مدار الساعة - نهار ابو الليل - لم يكن مساء 3 نيسان في العاصمة الأردنية عادياً.
اعتقالات نَخَلَتْ الذاكرة الأردنية، وطالت شخصيات اعتاد الأردنيون وقوفهم في مكان عليّ.
ففي هذه الفترة، أعلن عن محاولة زعزعة استقرار الأردن، عرفت لاحقا بملف الفتنة وانتهت في أروقة القضاء، حيث حكم رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله والشريف حسن بن زايد، بالسجن لمدة 15 عاما.
غسل ماء الخبر كبد الأردنيين، فطوال عقدين تحوّل عوض الله، إلى عنوان شعبي للنيل من الأردن والاردنيين حتى وهو في القمة.
تدريجيا انتهى اهتمام الأردنيين بالملف، بعد ان استقر عوض الله خلف القضبان سجينا في انتظار انتهاء الـ 15 عاما.
لكن منذ ربيع 2021 وحتى بعد اصدار الاحكام القضائية استمر تناول الأردنيين للملف، عبر سياق اشاعات خروجه من البلد، وعن وجود صفقات مع احدى الدول العربية لإخراجه، لكن الامر – لاحقا – ظهر انه لا يعدو انه مجرد اشاعات.
على أية حال انتهت بالنسبة الى الأردنيين، الشخصية التي تمددت في السياسات الرسمية لسنوات متنقلة بين الديوان الملكي منذ عام 1999 الى الدوار الرابع وزيرا للتخطيط والمالية. وانتهت وانقضى الامر.
كما انتهى عرّاب الكثير من برامج "الإصلاح" الاقتصادي في البلاد، وأحد الشخصيات التي حفرت سياسات المملكة الاقتصادية، تحت عناوين أنهكت البلاد والعباد – بل وما زالت -.
لم يكن الغبار اقتصاديا فقط
لم يكن الغبار الذي أحاط بعمل عوض الله الرسمي اقتصاديا فقط، فمن بين الازمات التي تكشفّت، الوثيقة التي كانت على شكل "وثيقة تفاهم" مع كبير المفاوضين الفلسطينيين الراحل صائب عريقات، والتي اعتبرها الأردنيون ضربة في خاصرة الأردن، برغم نفي الحكومة في حينه لها.
وحتى يبدأ المشهد بالانطباق على الرجل، ترسم الاقدار لعوض الله خطّا بدا متدرجا منذ أن أعلن عام 2009 بصورة غير رسمية ضربه لزوجته بعد زواج قصير جدا، إلى حد أوصلها الى المستشفى. حادثة أنهت حياته السياسية، من دون أن يدري ان القادم له أشدّ.
حادثة ضرب زوجته أسفرت أخيرا عن قرار شخصي لعوض الله بانتقاله الى دولة خليجية وهناك عمل. ثم تمدد الى دولة خليجية اخرى حتى قيل انه حمل جواز سفرها.
ابن الـ 58 عاما، عليه انتظار ان يصبح مطلع السبعين من عمره ليخرج من معتقله. الدنيا حينها ستكون غير الدنيا.
