بقلم نيفين عبدالهادي
جميل أن تفاجئك انجازاتك وابداعاتك بشكل مميّز من التقدير، تقدير بحجم تميّزك وهو ما عاشته عدد من الشخصيات ممن حملت بطاقات المعايدة من صاحبي الجلالة الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله بالعام الجديد اجزاء من نسيج لمطرزات شعبية صنعوه بأيدهم، ليس هذا فحسب إنما أيضا التقتهم جلالة الملكة رانيا وكان ذلك مفاجأة لهم كونهم لم يكونوا على علم أن جلالتها وراء هذه الفكرة.
شخصيات عملت على إعداد منسوجات تراثية غاية في الروعة والإتقان والأناقة بفكرة أنيقة حوّلت خيوط النسيج وخيطانه لقصة تراث وطنية، وجدت عند جلالة الملكة رانيا اهتماما، وتقديرا لتكون جزءا من بطاقات معايدة صاحبي الجلالة بالعام الجديد، فتزيّنت هذه البطاقات بخيوط تراثية مانحة صانعيها تقديرا وسعادة لا يمكن وصفها أكدوا خلال لقاء جلالة الملكة بهم أن شعورهم كبير عندما علموا أن هذه المطرزات ستكون على بطاقات معايدة صاحبي الجلالة الملك والملكة التي توزع داخل الاردن وخارجه ليشاهدها الالآف.
من هذه المنسوجات التي أنجزتها شخصيات تعمل بهذا المجال وتتقنه منذ سنوات، جعلت جلالة الملكة رانيا حالة سياحية هامة للمملكة، ففي وجود منسوجات بهذه الصورة على بطاقات المعايدة الملكية حتما يمكن للآلاف أن يقرأوا أناقة هذه المنسوجات التي هي جزء هام من تراث الأردن، وتعكس امكانية الاستفادة من هذا النمط التراثي بعدد من المجالات، وبأفكار مميزة ومبتكرة، فكان لهذه الفكرة إلى جانب ما حملته من تكريم وتقدير لمن يمارس هذه الحرفة، تقدير للحرفة نفسها، ومنحها حقها في الحضور بمدرسة التراث والسياحة، وكذلك بتسويق هذا الجانب الهام في التراث الوطني.
جلالة الملكة نشرت في الرابع عشر من كانون الأول على حساب «الانستغرام» الخاص بها فيديو لكيفية تصميم وتجهيز بطاقات المعايدة بالعام الجديد من صاحبي الجلالة، ولقائها مع مجموعة من أنحاء المملكة الذين شاركوا في مطرزات مختلفة سيحملها الكرت، ولإيمان جلالتها بالقدرات الاردنية ارادت هذا العام ان يحمل كرت المعايدة اجزاء من نسيج التراث الاردني، وكما قالت جلالتها في الفيديو «سيكون كل كرت مختلفا ولكنه قطعة تمثل الأردن بتنوعه وجماله. كل كرت يحمل نقشات مختلفة من المشاركين والمشاركات»، وجاءت البطاقات التي استقبلها الآف الشخصيات محليا وعربيا ودوليا تحمل منسوجات غاية في الروعة والأناقة.
كل منسوجة حملتها البطاقات تمثل ازياء لأثواب أهل الأردن من الشمال الى الجنوب في شرقه وغربه وبكل مكوناته، لتحمل هذه البطاقات خارطة سياحية مختلفة لم ترد أهميتها في الفكر السياحي من قبل، بأن تحضر المنسوجات على خارطة التسويق السياحي، وكذلك منح هذا الجانب اهتماما أكبر، فهو ودون أدنى شك يحكي جزءا هاما من التراث والإرث وكذلك يواكب الحداثة.
السيدات اللاتي شاركن في التطريز لم يعلمن لماذا واين ستذهب هذه النقشات، بعد ذلك التقتهن جلالة الملكة وكان ذلك مفاجأة لهن، حيث لم يعلمن أن جلالتها وراء هذه الفكرة، وحتما شكلت لهن هذه الخطوة الكثير من التقدير والتميّز، ومنحت هذه المهنة أهمية كبرى تليق بأهميتها وبعدها الثقافي والتاريخي والسياحي.
من المنسوجات ومن الخيوط نسجن أحرفا من بريق خاص، لتأتي مفاجأة جلالة الملكة تقديرا لعزمهن، بوضع المنسوجات على البطاقات، وكذلك للقاء جلالتها بعدد من هذه الشخصيات، لتجعل من التقدير بنكهة الفخر بالمنجز.