مدار الساعة- أصيبت امرأة أمريكية بصمم في إحدى أذنيها بعد جلسة تدليك في أحد منتجعات ولاية بنسلفانيا.
وتقول كاثرين نيتلز كاتر (56 عاماً) إنها كانت تستمتع بجلسة تدليك في الرابع من يوليو (تموز) من العام الماضي مع صديقتها، عندما شعرت فجأة بضربة مفاجئة من الألم على جانب رقبتها في عظمة الترقوة وسمعت صوت تصدع غيّر حياتها.
وبينما كانت كاثرين تنزل من على طاولة التدليك، لم تشعر بأي شيء خارج عن المألوف، ولكن عندما استيقظت في السابعة من صباح اليوم التالي، أصيبت بدوار شديد وصمم في أذنها اليمنى.
وتتذكر كاثرين ما حدث معه في ذلك اليوم " كانت الغرفة تدور، وكان الدوار سيئًا للغاية ولم أستطع فتح عيني".
وأمضى الخبراء في ثلاث ولايات أكثر من عام في محاولة اكتشاف الخطأ الذي حدث، وأجروا العديد من الاختبارات والعمليات الجراحية لها في وقت لاحق. وقال عمر شودري، جراح الأعصاب بجامعة بنسلفانيا وأحد المتخصصين الذين عالجوها، إن السيدة كتر "حالة معقدة للغاية وغير عادية".
وفي البداية، اعتقدت كاثرين، وهي أستاذة علوم الغذاء في جامعة ولاية بنسلفانيا، والتي عانت من الصداع النصفي المتقطع معظم حياتها، أن الضغط الشديد الذي شعرت به في أذنها قد سبب الصداع النصفي الذي تسبب لها بالدوار.
وتناولت مزيل احتقان بدون وصفة طبية، لكن ذلك لم يساعد، فأخذها زوجها إلى عيادة خارجية خلال عطلة نهاية الأسبوع، واعتقدت الممرضة أنها قد تكون مصابة بدوار الوضعة الانتيابي الحميد الناجم عن اختلال في الأذن الداخلية، ووصفت لها مضادات الهيستامين ونصحتها بمقابلة أخصائي أنف وأذن وحنجرة، وعادت كاثرين بعد ذلك إلى المنزل ونامت بقية اليوم.
وفي اليوم التالي، كانت لا تزال تشعر بدوار شديد لدرجة أنها لم تكن تستطيع تناول الطعام، وكان الدوار، الذي وصفته بـ "المروع"، مصحوبا بعدم القدرة على تركيز عينيها. واتصل زوجها بالعيادة، وأخبرته الممرضة بأن زوجته قد تكون مصابة بجلطة دماغية ويجب نقلها إلى غرفة الطوارئ على الفور.
وبعد الفحص بالأشعة المقطعية واختبارات الدم، استبعد الأطباء حدوث سكتة دماغية وأعطوها دواء لخفض ضغط الدم المرتفع بشكل غير مفهوم. خلال الأسابيع القليلة التالية، خمد الدوار تدريجياً، لكن حالة الصمم استمرت في أذنها. وأظهرت الاختبارات أن كاثرين فقدت أكثر من 90 في المائة من قدرة السمع في أذنها اليمنى.
وبعد أن استبعد فحص التصوير بالرنين المغناطيسي وجود ورم حميد يسمى ورم العصب السمعي، بدأت كاثرين في تلقي حقن الستيرويد في أذنها والتي كان الأطباء يأملون بأن تعيد لها سمعها، وبدأت أيضًا في إعادة التأهيل الدهليزي، وهو علاج قائم على التمرين لتقليل آثار الدوار.
وبعد العديد من الفحوصات، اكتشف الجراحون في بنسلفانيا أن كاثرين مصابة بمتلازمة النسر، وهو اضطراب نادر يحدث عندما تصبح قطعة من العظام المدببة التي تمتد من الجمجمة إلى الأذن ممدودة عند بعض الناس وتضغط على العصب.
وبعد ستة أسابيع من حادثة التدليك المشؤومة، أخذت كاثرين إجازة طبية وتوجهت إلى فيلادلفيا لرؤية طبيب أعصاب أوصى بمواصلة إعادة التأهيل الدهليزي. وبسبب ضعف سمعها الشديد، اقترح عليها الخضوع لتقييم لزرع جهاز سمعي في أذنها. وفي ديسمبر (كانون الأول) حصلت على سماعة أذن مثبتة بالعظام، والتي تستخدم لعلاج ضعف السمع من جانب واحد.
وبينما كانت تعاني من الدوار، لاحظت كاثرين أن موضع رقبتها يحدث فرقاً في أعراضها، فعندما استلقت على ظهرها أو أدارت رأسها، ظهر الدوار على الفور، وبدا أن الاستلقاء على جانبها الأيسر يقلل من هذه الأعراض.
وكانت كاثرين متأكدة، مرة أخرى، أن رقبتها كانت مفتاح المشكلة، وأن جلسة التدليك كانت مسؤولة إلى حد ما عن أعراضها. لكن الخبراء الطبيين اختلفوا حول سبب فقدان السمع الحسي العصبي المفاجئ أو سبب تحسن الدوار عندما غيرت وضعية نومها، وأخبروها أنهم يعتقدون أن ما حدث أثناء التدليك لا علاقة له بالصمم والدوار.
و في يونيو (حزيران) 2020، خضعت كاثرين لعملية جراحية لم تقلل بشكل كبير من الدوار لأسباب غير واضحة، وبقي السمع في أذنها المصابة ضعيفًا وطنين الأذن مستمرًا، وفي أكتوبر (تشرين الأول) سافرت إلى كليفلاند لرؤية طبيب أعصاب واختصاصي دوار وصف لها دواءً لعلاج صداعها المتكرر.
وفي مارس (آذار) 2021، تمت إزالة جهاز السمع، وحصلت كاثرين على غرسة قوقعة، وهي عبارة عن جهاز صغير مزروع جراحيًا يمكن أن يساعد في استعادة السمع لدى الأشخاص الصم أو الذين يعانون من ضعف شديد في السمع. الجهاز فعال أيضا في قمع الطنين. وقالت كتر إن قدرتها على السمع تحسنت بشكل كبير وانخفض طنين الأذن بشكل ملحوظ.
وعلى الرغم من أن من المستحيل معرفة سبب فقدانها المفاجئ للسمع، قالت اثرين إن أخصائي السمع أخبرها أن التدليك ربما منع تدفق الدم إلى الخلايا الشعرية في الأذن التي تعتبر ضرورية للسمع، بحسب موقع ستاف الإخباري النيوزلندي.