مدار الساعة - حث خبراء صحة عالميون على ضرورة شن حملات عامة، على غرار الحملات التي حذّرت من مضار التبغ، للتحذير من مخاطر الأطعمة المعالجة بإفراط أو فائقة المعالجة؛ لما لها تأثير سلبي ومؤذٍ للصحة. فما هي هذه الأطعمة وأين يكمن خطرها؟
وجادل خبراء الصحة العامة، في ورقة نُشرت على دورية British Media Journal، في 21 ديسمبر/كانون الأول 2021، بأنه رغم الأدلة القوية التي تربط هذه المنتجات بعواقب صحية خطيرة، فإن الجمهور لا يعرف المخاطر الحقيقية لهذه "الأطعمة"، ومن المحتمل أن يكون قد تم خداعهم من خلال أساليب التسويق الذكية في الصناعة.
وطالبت الورقة بنشر مزيد من التحذيرات الصحية؛ لتمكين المستهلكين من اتخاذ خيارات صحية.
والأطعمة المعالجة بإفراط يتم تحويلها كيميائياً أو فيزيائياً باستخدام العمليات الصناعية، كما تحتوي على نسبة عالية من الملح والسكر والدهون المشبعة، وعادةً ما تأخذ شكل أغذية معلبة جاهزة للأكل وتحتوي على أكثر من 5 مكونات ولها مدة صلاحية طويلة.
وشرح خبراء من منظمة الصحة العالمية أن "المعالجة الصناعية تمزج إضافات ونكهات ومستحلبات وألواناً لإضفاء النكهة والملمس، وتجعل المنتج النهائي أكثر استساغة أو أكثر جاذبية وربما يسبب الإدمان، مما يؤدي بدوره إلى أنماط غذائية سيئة".
وقال المؤلفون أيضاً إن أكثر من نصف إجمالي السعرات الحرارية المستهلكة في البلدان ذات الدخل المرتفع مصدرها الأطعمة فائقة المعالجة، والتي تعد "من بين المنتجات الأكثر ترويجاً وتسويقاً في العالم" مع نمو سريع للمبيعات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
ومن هنا تم ترجيح خطر إصابة مليارات الأشخاص بمرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والسكتة الدماغية والاكتئاب وحتى الموت.
ولعل الخطورة الأكبر تكمن في أن هذه الأطعمة مرتبطة بالعواطف الإيجابية، مثل إشباع الرغبة الشديدة والطعم اللذيذ والإحساس بالسعادة؛ كل ذلك قد يكون نتيجة "عقود من التسويق المقنع من قبل صناعة المواد الغذائية"، كما جاء في التقرير.
ما الأطعمة المصنعة والمعالجة بإفراط؟
الأطعمة غير المصنعة أو المعالجة بالحد الأدنى هي الأطعمة الكاملة التي لاتزال فيها الفيتامينات والعناصر الغذائية سليمة.
يكون الغذاء في حالته الطبيعية (أو شبه الطبيعية)، ويمكن تغيير هذه الأطعمة إلى الحد الأدنى عن طريق إزالة الأجزاء غير الصالحة للأكل أو التجفيف أو التكسير أو التحميص أو الغليان أو التجميد أو البسترة، لجعلها مناسبة للتخزين وآمنة للاستهلاك.
تشمل الأطعمة غير المُصنَّعة أو المُصنَّعة بشكل ضئيل؛ الجزر والتفاح والدجاج النيء والبطيخ والمكسرات النيئة غير المملحة.
تُغير المعالجة حالة الطعام الطبيعية، ويتم تصنيع الأطعمة المصنعة بشكل أساسي عن طريق إضافة الملح أو الزيت أو السكر أو مواد أخرى.
تشمل الأمثلة الأسماك المعلبة أو الخضراوات المعلبة والفواكه في الشراب والخبز الطازج. تحتوي معظم الأطعمة المصنعة على مكونين أو ثلاثة مكونات.
في المقابل تتم معالجة بعض الأطعمة بدرجة عالية أو ما يسمى معالجة فائقة. تحتوي، على الأرجح على العديد من المكونات المضافة مثل السكر والملح والدهون والألوان الاصطناعية أو المواد الحافظة.
تُصنع الأطعمة فائقة المعالجة أو المعالجة بإفراط في الغالب من مواد مستخلصة من الأطعمة مثل الدهون والنشويات والسكريات المضافة والدهون المهدرجة، حسبما أوضح موقع Healthline.
قد تحتوي أيضاً على مواد مضافة مثل الألوان والنكهات الاصطناعية أو المثبتات. ومن الأمثلة على هذه الأطعمة الوجبات المجمدة والمشروبات الغازية والنقانق واللحوم الباردة والوجبات السريعة والبسكويت المعبأ والكعك والوجبات الخفيفة المالحة.
كيف تؤثر الأطعمة المعالجة على صحتنا؟
قارنت دراسة نُشرت في مجلة Cell Metabolism بين آثار اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المعالجة بإفراط وآثار نظام غذائي غير معالج، وراقبت السعرات الحرارية وزيادة الوزن.
اشتملت الدراسة على 20 بالغاً صحياً يعانون من زيادة الوزن يقيمون في منشأة طبية، حسب ما نشره موقع جامعة Harvard.
تلقى كل مشارك في الدراسة نظاماً غذائياً عالي المعالجة ونظاماً غذائياً غير معالج لمدة 14 يوماً لكل منهما.
خلال كل مرحلة من مراحل النظام الغذائي، تم تقديم 3 وجبات يومية إلى المشاركين في الدراسة وتم توجيههم لتناول الكثير أو القليل حسب الرغبة.
وبينما تمت مطابقة الوجبات عبر الأنظمة الغذائية من حيث إجمالي السعرات الحرارية والدهون والكربوهيدرات والبروتين والألياف والسكريات والصوديوم، كان الاختلاف الكبير هو مصدر السعرات الحرارية: في مرحلة النظام الغذائي عالي المعالجة، جاءت 83.5% من السعرات الحرارية من الأطعمة فائقة المعالجة؛ في مرحلة النظام الغذائي غير المعالج، جاء 83.3% من السعرات الحرارية من الأطعمة غير المصنعة.
وجد الباحثون أن الأشخاص الخاضعين للدراسة استهلكوا نحو 500 سعر حراري إضافي يومياً في النظام الغذائي عالي المعالجة مقابل النظام الغذائي غير المعالج.
تميزت فترة النظام الغذائي عالي المعالجة بزيادة تناول الكربوهيدرات والدهون، ولكن ليس البروتين. اكتسب المشاركون في النظام عالي المعالجة كيلوغراماً في االمتوسط، بينما خسرت الفئة الأخرى كيلوغراماً.
استنتج المؤلفون أن الحد من الأطعمة فائقة المعالجة قد يكون استراتيجية فعالة للوقاية من السمنة وعلاجها.
أمثلة على الأطعمة المعالجة بإفراط
المشروبات الغازية وعصائر الفواكه
الزبادي المُحلى
وجبات خفيفة مغلفة حلوة أو مالحة (على سبيل المثال: الكوكيز وألواح الشوكولاتة)
الحلويات وخلطات الكيك
الخبز والكعك المعبأ بكميات كبيرة
الأجبان القابلة للمسح
حبوب الإفطار
ألواح الحبوب والطاقة
مشروبات الطاقة
الحساء والصلصات والمعكرونة سريعة التحضير والمعلبة
قطع الناجتس المصنوعة من الدجاج والسمك والنقانق
العديد من المنتجات الجاهزة للتسخين: الفطائر الجاهزة وصلصات المعكرونة الجاهزة وأطباق البيتزا