انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

عن المعارضة والموالاة

مدار الساعة,مقالات مختارة,الملك المؤسس
مدار الساعة ـ
حجم الخط

عبد الحليم النمر وصالح المعشر وشفيق إرشيدات، ثلاثة من أقطاب الحياة السياسية الأردنية أيام القها،خاصة في خمسينيات القرن الماضي، ومن قيادات الحزب الوطني الاشتراكي، وقد كان الثلاثة نوابا ووزراء لكنهم كانوا من زعماء المعارضة الوطنية، يوم كانت المعارضة تمتلك رؤية تحولها احزابها الى برامج عمل، ففي تلك الأيام كانت المعارضة تسهر على مصالح الناس لذلك كانت معارضة منتجة, يومها لم تكن المعارضة تمارس الردح ولم يكن هدفها الابتزاز، ولم تكن الاحزاب مجرد واجهات لتلميع اشخاص ولتحقيق مصالح شخصية، كما لم تكن ديكورا او يافطات تقوم على الفك والتركيب على طريقة العاب الأطفال.

رغم صفتهم المعارضة، كان الملك المؤسس عبد الله الاول اذا رأى عبد الحليم او صالح او شفيق منفردين أو مجتمعين يأخذهم باحضانه معانقا لهم، ولما سئل جلالته عن سر حبه واحترامه لهؤلاء المعارضين قال جلالته هؤلاء هم الذين يسمعونني الرأي الاخر.

هذه الممارسة من قائد حكيم صاحب تجربة سياسية طويلة, تعامل خلالها مع امبراطوريات ودول كبرى ودهاقنة السياسة الدولية، وهي تجربة صقلتَها ثقافة واسعة فقد كان جلالته مفكراً وأديباً وشاعراً كما كان يتصف بالحكمة والصبر وبعد النظر وكلها صفات كانت تمكن جلالته من الدقة في إصدار الأحكام وتقيم المواقف، وهي الحكمة التي جعلته يلمس بأن المعارض والمخالف في الرأي ليس عدواً, بل لعله أشد إخلاصاً وولاء من الموالي الذي يرى الخطأ فلا ينبه له بل ربما زينه وشجع عليه، على قاعدة (وانا مالي), وهنا تكمن أهمية المعارضة النزيهة, عندما تتصدى للتنبيه للأفكار التي تهدد المجتمع والدولة أو الاخطاء التي تشوب أداء أجهزتها, على أن يتم ذلك كله مع مراعاة أدب الخطاب وحسن العرض, بحيث لا يتم تصيد الاخطاء لتضخيمها ومن ثم استخدامها لتشويه صورة الدولة واجهزتها, والتشهير برجالاتها, فإن اسوأ أنواع المعارضة تلك التي تحول القضايا العامة إلى قضايا شخصية, كما ان أسوأ أصناف المسؤولين ذلك المسؤول الذي يحول النقد الذي يوجه إلى أداء مؤسسته إلى قضية شخصية يأخذ على اساسها مواقفه من الناس والعلاقة معهم.

خلاصة القول: انه بمقدار أهمية الحكومة لتطوير المجتمع وتمدنه وتحضره فإن المعارضة النزيهة لا تقل أهمية عن الحكومة لأنها تحمي من الأخطاء وتكمل الصورة.

Bilal.tall@yahoo.com
الرأي

مدار الساعة ـ