سنة حميدة سنتها قواتنا المسلحة مع بداية العام الجديد 2022، عندما نشرت عبر وسائل الإعلام تقريراً يتضمن إنجازاتها في العام الذي انصرم, وهذه ممارسة لها أكثر من مدلول أولها أنها تعزز دعوتنا المتكررة لعسكرة مؤسسات الدولة الأردنية، بمعنى أن تسود القيم التي تحكم قواتنا المسلحة كل مؤسسات الدولة، وأهم هذه القيم سيادة القانون، والكفاية والانضباط والتسلسل الذي يحقق العدالة.
الدلالة الثانية لممارسة قواتنا المسلحة، هي أنها تدل على الشفافية التي ننادي بها جميعاً ولا يمارسها أحد، مثلما أنها تصب في حق المواطنين بالحصول على المعلومات التي طالما شُكي من شُحها حتى الكتاب والصحفيين، لكن ما هو أهم من ذلك كله أن تقرير القوات المسلحة عن إنجازاتها يكذب المزاعم التي تقول إننا بلا إنجازات خاصة خلال السنوات الأخيرة، وهو قول يزيد من منسوب التشاؤم والاحباط والسوداوية في مجتمعنا، ليأتي تقرير القوات المسلحة مقدما بالدليل العملي وبالأرقام والوقائع، أنه ورغم كل التحديات وكل المصاعب فإن في بلدنا إن?ازاً حقيقياً في كل المجالات، بدليل إنجازات القوات المسلحة المعلنة, ففي مجال الرعاية الصحية تغطي القوات المسلحة ما نسبته 38% من الأردنيين من الخدمات والرعاية الصحية، ومن المعروف أن لدى قواتنا المسلحة خيرة الخيرة من الكوادر الطبية والصحية الأخرى، التي ترعى الأردنيين، فوق أنها ترفد المكونات الصحية الاخرى بأهم الكفايات الصحية بعد أن تنهي خدماتها في الخدمات الطبية الملكية، التي رسمت للأردن صورة ولا أجمل ولا أبهى للواقع الصحي الأردني الذي صار محجاً للكثير من شعوب المنطقة طلباً للشفاء في الأردن، ما عزز السياحة ال?لاجية إلى بلدنا وشكل مصدراً من مصادر الخزينة العامة، وقد ظهر الدور المميز لقواتنا المسلحة أثناء جائحة كورونا وإن نسي الأردنيون فلن ينسوا سلسلة المستشفيات الميدانية التي أقامتها قواتنا المسحلة في مختلف مناطق الأردن ما خفف من آثار الجائحة.
وعلى ذكر المستشفيات الميدانية، لابد من القول بأن الأيدي البيضاء لقواتنا المسلحة لا تقتصر على الأردن والأردنيين، بل تمتد لكثير من الشعوب التي تلم بها النكبات والكوارث، وفي هذا المجال لا بد من التذكير بالمستشفى الميداني الذي أقامته قواتنا المسلحة في غزة، والذي يواصل عمله هناك منذ سنوات, وكذلك المستشفى الميداني الذي اقامته في بيروت وغيرها من دول العالم التي وصلت إليها خدمات قواتنا المسلحة الصحية، في إطار دورها الإنساني في مختلف أنحاء الدنيا.
ومثل عمل قواتنا المسلحة في توفير أمننا الصحي، فإن لها مساهمة متميزة في تحقيق أمننا المائي، وفي هذا المجال ساهمت حفائر الجيش العربي خلال العام المنصرم بتوفير مليون متر مكعب من المياه، وهو رقم كبير ومهم قياساً إلى أوضاعنا المائية الصعبة والشحيحة، ونأمل من سائر مؤسسات الدولة الأردنية ذات العلاقة أن تحذوا حذو قواتنا المسلحة بالمساهمة في بناء أمننا المائي، من خلال الحفائر وغير هامن وسائل تخزين المياه وتوفيرها.
وبالتوازي مع دور قواتنا المسلحة في توفير المياه، يبرز دورها في توفير الطاقه الكهربائيه، وفي هذا المجال تنتج (٢٢) الف وط من الكهرباء سنوياً، مما يؤكد أن قواتنا المسلحة تترجم على أرض الواقع شعارنا الوطني بد تبني ويد تحمل السلاح، وهذا هو ديدن عسكرنا أنهم يقرنون القول بالعمل، وللحديث بقية.
Bilal.tall@yahoo.com
الرأي