة أن البلاد ما زالت تشهد زيادة في دخول المستشفيات خاصة مع ارتفاع الإصابات بين كبار السن، وقال إن "هذا أمر مثير للقلق (…) نتوقع أن يكون الأمر في غاية الصعوبة خلال الأسابيع القليلة المقبلة".
في إسبانيا يبدو الوضع مشابهاً، إذ تتعرض شبكة الرعاية الصحية لضغوط شديدة لدرجة أن السلطات سمحت في اليوم قبل الأخير من عام 2021 في إقليم أراجون، بإعادة المتقاعدين من العاملين بالرعاية الصحية للعمل.
بالموازاة مع ذلك، ترتفع معدلات الإصابة في هولندا بحدة بين طواقم العاملين بالمستشفيات، خاصة بين الممرضين ومساعديهم، وفقاً لما نشرته صحيفة "دي تلغراف" بعد مسح شمل ثمانية مستشفيات كبرى.
أشار المسح إلى أنه في أسوأ الحالات، جاءت نتيجة فحص واحد من كل أربعة إيجابية، كما هو الحال في مركز أمستردام الطبي الجامعي، حيث أظهرت الفحوص إصابة ربع العاملين بفيروس كورونا قبل عيد الميلاد، بالمقارنة مع خمسة بالمئة قبل أسبوع.
لذا تدرس المستشفيات الهولندية تغيير قواعد الحجر الصحي للسماح بالطواقم المصابة بدون بأعراض بالعودة للعمل.
في إيطاليا أيضاً تتفاقم مشكلة الإصابات بين أفراد الطواقم الطبية، والتي بلغ عددها أكثر من 12800 إصابة، وفقاً لبيانات جُمعت الأسبوع الماضي باستبعاد أفراد الطواقم غير المطعمين والذين يمثلون نسبة أربعة بالمئة من العاملين.
كمحاولة لسد الفجوة في خدمات الرعاية الصحية، ألغت الهيئات الطبية الإيطالية عطلات العاملين وأحالتها إلى فترات أخرى، وألغت أو أجلت الجراحات التي لا تصنف عاجلة.
يُشار إلى أنه حتى مساء الأحد 9 يناير 2022، أصيب أكثر من 307 ملايين و303 آلاف شخص بالفيروس في العالم، توفي منهم ما يزيد عن 5 ملايين و505 آلاف فيما تعافى نحو 259 مليوناً و372 ألفاً، وفق موقع "وورلدميترز".