مدار الساعة - تقود غرفة تجارة الأردن قاطرة الانفتاح الاقتصادي للبلاد على الشقيقة سوريا، حيث يحدوها الأمل لإعادة مبادلات البلدين التجارية لعهدها السابق.
ووضعت الغرفة من خلال تنظيمها المعرض الأردني للتجارة والخدمات، الذي يعتبر أول معرض خارجيا يقام على الأرض السورية منذ سنوات ماضية، “لبنة جديدة”، ورسمت “خارطة طريق”، لشكل علاقات المملكة التجارية القادمة مع الجارة سوريا، والاستفادة من الفرص فيها.
وتطمح الغرفة والمشاركون بالمعرض، إلى تأسيس علاقات تجارية جديدة مع سوريا، والاستفادة من الفرص الكبيرة المتوفرة بالسوق السورية، وبخاصة لجهة تزويده بالمنتجات والبضائع وما يحتاجه من خدمات، بأسعار وجودة منافسة وعمليات استيراد ونقل سريعة عبر ميناء العقبة.
ووصف مشاركون بالمعرض، السوق السورية بالواعدة لجهة عمليات التجارة والاستثمار واقامة شراكات مشتركة، تمكن من توسيع الأعمال والانطلاق كذلك لأسواق خارجية.
وأكد رئيس غرفة تجارة الأردن، نائل الكباريتي أن المعرض يبعث رسالة للجميع بأن هناك جهودا تبذل من القطاع التجاري لتدشين مرحلة مختلفة من التشاركية التجارية مع سوريا، ودفعها لمستويات تلبي طموحات ومصالح الشعبين.
وشدد الكباريتي على أن عودة قاطرة التجارة الأردنية -السورية إلى سابق عهدها يشكل مصلحة مشتركة للبلدين، مؤكدا أن الأردن تمثل اليوم شريانا تجاريا، وبوابة للمستوردات والمنتجات والبضائع السورية للعبور بأمان لأسواق دول الجوار.
ويشارك بالمعرض الذي يتشارك في تنظيمه اتحاد غرف التجارة السورية، والمقام على أرض مدينة المعارض بالعاصمة دمشق، وافتتح أعماله وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري، محمد سامر الخليل، 50 شركة محلية تعمل بقطاعات التجارة والخدمات، إلى جانب 127 رجل أعمال.
وتتوزع الشركات المشاركة على قطاعات التجارة والوكالات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة والطاقة المتجددة والنقل واللوجستيك والسياحة والسياحة العلاجية والزراعة والآلات والمعدات والجامعات والمستشفيات.
وأكد نائب رئيس هيئة مستثمري المناطق الحرة الأردنيّة، شرف الدين الرفاعي، أن مشاركة الهيئة جاءت لترويج الفرص الاستثمارية الأردنية، والاطلاع على الفرص في سوريا.
ولفت الرفاعي إلى أن الموقع الجغرافي القريب بين البلدين، يعطي أفضلية نسبية استثمارية، موضحا أن الأردن يعتبر بوابة للأسواق في دول الخليج، في حين أن سورية بوابة للأسواق في أوروبا.
وأشار الرفاعي إلى أهمية المنطقة الحرة الأردنيّة السورية المشتركة والمنطقة الحرة الزرقاء من حيث تنويع فرص الاستثمار في القطاعات التجارية والصناعية والمركبات، مؤكدا أن وجود هذه المناطق يزيد من فرص العمل المتاحة بين مستثمري البلدين، الأمر الذي ينعكس إيجابا على اقتصاد البلدين.
وأكد الرئيس التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات (انتاج)، المهندس نضال البيطار، أن قطاع تكنولوجيا المعلومات الأردني له فرصة استثمارية جيدة في سوريا.
وبين أن شركات تكنولوجيا المعلومات الأردنية تمتلك خبرة مميزة تؤهلها للعمل في السوق السوري، مشددا على أهمية المعرض في الترويج للفرص الاستثمارية للشركات الأردنية بشكل عام وشركات تكنولوجيا المعلومات الأردنية بوجه خاص.
ونوه البيطار إلى أن جمعية (انتاج) تسعى لزيادة التشبيك مع القطاع الخاص السوري لزيادة الفرص الاستثمارية المتاحة امام شركات القطاع في الأردن.
من جانبها، طرحت شركة المدن الصناعية الأردنية من خلال مشاركتها بالمعرض عددا من فرص الاستثمار الصناعي المتاحة لديها، والتي تتمتع ببيئة استثمارية متميزة توفر مجموعة من الخدمات والحوافز لمختلف الاستثمارات الصناعية الراغبة بالاستثمار فيها.
وأشارت الشركة إلى أن الاستثمارات السورية القائمة بالمدن الصناعية الأردنية حققت قصص نجاح متميزة اسهمت في تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، إضافة إلى الحركة التجارية النشطة.
وتمتلك الشركة 10 مدن بمختلف مناطق المملكة، ووصل عدد الشركات الصناعية العاملة فيها 853 شركة صناعية، وفرت قرابة 56 ألف فرصة عمل.
