مدار الساعة - كشفت مؤسسة خيرية عن مشروع طموح لبناء "مدينة سرية" جديدة من الصفر، لإيواء آلاف اللاجئين السوريين الذين أجبروا على العيش في خيام خلال عقد من الحرب السورية، وسط ظروف مناخية صعبة، خاصة مع حلول فصل الشتاء الذي يحوّل خيمهم المهترئة أصلاً إلى أماكن غير صالحة للعيش.
صحيفة "Independent" البريطانية كشفت الخميس 23 ديسمبر/كانون الأول 2021، أن البلدة الجديدة، التي لم يتم الكشف عن موقعها الدقيق لأسباب أمنية، قريبة من الحدود السورية مع تركيا، وستتضمن 1000 منزل لحوالي 6000 نسمة من اللاجئين السوريين بالإضافة إلى مدرسة ومستشفى وحديقة عامة ومسجد.
كان قد نزح ما يقرب من 13.5 مليون شخص في جميع أنحاء سوريا من ديارهم منذ عام 2011، نصفهم تقريباً لا يزال داخل البلاد، وقد حذر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير صدر هذا العام من أن ستة ملايين شخص آخرين قد يتم إجبارهم على النزوح من ديارهم خلال العقد المقبل إذا استمر الصراع والانهيار الاقتصادي في البلاد.
لاجئون "يتجمّدون حتى الموت"
أوضح تشارلز لولي، رئيس قسم المناصرة في "Syria Relief"، وهي مؤسسة خيرية بريطانية تعمل مع منظمة عطاء الإغاثة التركية غير الحكومية: "إنه أمر ضروري.. فهناك ملايين النازحين السوريين الذين يستحقون العيش في منزل حقيقي".
كما تابع قائلاً: "لا نريد أن نبني منازل فقط، بل نسعى أيضاً لتأسيس مجتمع قادر على تلبية احتياجات الناس الطبية والتعليمية".
يعيش حوالي 60% من هؤلاء اللاجئين السوريين الذين جرى اقتلاعهم في شمال غرب البلاد في مخيمات للنازحين داخلياً، حيث تتكدس العائلات الكبيرة في خيام واهية وتكافح من أجل البقاء دافئة أو إطعام أطفالها، وهنا يوضح لولي أن "العديد من الأرواح معرضة للخطر" خلال أشهر الشتاء، حيث يتضرر العديد من الخيام ويصبح الوصول إلى الوقود للتدفئة محدوداً.
تابع: "في كل سنة نرى الناس يتجمدون حتى الموت، وتتفاقم الظروف الصحية الحالية بسبب البرد، ويؤدي تغير المناخ إلى حدوث فيضانات وسقوط أمطار تدمر الخيام بشكل لا يصدق عاماً بعد عام".
ظروف لا ترقى لمعايير الرفق بالحيوان
في نفس السياق، قال عامل الإغاثة آدم كيلويك، الذي عمل مع منظمة "Syria Relief" وعاد مؤخراً من المنطقة، إن بعض اللاجئين السوريين أُجبروا على العيش في ظروف لا تفي حتى بمعايير الرفق بالحيوان الغربية.
تابع: "التقينا بالعديد من النازحين من مختلف أنحاء البلاد الذين فقدوا منازلهم بين عشية وضحاها وبعض العائلات تعيش في خيام لا تتفق مع معايير RSPCA"، في إشارة إلى جمعية الحيوانات الخيرية البريطانية.
كما لفت إلى أن الكثير من اللاجئين السوريين ليس لديهم أي مصدر دفء على الإطلاق وأنهم يعتمدون على الأشجار المحيطة بمخيماتهم لدرء الرياح الباردة.
بينما أكد أن المدينة الجديدة سوف تكون فسحة أمل كبيرة لأولئك "الذين عاشوا في ظروف بائسة لمخيمات غير رسمية على مدى السنوات القليلة الماضية"، مضيفاً أن العديد من الأطفال سيعرفون أخيراً معنى وجود مرحاض في المنزل.
مع استمرار أعمال الإنشاء في تلك المدينة فقد جرى بالفعل الانتهاء من بناء 100 منزل، ومن المقرر أن يكون 150 منزلاً آخر جاهزاً للسكن بحلول فبراير/شباط 2022، وجميعها تتألف من غرفتي نوم ومطبخ ومزودة بالكهرباء والمياه الجارية ومرافق أخرى.
اللاجئون السوريون يناشدون
من جهة أخرى، ناشد قاطنو مخيمات اللاجئين السوريين سوريا، الأربعاء 22 ديسمبر/كانون الأول، تقديم المساعدات لهم وتحسين ظروفهم المعيشية بعد غرق خيامهم جراء الأمطار الغزيرة خلال الأيام الماضية، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
إذ قالت فاطمة الجاسم، التي فرت من قصف النظام السوري ولجأت إلى مخيم "زفير" بريف إدلب، للأناضول، إن "كل من في المخيم يحتاج إلى مساعدة"، لافتة إلى أنهم "لا يتمكنون من البقاء في خيمهم أثناء الليل بسبب المياه".
كما أشارت إلى أن زوجها "المسن غير قادر على الحركة جراء البرد"، مضيفة "يحاصرنا البرد من جانب والجوع من جانب آخر وليس لنا معين إلا الله". وذكرت أنهم يقومون "بطهو ما يحصلون عليه من طعام عبر البلاستيك وأكياس النايلون الذي يجمعونه من الأراضي".
ناشدت الجاسم "فاعلي الخير تأمين الطعام والغذاء والمحروقات للمخيم الذي يعاني من ظروف صعبة للغاية". خلال الأيام الماضية، تعرضت عشرات المخيمات الواقعة في محيط مدينة إدلب وجوار قرى خربة الجوز ومعرتمصرين وكيللي وكفر يحمول وحزانو وزردانة لأمطار غزيرة.
فيما أصبح الكثير من العائلات من اللاجئين السوريين بلا مأوى، فيما انشغل باقي العائلات بتقوية أعمدة خيامهم حتى لا تلقى المصير نفسه.