أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة أحزاب وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

المتقاعدون

مدار الساعة,مقالات مختارة,الشخصية الأردنية,مجلس النواب
مدار الساعة ـ
حجم الخط

منذ أن أنتجت حركة (المتقاعدين العسكريين) السياسية والاجتماعية, لم أسمع أو أشاهد أن حواراً جرى بينهم, تخلله الضرب أو الصراخ.. أو تخللته الشتائم البذيئة... كنت أجلس معهم, مع علي فهيم الحباشنة وسامي المجالي, وغيرهما الكثير من المتقاعدين... كل حواراتهم وأحاديثهم منضبطة وناضجة ورصينة مثل هيبتهم...

الجيش لا يعلم الجندية واستعمال السلاح فقط, وإنما يعلم الأخلاق قبل كل شيء... حتى حين يتركون الجندية ويصعدون للحياة المدنية, تسمع أحاديثهم وتشاهد حنينهم.. واحترامهم للذات والوطن والناس..
أنا لا ألوم من يمارس (البوكسات) في مجلس النواب, بل ألوم الوطن الذي ألغى التجنيد الإجباري, لو أن هؤلاء الذين تبادلوا البوكسات.. مروا على (خو).. لو أنهم تعلموا المسير العسكري, وتعلموا أن يقفوا في (الوظيفة) ساعات طويلة, وتعلموا أن يحترموا السلاح ويسددوا فيه بإتقان, لو أنهم تعلموا ماذا تعني التحية العسكرية.. وماذا يعني القايش, وماذا تعني الفلدة.. وماذا يعني طابور الصباح.. لما أنتجوا كل هذه الفوضى, ولما شهروا بقيم مؤسسة عريقة عمرها من عمر الدولة..
هذه نتائج غياب الانضباط, وهذه نتيجة حتمية من نتائج... عدم نضوج الشخصية.. وهذه نتيجة لغياب المصلحة العامة وتغليب الفرد على الجماعة, على الأقل الجيش يعلم احترام القادة.. وهيبة رئيس مجلس النواب هي من هيبة المجلس.. والتعدي عليه يمثل الفوضى ويمثل الأنانية, ويمثل انعدام الفهم بمعنى الحياة التشريعية..
ليس الجيل الجديد هو من يحتاج للخدمة العسكرية, ولكني أجزم أن إلحاق السادة النواب بدورات مشاة في (خو) بات ضرورة وطنية ملحة, كي يفهموا ماذا تعني كلمة احترام القيادات العسكرية, وكي يعرفوا أن الصوت لا يرتفع إلا فقط في النشيد الصباحي وفي الحمد والشكر لله.. وكي يفهموا أن شخصية الأردني ومنذ أن تكونت بنيت على مبدأين هما التسامح والرجولة..
لا تلوموني إن قلت لكم إن الكوتا الأحق في مجلس النواب القادم هي: (كوتا المتقاعدين العسكريين).. لا تلوموني إن قلت لكم, إن تحويل بعض الملفات السياسية في هذا الوطن للجيش كي يتعامل معها, بات أيضاً ضرورة أخلاقية.. لأن الأزمة في صلبها ليست سياسية ولا اجتماعية وإنما أخلاقية, ولا تلوموني إن قلت لكم... إن الشخصية الأردنية الرصينة والمؤثرة والمهمة, بنيت في الجيش فقط... ولا تلوموني على هذا الانحياز المطلق لهم.. على الأقل هذه المؤسسات لا يجرؤ أحد فيها على الصراخ, ولا يجرؤ أحد فيها على ضرب الاخر (بالبوكسات).. ولا يجرؤ أحد فيها على احتكار الدين, ووضع نفسه وصياً على أخلاق الناس..
فعلأ ظلمنا بلدنا حين ألغينا الخدمة العسكرية.. والنتيجة كانت ما شاهدتموه أول من أمس..
Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي
مدار الساعة ـ