انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

ما قصة قبر ياروسلاف الحكيم الذي التوتر بين روسيا وأوكرانيا؟

مدار الساعة,أخبار ثقافية
مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/02 الساعة 14:17
حجم الخط

مدار الساعة - قالت صحيفة وول ستريت الأمريكية إن سبب النزاع الروسي-الأوكراني هو الخلاف بشأن إرث الأمير ياروسلاف الحكيم، الذي وحَّد الإمارتين الواقعتين بين بحر البلطيق والبحر الأسود في القرن الحادي عشر.

الصحيفة الأمريكية أوضحت في تقريرها السبت 1 يناير/كانون الثاني 2022، أن النزاع على رفات الأمير ياروسلاف الحكيم يشكل أساساً تاريخياً للتعزيزات العسكرية الروسية الحالية بالقرب من أوكرانيا، والتي يعتبرها المسؤولون الأمريكيون تمهيداً لغزو محتمل من جانب موسكو لجارتها الصغيرة.
فقد تصاعدت حدة التوتر بين روسيا وأوكرانيا خلال الأشهر القليلة الماضية، وسط مخاوف غربية من احتمال غزو موسكو لكييف خلال الأسابيع المقبلة، فيما تخوض أمريكا ودول أوروبية ضغوطاً كبيرة على روسيا وتُهددها بفرض عقوبات "غير مسبوقة" في حال أقدمت على الاعتداء على أوكرانيا.
ورثة الأمير ياروسلاف الحكيم
تدَّعي كل من أوكرنيا وروسيا أنها الوريث السياسي لاتحاد "كييف روس" الذي أسسه الأمير ياروسلاف الحكيم في القرن الحادي عشر، حيث تمنح كييف وسام الأمير ياروسلاف الحكيم لخدمة الدولة، فيما تملك موسكو فرقاطة تحمل اسمه. وتظهر صورة ياروسلاف على عملة ورقية في كلا البلدين.
بالنسبة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن "كييف روس" دليل واضح على أن روسيا وأوكرانيا "فضاء تاريخي وروحي واحد"، كما قال بمقال نُشر في يوليو/تموز الماضي، وإن أوكرانيا ليس لها أساس للوجود كدولة ذات سيادة.
كما أشار إلى جذورهم اللغوية المشتركة في العصور الوسطى، وإلى العقيدة المسيحية الأرثوذكسية المشتركة، وحكمهم الذي بدأ في القرن التاسع من قِبل سلالة روريك الحاكمة، التي كان الأمير ياروسلاف الحكيم جزءاً منها.
قبل مقالته ببضعة أشهر، بدأ بوتين عملية تعزيز القوات بالقرب من أوكرانيا ثم أوقفها. وفي الخريف، أجاز عمليات تعبئة جديدة على طول الحدود الأوكرانية، استمرت خلال الأسابيع الأخيرة.
في المقابل، دللت كييف على أهمية اسم الأمير ياروسلاف الحكيم، في خطاب يوم الاستقلال، من قِبل الرئيس فولوديمير زيلينسكي. كما بحثت الحكومة الأوكرانية عن رفات ياروسلاف باعتبار ذلك إشارة ملموسة على أنها دولة ذات سيادة.
انتصار رمزي لأوكرانيا
تقول "وول ستريت جورنال" إن العثور على رفات ياروسلاف الحكيم سيكون بمثابة انتصار رمزي ملحوظ لأوكرانيا، من أجل سيادتها، في لحظة توتر كبيرة مع جارتها.
أوضح وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا: "بصفتنا أحفاداً مباشرين لروسيا القديمة، فإننا لا ننكر حق بيلاروسيا وروسيا الحديثة في احترام روابطهما التاريخية معنا"، مردفاً أن "ما نعارضه بشكل قاطع، هو المحاولات الروسية الحالية لاستخدام تاريخ روسيا كأداة لخدمة أساطير بوتين الحديثة والمطالبات الإقليمية غير المشروعة".
لم يردّ المتحدث باسم الكرملين ولا معهد التاريخ الروسي المدعوم من الحكومة، على طلبات الصحيفة الأمريكية للتعليق.
رحلة الرفات بين موسكو وكييف
بعد وفاته عام 1054، وُضع رفات الأمير ياروسلاف الحكيم في تابوت منحوت من الرخام الأبيض بكاتدرائية القديسة صوفيا في كييف، وهي كنيسة نمطها على اسم تمثال ضخم في القسطنطينية (إسطنبول حالياً).
تراجع اتحاد كييف روس مع الغزو المغولي خلال القرن الثالث عشر، حيث كانت أجزاء مما يُعرف الآن بأوكرانيا، على مدى قرون، جزءاً من الإمبراطورية الروسية.
بينما أعلنت أوكرانيا استقلالها في خضم فوضى الحرب الأهلية الروسية قبل قرن من الزمان، لكنها بعد ذلك أمضت عقوداً كجزء من الاتحاد السوفييتي. ومع انهيار الاتحاد السوفييتي، أعلنت أوكرانيا استقلالها مرة أخرى عام 1991.
قالت المؤرخة نيليا كوكوفالسكا، إنها خططت مع زملائها لفتح قبر ياروسلاف الحكيم في عام 2009؛ لدراسة الرفات.
قالت إنهم أرادوا مقارنة الحمض النووي للعظام مع الأحفاد المعروفين في فرنسا وألمانيا والمجر؛ على أمل تعزيز مطالبة أوكرانيا بالهوية الأوروبية، بدلاً من التراث الروسي، وإثارة الدعم عبر القارة لسيادة البلاد.
الحقيقة تبقى مجهولة
منذ عقود، أزال المسؤولون السوفييت غطاء قبر الأمير ياروسلاف الحكيم في عام 1936؛ لفحص محتوياته، كما أعادوا فتح القبو عام 1939. ونُقل الهيكلان العظميان الموجودان بالداخل، أحدهما ذكر والآخر أنثى، إلى لينينغراد (سانت بطرسبرغ حالياً)، وفقاً لورقةٍ عام 2013 نشرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم في أوكرانيا.
أعيد الرفات في وقت لاحق إلى كييف ووُضع في كاتدرائية القديسة صوفيا، مع خطة لعرضه علناً، قبل أن يجري التخلي عن المشروع لاحقاً. وفيما بعد، أعاد المسؤولون فتح القبو في عام 1964، وثبَّتوا العظام مجدداً، وفقاً للسجلات التاريخية الأوكرانية.
في كييف عام 2009، اكتشفت كوكوفالسكا وزملاؤها هيكلاً عظمياً مكتملاً تقريباً داخل الصندوق، وهو لبقايا امرأة يُفترض أنها إنغيرد، الزوجة الثانية لياروسلاف، والتي تطابق وصف الهيكل العظمي الأنثوي الذي تم نقله إلى لينينغراد عام 1939، فيما اختفى رفات ياروسلاف.
قالت كوكوفالسكا: "لقد صُدمت تماماً! وعدتُ نفسي بأن أفعل كل ما بوسعي لاكتشاف الحقيقة وشرحها لجميع الأوكرانيين".
مدار الساعة ـ نشر في 2022/01/02 الساعة 14:17