مدار الساعة - يتحدث معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، في نشرته اليوم الإثنين، عن الالتهاب الرئوي السيري، الذي يصاب به الأطفال في الغالب بسبب البكتيريا، وتنتقل عدواه عن طريق الرذاذ عندما يسعل الشخص المصاب، أو يعطس، أو يتحدث.
وتوضح نشرة المعهد ماهية هذا الالتهاب، وأسبابه، وعلاماته وأعراضه، إضافة إلى طرق التشخيص، وخيارات العلاج، سواء بالأدوية، أو بإجراءات أخرى ضرورية يُنصح باتباعها مع الأطفال المصابين.
خلال العام الدراسي، قد يلتقط الأطفال عدوى الجهاز التنفسي والتي يمكن أن تستمر لفترة أطول فتتحول في بعض الأحيان إلى الالتهاب المعروف بالالتهاب الرئوي السيري (Walking Pneumonia).
الالتهاب الرئوي السيري، أو الالتهاب الرئوي غير النمطي، هو شكل أقل خطورة من الالتهاب الرئوي، سببه بكتيريا ميكوبلازما (Mycoplasma)، والتي تسبب أعراضًا تشبه أعراض البرد بالإضافة إلى حمى منخفضة الدرجة وسعالاً حاداً.
لن يشعر معظم الأطفال المصابين بهذا النوع من الالتهاب الرئوي بالمرض فلا يمنعهم من الذهاب للمدرسة، ومن هنا جاء اسم الالتهاب الرئوي "السيري"، وعادة ما يشعرون بأنهم بصحة جيدة بما يكفي للذهاب إلى المدرسة. ولكن حتى الطفل الذي يشعر بصحة جيدة يحتاج إلى البقاء في المنزل لبضعة أيام حتى يبدأ العلاج بالمضادات الحيوية وتتحسن الأعراض.
المسبب:
يحدث الالتهاب الرئوي عند الأطفال في الغالب بسبب البكتيريا. الأكثر شيوعًا بين الأطفال في سن المدرسة هو (Mycoplasma pneumoniae). تسبب هذه البكتيريا أيضًا نزلات برد في الصدر والتهاب الشعب الهوائية عند البالغين.
تنتقل العدوى من شخص لآخر عندما ينتقل الرذاذ الذي يحتوي على البكتيريا في الهواء. يحدث هذا عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس أو يتحدث. يميل الأطفال إلى قضاء الكثير من الوقت بالقرب من بعضهم بعضاً في الأماكن المزدحمة، مثل المدارس والمخيمات. هذا هو أحد الأسباب التي تجعلهم يتأثرون بسهولة أكثر من الفئات العمرية الأخرى. من الجدير بالذكر أنه لا يُصاب كل من يتعرض للبكتيريا بالتهاب رئوي سيري.
عوامل الخطر:
يمكن أن يزداد خطر إصابة الطفل بالتهاب رئوي سيري إذا ضعف جهاز المناعة بسبب عدوى أخرى. هذا الضعف يجعل من السهل على البكتيريا تجاوز دفاعات الجسم.
قد يكون الأطفال المصابون بأمراض أخرى في الرئة أو الجهاز المناعي أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي السيري أكثر من أولئك الذين لا يعانون من مرض آخر. قد تشمل هذه الأمراض التليف الكيسي والربو والسرطان. قد يكون العلاج الكيميائي عند استخدامه لعلاج السرطان، عاملَ خطرٍ آخر، لأنه يُضعف جهاز المناعة لدى الشخص.
العلامات والأعراض:
يمكن أن تتطور نزلات البرد التي تستمر لفترة أطول من 7 إلى 10 أيام، أو أمراض الجهاز التنفسي مثل الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) إلى التهاب رئوي سيري. يمكن أن تظهر الأعراض فجأة أو تستغرق وقتًا أطول للظهور. عندما تستغرق الأعراض فترة طويلة تميل إلى أن تكون أكثر شدة.
فيما يلي أهم الأعراض:
- حمى منخفضة الدرجة (38.5 درجة مئوية أو 101 درجة فهرنهايت أو أقل).
- صداع، قشعريرة، التهاب الحلق، وغيرها من أعراض البرد أو الانفلونزا
- التنفس السريع أو التنفس مع أصوات الشخير أو الصفير.
- صعوبة في التنفس مما يسبب انكماش الأضلاع إلى الداخل مع التنفس (Retraction).
- سعال جاف.
- ألم في الصدر أو آلام في المعدة.
- الشعور بالضيق (الشعور بعدم الراحة).
- التقيؤ.
- فقدان الشهية (عند الأطفال الأكبر سنًا) أو سوء التغذية (عند الرضع).
تعتمد الأعراض عادة على مكان تركيز العدوى في الجسم. من المحتمل أن يكون الطفل المصاب بالعدوى في الجزء العلوي أو الأوسط من الرئتين يعاني من صعوبة في التنفس. في حال إصابة الجزء السفلي من الرئتين فقد لا يعاني الشخص من مشاكل في التنفس على الإطلاق، ولكن قد يعاني من اضطراب في المعدة أو غثيان أو قيء.
التشخيص:
عادة ما يتم تشخيص الالتهاب الرئوي من خلال أخذ السيرة المرضية والفحص البدني، حيث يراقب الطبيب تنفس الشخص ويستمع إلى صوت الصدر وفي حال سماع طقطقة (Crackles) فقد يشير ذلك غالبًا إلى التهاب رئوي. كما يمكن المساعدة في التشخيص من خلال تصوير أشعة سينية للصدر أو زرع عينة من المخاط من الحلق أو الأنف لتأكيد التشخيص.
العلاج:
المضادات الحيوية علاج فعال للالتهاب الرئوي السيري. يوصى عادةً بتناول جرعة من المضادات الحيوية من 7 إلى 10 أيام عن طريق الفم. إذا وصف الطبيب المضادات الحيوية فيجب التأكد من ان الطفل يأخذها في الموعد المحدد طالما تم توجيهه للتعافي بسرعة أكبر.
قد تشمل خيارات العلاج الأخرى للأطفال المصابين بالتهاب الرئوي السيري ما يلي:
- الراحة: هذا سيساعد في محاربة المرض، غالبًا ما يكون من المفيد للطفل البقاء في المنزل حتى تبدأ الأعراض في التحسن.
- شرب المزيد من السوائل: ويشمل ذلك شرب الماء والشاي والحساء، خاصةً في حالة وجود حمى. تساعد السوائل الزائدة في منع الجفاف.
- خافضات الحرارة: وذلك في حال حدوث ارتفاع في درجات الحرارة.
- وسادة تدفئة أو ضمادة دافئة: يمكن وضع وسادة أو ضمادة دافئة على الصدر إذا تقبّل الطفل ذلك. سيساعد الدفء على تخفيف أي ألم في الصدر وتخفيف عدم الراحة التي قد يسببها الالتهاب الرئوي.
- لا يُنصح باستخدام أدوية السعال، إذ يمكن أن يكون دواء السعال غير مفيد لأنه قد يوقف طريقة الجسم في التخلص من البلغم.
تتحسن معظم حالات الالتهاب الرئوي الناجم عن البكتيريا في غضون أسبوع إلى أسبوعين من ظهور الأعراض على الطفل بينما قد تستغرق بعض الحالات ما يصل إلى 6 أسابيع لتنتهي الدورة.