مدار الساعة- قالت السلطات في كازاخستان، السبت 8 يناير/كانون الثاني 2022، إنها اعتقلت قائد لجنة الأمن الوطني السابق للاشتباه في الخيانة، في حين تعصف بالبلاد أسوأ اضطرابات منذ 30 عاماً.
وأعلنت لجنة الأمن الوطني اعتقال كريم ماسيموف، الذي عزله الرئيس قاسم جومارت توكاييف من منصبه الأسبوع الماضي، مع انتشار الاحتجاجات في أنحاء البلاد.
كما أعلنت وزارة الداخلية الكازاخية أن عدد الأشخاص الموقوفين في الأحداث التي وقعت في البلاد ارتفع إلى 4266، بمن فيهم مواطنو دول أخرى.
وأشار البيان إلى أن أكثر من 100 شخص أوقفوا في قرية بمقاطعة ألماتي، وتم ضبط مستودع أسلحة في مقاطعة جامبيل، وكذلك منتجات مسروقة مثل دراجات هوائية، وتلفزيونات، وهواتف محمولة، وأسلحة، وذخائر في مبنى خدمة السيارات في ألماتي.
اتصال مع بوتين
من جانبه، قال الكرملين إن توكاييف أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي "مطول" أن الوضع في البلاد آخذ في الاستقرار.
وأضاف أن بوتين يدعم اقتراحاً من توكاييف بإجراء مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية لقادة دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي أرسلت من خلالها روسيا وأربع جمهوريات روسية سابقة قوات إلى كازاخستان للمساعدة في استعادة النظام.
وقُتل العشرات، وشهدت مبانٍ حكومية في أنحاء كازاخستان أعمال تخريب ونهب وحرق على مدى الأسبوع الماضي، في أسوأ موجة عنف بالبلاد منذ استقلالها في مطلع التسعينيات بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
وأمر توكاييف القوات بإطلاق النار والقتل لإنهاء هجمات المجرمين والإرهابيين، على حد وصفه.
فيما يشير اعتقال ماسيموف إلى بدء تحركات ضد من تراهم الدولة مسؤولين عن أحداث العنف.
وإلى جانب رئاسة جهاز الأمن الوطني، الذي حل محل المخابرات السوفييتية (كيه.جي.بي)، تولى ماسيموف رئاسة الحكومة مرتين، وعمل عن كثب مع رئيس البلاد السابق نور سلطان نزارباييف، الذي حكم لثلاثين عاماً، حتى ترك منصبه ليخلفه توكاييف في 2019.
قمع الاحتجاجات
في وقت سابق الجمعة، كشف رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف أنه أمر أفراد الأمن بفتح النار دون سابق إنذار إذا وقعت اضطرابات أخرى، مضيفاً أنه سيتم "سحق" من يرفضون تسليم أنفسهم.
توكاييف، وفي كلمة بثها التلفزيون الرسمي للدولة، قال إن ما يصل إلى 20 ألفاً "من قطّاع الطرق" هاجموا العاصمة المالية ألماتا، ودمروا ممتلكات عامة، مشيراً إلى أن "الإرهابيين" ما زالوا يُلحقون أضراراً بالممتلكات ويستخدمون الأسلحة، ويجب القضاء عليهم.
في كلمته كذلك قال توكاييف إن قوات حفظ السلام التي أرسلتها روسيا ودول مجاورة وصلت بناء على طلب كازاخستان، وستبقى في البلاد مؤقتاً لضمان الأمن، كما وجَّه الشكر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكذلك لقادة الصين وأوزبكستان وتركيا، على مساعدتهم في قمع الانتفاضة.
كذلك فقد أضاف أن "المسلحين لم يلقوا أسلحتهم، ويواصلون ارتكاب الجرائم أو يعدون لها، يجب مواصلة المعركة ضدهم حتى النهاية، سنسحق كل من لن يستسلم". ورفض دعوات لإجراء محادثات مع المحتجين.
الرئيس توكاييف تابع قائلاً: "ما هذا الغباء، أي نوع من المحادثات يمكن أن نجريه مع المجرمين والقتلة؟".
بدأت المظاهرات في أنحاء البلاد اعتراضاً على رفع أسعار الوقود، ثم تصاعدت وتحولت إلى حركة احتجاج واسعة ضد حكومة توكاييف التي تدعمها روسيا، وضد نزارباييف، الذي يعتقد كثيرون أن عائلته تحتفظ بنفوذها في العاصمة نور سلطان التي تحمل اسمه.
وبعد استمرار العنف على مدى أيام، استعادت قوات الأمن على ما يبدو سيطرتها أمس الجمعة على شوارع ألماتا، أكبر مدن البلاد.
وبدأت بعض الأعمال ومحطات الوقود فتح أبوابها مجدداً، السبت، في المدينة التي يقطنها نحو مليوني نسمة، بينما أخذت قوات الأمن تجوب الشوارع. ومن حين لآخر يُسمع دوي طلقات نارية تتردد في محيط الساحة الرئيسية بالمدينة.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب رئيس بلدية ألماتا أن عمليات تطهير المدينة من "الإرهابيين والجماعات الإجرامية" لا تزال مستمرة، وناشد المواطنين البقاء في المنازل.
وقالت وزارة الداخلية إنها ألقت القبض على أكثر من 4400 شخص منذ بدء الاضطرابات. وأعلن توكاييف الإثنين القادم يوم حداد وطني على قتلى أحداث العنف.