انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

تخريب لوحة جدارية بباريس لتكريم الضحايا الجزائريين بمجرزة 1961.

مدار الساعة,أخبار ثقافية
مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/26 الساعة 14:02
حجم الخط

مدار الساعة - تعرضت لوحة جدارية في شارع بالعاصمة الفرنسية باريس للتخريب، وهي خاصة بتكريم الضحايا الجزائريين بمجزرة 17 أكتوبر/تشرين الأول 1961، عندما قُتل عشرات المتظاهرين المطالبين بالاستقلال.

كان "سي215" واسمه الحقيقي كريستيان غيمي، قد رسم هذه اللوحة بالاستنسل على جدار مرآب في إيفري قبل شهرين، بمناسبة الذكرى الستين للحوادث التي وقعت تحت سلطة قائد شرطة باريس في ذلك الوقت موريس بابون.
تمثل اللوحة أحد ضحايا قمع الشرطة الفرنسية للجزائريين وهو أحمد خلفي. وقد كتب عليها "ألقي في (نهر) السين في 17 أكتوبر/تشرين الأول 1961″، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
هذه العبارة المنقوشة تم محوها بإزميل، بينما رشت الصورة بدهان أحمر كما يظهر في صورة نشرها الفنان على مواقع التواصل الاجتماعي، السبت 25 ديسمبر/كانون الأول 2021.
غيمي قال في تصريح للوكالة الفرنسية مديناً التخريب "إنه أمر عنيف جداً لكل المغاربيين، والذين يمكنهم التعاطف فعلاً معه"، في إشارة إلى أحمد خلفي، وأضاف أنه "ليس شخصية سياسية، بل مجرد ضحية لمذبحة ارتُكبت في ظروف عنصرية عادية، وهنا نخلد الذكرى"، معتبراً أن تخريب العمل عمل "عنصري بشكل واضح".
أعرب غيمي أيضاً عن حزنه الشديد من تخريب اللوحة، وقال إنه "تهجم ليس على الضحية فقط بل على أناس من الحاضر أيضاً"، وأشار إلى أن اللوحة مرسومة في شارع صغير غير مزدحم، وفي حي "متنوع جداً"، على حد قوله.
من جانبه، دان مجلس بلدية المنطقة القريبة من الضاحية الجنوبية الشرقية للعاصمة الفرنسية هذا التخريب.
كانت لوحة جدارية نفذها الرسام نفسه للشرطي أحمد مرابط، الذي قتله الأخوان كواشي، في يناير/كانون الثاني 2015، تعرضت للتخريب في باريس، وتقدم قائد الشرطة بشكوى بسبب عبارة عنصرية كُتبت على الرسم.
يُذكر أنه للمرة الأولى اعترفت الرئاسة الفرنسية هذا العام بمقتل "عشرات" المتظاهرين الجزائريين، وإلقاء جثثهم في نهر السين "في 17 أكتوبر/تشرين الأول 1961، وقبل ذلك لم تكن الحصيلة الرسمية تشير سوى إلى ثلاثة قتلى.
أحداث نهر السين
تعود مأساة الجزائريين في حادثة نهر السين إلى قبل ستين عاماً، عندما كان أكثر من ثلاثين ألف جزائري يتظاهرون بشكل سلمي، تلبية لدعوة فرع جبهة التحرير الوطني في فرنسا، بهدف التنديد بحظر التجول المفروض على الفرنسيين المسلمين (الجزائريين) حصراً من قِبل قائد شرطة باريس بابون.
حينها انتشر انتشر عشرة آلاف شرطي ودركي، وكان القمع دموياً إذ قتل العديد من المتظاهرين بالرصاص وألقي ببعض الجثث في نهر السين.
يقدر المؤرخون عدد القتلى بالعشرات على الأقل إن لم يكن 200، بينما لا تتحدث الحصيلة الرسمية عن أكثر من ثلاثة قتلى و11 ألف جريح.
في أكتوبر/تشرين الأول 2021، روى الجزائري رابح ساحيلي، أحد الناجين من قمع تظاهرة شارك فيها عشرات آلاف الجزائريين بباريس عام 1961، شهادته عن وحشية الشرطة الفرنسية.
خلال الاعتقالات رأى ساحيلي نحو عشرين شخصاً ينزفون دماً على الأرض بالقرب من ساحة النجمة في باريس، وقال إن عدد رجال الشرطة "كان كبيراً جداً ويتصرفون مثل الوحوش الشرسة".
أكد ساحيلي أن "الشرطة الفرنسية ألقت جزائريين، بعضهم أحياء، في نهر السين، لكننا لن نعرف العدد الدقيق للجثث التي ابتلعها هذا النهر"، وأضاف أنه حتى قبل 17 أكتوبر/تشرين الأول 1961، قضى عدد كبير من المناضلين الجزائريين "في مياه نهر السين" خلال حملات للشرطة.
يُشار إلى أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أعلن في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2021، عن "الوقوف دقيقة صمتاً كلّ سنة عبر كامل التّراب الوطني، بدءاً من اليوم الأحد، في السّاعة الحادية عشرة صباحاً، ترحّماً على أرواح شهداء مجازر 17 أكتوبر/تشرين الأول 1961 بباريس".
مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/26 الساعة 14:02