مدار الساعة - قالت شركة فيريسك مابلكروفت لاستشارات المخاطر، الخميس 16 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن كميات كبيرة من احتياطيات النفط والغاز في العالم عرضة للمخاطر من ارتفاع الموج والعواصف والفيضانات والارتفاع الحاد في درجات الحرارة بسبب تغير المناخ.
الشركة التي مقرها المملكة المتحدة أوضحت في مذكرة بحثية أن الوصول إلى ما يعادل 600 مليار برميل، أو 40% من احتياطيات النفط والغاز العالمية القابلة للاستخراج قد يتأثر بالطقس الحاد، وإن من بين الدول الأكثر عرضة للمخاطر السعودية والعراق ونيجيريا، وجميعها من كبار منتجي الخام.
تأثر القطاع بتغير المناخ هذا العام عندما ضرب طقس شديد البرودة المركز الرئيسي للنفط والغاز والتكرير بالولايات المتحدة على ساحل الخليج، ما تسبب في انقطاعات طويلة وتقليص الإنتاج.
قال روري كليسبي، محلل شؤون البيئة لدى فيريسك مابلكروفت "سوف تصبح مثل تلك الأحداث أكثر تكراراً وحِدة، وهو ما يخلق صدمات أكبر في القطاع".
يوجد أكثر بقليل من 10% من الاحتياطيات التجارية العالمية القابلة للاستخراج في مناطق تصنفها الشركة الاستشارية بأنها شديدة الخطورة، بينما يقع نحو الثلث في مناطق تعتبر عالية الخطورة.
كما ذكر الباحثون أنه فيما يخص السعودية قد تكون الحرارة الشديدة ونقص المياه والعواصف الترابية "نقطة الضعف" بالنسبة للمملكة، أكبر مُصدر للنفط في العالم.
بينما أضافوا أنه في نيجيريا، ثاني أكبر مصدر للخام في إفريقيا، حيث تتركز الاحتياطيات حول منطقة دلتا النيجر، تتمثل المخاطر في الجفاف والفيضانات.
"ضربة مزدوجة" لمنطقة الشرق الأوسط
كما أنه خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كشفت مجموعة من الخبراء لوكالة فرانس برس، أن أزمة المناخ تهدِّد بتوجيه ضربة مزدوجة لمنطقة الشرق الأوسط، من خلال إنضاب دخلها المتأتي من النفط، مع تحول العالم إلى مصادر الطاقة المتجددة، وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات متطرفة غير مواتية للحياة.
إذ إنه لم تُبذل الكثير من الجهود لمواجهة التحدي في منطقة ابتُليت منذ فترة طويلة بالحروب الأهلية والنزاعات وحركات النزوح واللجوء، حتى في ظل احتمال أن يؤدي الاحتباس الحراري إلى تسريع هذه الاتجاهات، وفق ما عبَّر عنه مشاركون في المؤتمر الدولي حول تغير المناخ في شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط.
قال الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس أمام المؤتمر، إن "منطقتنا مصنفة على أنها بؤرة ساخنة لتغير المناخ العالمي".
منطقة معرضة للخطر بشكل خاص
بينما صنفت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التابعة للأمم المتحدة، المنطقة التي يعيش فيها نحو نصف مليار شخص، وتكاد لا تغيب عنها الشمس، على أنها معرضة للخطر بشكل خاص.
لكنها كذلك موطن للعديد من الدول الأخيرة التي لم تصادق بعد على اتفاقية باريس المبرمة عام 2015 -وهي إيران والعراق وليبيا واليمن- قبل أسابيع من انطلاق مؤتمر المناخ كوب 26، الذي تنظمه الأمم المتحدة في غلاسكو.
في المقابل فعندما يتعلق الأمر بتغير المناخ والشرق الأوسط، قال جيفري ساكس، رئيس شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، نحن أمام "مشكلات رهيبة".
من جانبه أورد ساكس، وهو أستاذ من جامعة كولومبيا بنيويورك: "أولاً، هذه المنطقة هي مركز الوقود الأحفوري في العالم، لذا فإن الكثير من اقتصاداتها تعتمد على وقود لم يعد مواتياً للعصر، وعلينا أن نوقف استخدامه".
وأضاف في تصريح لوكالة فرانس برس: "ثانياً من الواضح أنها منطقة جافة، وتزداد جفافاً، لذلك نظرنا هناك لانعدام الأمن المائي ونقص المياه ونزوح سكاني".
رأى ساكس أن المنطقة: "يجب أن تشهد تحولاً هائلاً، ولكنها منطقة مشحونة سياسياً ومقسمة، ومنطقة عانت من الكثير من الحروب والنزاعات التي كانت في أكثر الأحيان على صلة بالنفط".
عربي بوست