مدار الساعة - على وقع المعارك الضارية التي تشهدها مدينة درعا في الجنوب السوري، تمكن ثوار درعا الثلاثاء 20 يونيو/حزيران، من إعادة السيطرة على كتيبة الدفاع الجوي، القريبة من الحدود السورية-الأردنية.
وجاءت سيطرة ثوار درعا بعد ساعات قليلة من تمكن قوات نظام الأسد والميليشيات المتعاونة معها من السيطرة على الكتيبة.
وأشارت غرفة عمليات "البنيان المرصوص"، الناطق الرسمي باسم معركة "الموت ولا المذلة" التي يشهدها حي المنشية والأحياء المحررة في مدينة درعا، إلى أن الثوار تمكنوا من استعادة السيطرة على كتيبة الدفاع الجوي التي تُعرف بـ"القاعدة العسكرية" وتقع إلى الغرب من درعا البلد على الحدود السورية-الأردنية.
وأضافت الغرفة في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أن "إعادة السيطرة على الكتيبة المذكورة، جاءت بعد معارك عنيفة، تكبدت خلالها قوات النظام والمليشيات الحليفة خسائر كبيرة بالعتاد والأرواح، شملت تدمير ثلاث دبابات، واغتنام أخرى، وقتل أكثر من 15 عنصراً من قوات النظام والمليشيات الطائفية وأسر أربعة عناصر آخرين".
إلى ذلك، أكد الناشط أبو عبادة الحوراني أن "الكتيبة لها أهمية استراتيجية؛ لوقوعها بالقرب من الطريق الرئيس أو ما يسمى الطريق الحربي، الذي يربط ريف درعا الشرقي بريف درعا الغربي، وهي تبعد نحو كيلومتر واحد عن جمرك درعا القديم".
ولفت الحوراني إلى أن "سيطرة قوات نظام الأسد عليها، فيما لو استمرت، ستؤدي حتماً إلى السيطرة على الطريق الحربي؛ ومن ثم قطع التواصل بين ريفي محافظة درعا الغربي والشرقي، وعزل مدينة درعا، ومنع الإمدادات من الوصول إليها؛ ومن ثم سقوط الجمرك القديم بيد قوات النظام".
وأضاف أن "الكتيبة كانت نقطة عسكرية لقوات النظام في بدايات الثورة، لكنها تحررت من قِبل الثوار، وهي خالية من أي وجود عسكري".
وأشار الحوراني إلى أن "قوات النظام، ومع انتهاء الهدنة التي أعلنتها من جانب واحد، واستمرت يومين، أمطرت أحياء درعا بمختلف الأسلحة ليل الثلاثاء (20 يونيو/حزيران)، ثم تبعتها فجراً بالهجوم على الكتيبة الجوية، وتمكنت من السيطرة عليها عدة ساعات".
وتابع موضحاً أن "الثوار شنوا هجوماً عكسياً تمكنوا من خلاله من إعادة السيطرة على الكتيبة، بعد معارك استمرت نحو ثلاث ساعات".
من جهتها، فإن قوات النظام تحاول منذ مطلع يونيو/حزيران الجاري، التقدم نحو الأحياء المحررة لإعادة السيطرة عليها، لكن الثوار أفشلوها عدة مرات، وكبدوها المزيد من الخسائر في الأرواح والعتاد، ومنعوها من تحقيق أي تقدم يُذكر، وفقاً لما ذكره محمد الدرعاوي، عضو تنسيقيات درعا.
وأضاف الدرعاوي لـ"الخليج أونلاين" أن "قوات النظام تركز قصفها على الأحياء المحررة والقرى القريبة من مداخل المدينة، وتحاول التقدم على محورين رئيسين؛ المحور الأول يتمثل بمخيم اللاجئين الفلسطينيين وحي طريق السد ومنطقة غرز في شرقي درعا، والمحور الثاني حي المنشية وحي سجنه في الجهة الجنوبية الغربية من المدينة".
ولفت النظر إلى أن "الهدف من ذلك هو إعادة السيطرة على هذه الأحياء وفي مقدمتها حي المنشية الاستراتيجي، والوصول إلى الحدود السورية-الأردنية والسيطرة على المعابر الحدودية مع الأردن، والتي تؤدي حتماً إلى إغلاق طرق إمدادات الثوار؛ ومن ثم إحكام السيطرة على مدينة درعا بقسميها المحطة والبلد".
وقال: إن "قوات النظام ومنذ انطلاق حملتها العسكرية على مدينة درعا مطلع الشهر الحالي (يونيو/حزيران)، لم تستطع رغم التعزيزات العسكرية الكبيرة التي استقدمتها إلى المدينة، من تحقيق أي تقدم يذكر".
وأكد أن قوات النظام "تكبدت خسائر كبيرة بالعتاد والأرواح، حيث كان من بين القتلى قادة كبار من قوات النظام وحزب الله والمليشيات الإيرانية".
وتتعرض معظم القرى والبلدات المحررة لقصف مكثف من قِبل قوات النظام والطيران الحربي الروسي، جرى خلاله استخدام أنواع عديدة من الأسلحة الثقيلة والمحرمة، مخلفةً دماراً هائلاً وحرائق نجم عنها خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، وتسببت في حركة نزوح واسعة إلى المناطق الآمنة، بحسب ما أكدخ نازحون.
وقال قاسم العماد، من سكان مدينة "طفس" بريف درعا الغربي: إن "القصف لم يتوقف على المدينة منذ انطلاق الحملة العسكرية على مدينة درعا".
وأشار في حديث لـ"الخليج أونلاين" إلى أن القصف أدى إلى وقوع مجازر بحق أهالي المدينة والنازحين إليها، كانت أخراها قصف مدرسة قبل أيام، تؤوي عشرات النازحين؛ ما تسبب في وقوع مجزرة راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح، من بينهم أطفال ونساء.
يشار إلى أن أحياء درعا المحررة تتعرض لحملة عسكرية غير مسبوقة، تشارك فيها الفرقة الرابعة حرس جمهوري، بقيادة ماهر الأسد، شقيق بشار الأسد، والفرقة التاسعة والفرقة الخامسة.
ويعزز الألوية المستقلة عناصر من المليشيات الإيرانية واللبنانية والعراقية والأفغانية، وغيرها من المليشيات الطائفية؛ وذلك في مسعى لإعادة السيطرة على المدينة بجميع أحيائها والوصول إلى الحدود الأردنية.(الخليج اونلاين)