مدار الساعة - تعتبر الليرة اسم عدة وحدات أو عملات تحت مسمى واحد، فهي العملة الحالية لتركيا ولبنان وسوريا، وإن اختلفت قيمتها وشكلها من دولة لأخرى. كما أنها العملة السابقة لإيطاليا ومالطا وسان مارينو والفاتيكان، والتي تم استبدالها جميعاً باليورو. فما هو تاريخ الليرة ولماذا تنتشر بمحيط البحر المتوسط حصراً؟
ينشأ المصطلح من قيمة الجنيه التروي (ليبرا اللاتينية) والذي كان يُصنع من الفضة عالية النقاء.
كانت عملة "ليبرا" أساس النظام النقدي للإمبراطورية الرومانية، وعندما استأنفت أوروبا النظام النقدي، خلال الإمبراطورية الكارولنجية، تم تبني النظام الروماني، ما يسمى (librae ، Solidi، denari)، وتحديداً في القرون الوسطى والعصر الحديث في إنجلترا وفرنسا وإيطاليا.
والإمبراطورية الكارولينجية هو مصطلح يستخدم للإشارة إلى إمبراطورية الفرنجة تحت حكم سلالة الكارولينجيين، الذين أسسوا فرنسا والإمبراطورية الرومانية المقدسة.
في كل من هذه البلدان، تُرجمت كلمة ليبرا إلى اللغة المحلية: الجنيه في إنجلترا، والليفر في فرنسا، والليرة في إيطاليا.
تاريخ الليرة
كانت الليرة البندقية إحدى العملات المستخدمة في إيطاليا، وبسبب القوة الاقتصادية لجمهورية البندقية، كانت عملة شائعة في تجارة شرق البحر الأبيض المتوسط.
وكان ملك الفرنجة شارلمان قدم الليرة إلى أوروبا (742-814) واعتمدها على الجنيه (باللاتيني: ليبرا) المصنوعة من الفضة، حسب موسوعة Britannica.
لم يتم ضرب أو صناعة أي عملات من الليرة خلال العصور الوسطى، وظلت الليرة عملة حسابية. وبحلول القرن السادس عشر، بدأت العديد من الدول الإيطالية بنقش عملات الليرة، لكنها تباينت بشكل كبير في الوزن.
كانت مملكة سردينيا من الدول التي استخدمت الليرة، وتم تبني هذه الوحدة النقدية في جميع أنحاء إيطاليا عندما تم توحيدها تحت قيادة سردينيا.
وفي عام 1862، أُعيد تعريف الليرة الإيطالية والتي تم تقسيمها حتى ذلك الحين إلى 20 سوليدي، ثم أُدخل النظام العشري، حيث تساوي 1 ليرة 100 سنتسيمي.
تاريخ الليرة
تاريخ الليرة في تركيا
تبنّت الإمبراطورية العثمانية ومصر الليرة في عام 1881، عندما حلت محل القرش ("قطعة الثمانية"). ثم حلت الليرة التركية محل الليرة العثمانية في عام 1927.
في قبرص، التي تبعت تاريخياً كلاً من الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية البريطانية، يتم استخدام الكلمتين الليرة والجنيه بالتبادل.
وتركيا كدولة لها تاريخ طويل مضطرب وعملتها تعكس إلى حد كبير هذه التغيرات. مرت الليرة بالعديد من التغييرات منذ أن تم تقديمها كعملة تركيا الرسمية.
ظلت الليرة التركية عملة مستقرة إلى حد ما حتى السبعينيات، عندما بدأ التضخم في خفض قيمتها. وقتها انخفضت قيمتها؛ لدرجة أن تركيا اضطرت إلى إلغاء الليرة القديمة وإنشاء عملة جديدة.
وفي عام 2005 أُدخلت ليرة تركية جديدة بسعر يعادل مليون ليرة تركية قديمة، حسب موقع Made in Turkey.
يمتلك البنك المركزي لجمهورية تركيا السلطة الحصرية لإصدار الأوراق النقدية والعملات المعدنية، وتُقسم الليرة التركية إلى 100 كرونة.
ويتم إصدار الأوراق النقدية بفئات تتراوح من 1 إلى 100 ليرة جديدة، بينما يحتوي وجه كل ورقة نقدية على صورة كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة وأول رئيس لها (1923-1938).
تاريخ الليرة
لبنان وسوريا
قبل الحرب العالمية الأولى، كانت الليرة العثمانية (وكانت تسمى "العثملي" أو "العِسملي") هي المتداولة في لبنان. وبعد انهيار الدولة العثمانية، اعتُمد الجنيه المصري ولذلك، تسمى النقود باللهجة اللبنانية بالـ"مصاري".
عند الانتداب أدخلت فرنسا عملة موحدة في سوريا ولبنان وسمتها "الليرة السورية" وارتبطت بالفرنك الفرنسي؛ بحيث كانت قيمة الليرة الواحدة تعادل 20 فرنكاً، وكان يصدرها "بنك سوريا ولبنان".
وفي عام 1924، بدأ لبنان بإصدار عملته المعدنية الخاصة ثم الورقية. وفي عام 1939، انفصلت الليرة اللبنانية عن أختها السورية بشكل نهائي.
الليرة في مالطا حتى 2008
تاريخ الليرة يشمل أيضاً مالطا، حيث كانت الوحدة النقدية لها وتم تقسيمها إلى 100 سنت. وكان للبنك المركزي في مالطا سلطة حصرية لإصدار الجنيه المالطي- يسمى محلياً الليرة (وجمعها تُلفظ بـ: ليري) – والذي تم اعتماده كعملة رسمية للبلاد في عام 1972.
أُعيدت تسمية الجنيه المالطي رسمياً بالليرة المالطية في عام 1983، ثم اعتمدت اليورو كعملة رسمية لها في 2008.