وقال أمين سر نقابة مقاولي الانشاءات، فؤاد الدويري إن قطاع المقاولات الأردني يمد يده لنظيره السوري، وخاصة بموضوع التدريب والنواحي الفنية.
وأضاف أن القطاع على استعداد للتشاركية مع الشركات السورية والاستثمار معها بقطاع المقاولات والانشاءات وتبادل الخبرات.
وأكد الدويري أن الأردن يمتلك سمة كبيرة وخبرات عالية بقطاع المقاولات على مستوى المنطقة والعالم، مشيرا إلى أن الجهات السورية طلبت أن يكون هنالك تشاركية مع المقاول الأردني للاستفادة من خبراته في تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة.
وأشار مدير مبيعات في شركة الصقر للبرمجيات (فالكون سوفت)، المهندس محمد العابورة إلى أن الشركة التي تأسست قبل 20 عاما حققت نجاحات كبيرة في أكثر من دولة عربية وتسعى اليوم للتواجد بالسوق السورية للاستفادة من الفرص المتوفرة لها بقطاع البرمجيات.
ولفت إلى أن الشركة تسعى للاستفادة من الانطلاقة الجديدة للعلاقات الاقتصادية الأردنية السورية، مشيرا إلى أن الشركة كان لها تواجد سابق في سوريا وحققت نجاحات كبيرة.
وبين المهندس العابورة أن شركة فالكون سوفت سيكون لها مشروعات جديدة في سوريا والاستفادة من الفرص المتوفرة فيها.
وقال مدير المبيعات في مجموعة شعاع الشمس لأنظمة توفير الطاقة، المهندس معاذ أعمر إن المشاركة بالمعرض يأتي بهدف فتح اسواق جديدة واقامة شراكات مع شركات سورية بقطاع الطاقة المتجددة خاصة في ظل احتياجات السوق السورية لهده الصناعة التي حقق الاردن فيها نجاحات كبيرة.
وعبر المهندس أعمر عن أمله بأن تشهد المرحلة المقبلة، تعاونا تجاريا نشطا مع سوريا تنعكس على الاقتصاد الوطني، وبما يمكن الشركات الأردنية من توسيع اعمالها واستثماراتها، مؤكدا أن الأردن يمتلك اليوم خبرات طويلة، يجري تصديرها للعديد من اسواق المنطقة يمكن للجانب السوري الاستفادة منها.
وأكدت مديرة قسم التسويق وتطوير الاعمال في المستشفى التخصصي، المهندسة شيرين أبو منه، أن المشاركة بالمعرض تهدف لفتح آفاق التعاون وتعزيز العلاقات مع الجهات الصحية المعنية في سوريا في مجال تحويل المرضى السوريين لتلقي العلاج في الأردن، وتعريف المرضى السوريين بالإمكانيات المتطورة المتوفرة بالمستشفى.
وبينت ابو منه أن المستشفى الذي تم تصنيفه بالمرتبة الثالثة من ضمن أفضل 10 مستشفيات على مستوى العالم بالسياحة العلاجية خصص قسما لخدمة المرضى الدوليين من مراجعة تقارير طبية، تسهيل اجراءات التأشيرة واستقبال المرضى من الحدود السورية، مؤكدة أهمية السوق السورية بالنسبة لقطاع للسياحة العلاجية بالمملكة.
بدوره، أكد مدير مركز استقطاب الطلبة بجامعة الشرق الأوسط، محمد الشايب أن مشاركة الجامعة بالمعرض تأتي بهدف التعريف بالبرامج الاكاديمية التي تطرحها لاستقطاب الطلبة السوريين.
وبين أن الجامعة التي تأسست منذ عام 2005 تستقطب اليوم طلبة من 28 جنسية عربية واجنبية من بينها الجالية السورية المقيمة بالمملكة، لافتا إلى أنها تهتم بالتخصصات التي تطرحها بما يتوافق مع احتياجات سوق العمل، وهي أول جامعة أردنية تقيم شراكات علمية مع جامعات بريطانية.
وأوضح الشايب أن سوريا تعتبر سوقا واعدة بالنسبة لقطاع التعليم الجامعي الأردني، لاسيما بالنسبة للتخصصات العملية الحديثة المطروحة وتواكب تطورات العصر.
وقالت مسؤولة مكتب المرضى العرب والدوليين في مستشفى الاستقلال، ميادة المومني، إن مشاركة المستشفى بالمعرض تهدف لفتح آفاق التعاون وتعزيز العلاقات واستئناف السياحة العلاجية والتشارك مع الجهات الصحية المعنية السورية نظرا للإمكانيات المتطورة والخدمات الطبية والتمريضية المتميزة بالمملكة.
إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة ايكو تكنولوجيا، يوسف العالم، إن المشاركة في المعرض جاءت لاستعراض الفرص الاستثمارية والترويج لمنتجات الشركة، وعرض الخبرات المماثلة في مجال التحول الرقمي، وخاصة أن السوق السورية من الأسواق المهمة للشركات الأردنية.