أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

هذا ما يفعله «أبو زكريا» بقصاصات الآيات والمصاحف التالفة

مدار الساعة,أخبار خفيفة ومنوعة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - يبدأ عمله منذ الفجر، بعد أن يكون حصل على معلومات كافية من قبل متطوعين من رواد المساجد، عن وجود أوراق او صحف او كتب او حتى مصاحف مهملة او ملقاة في القمامة.

ابو زكريا الذي تجاوز الستين من عمره لم يمنعه "بكمه" المتهالك ولا حتى ضيق ذات اليد ولا حالته الصحية او وعورة قرية ساكب من ان يبحث في اماكن القمامة عن بقايا الجرائد المهملة والكتب وحتى ارغفة الخبز التي يلقيها الناس بإهمال، غير مراعيين حرمة ذلك.

ولكن أكثر ما يحزن ابو زكريا هو وجود اوراق المصاحف او الكتب المدرسية ملقاة هنا وهناك وفي شتى الأماكن.

بدأ ابو زكريا عمله داخل قريته ساكب في إطار إطلاقه لمشروعه الذي يسميه (مشروع ساكب) لتكريم المصاحف ذات الاوراق التالفة،اضافة الى الكتب المدرسية على اعتبار ان اللغة العربية لغة القران.

يجوب ابو زكريا مساجد جرش طولا وعرضا يتحدث للناس عن مشروعه الذي كلف اهل الخير والمتطوعين من اهالي قرية ساكب قرابة 2000 دينار، مشدداً على اهمية الحفاظ على كتاب الله وتحريم رمي الايات القرانية والاوراق التي كتبت عليها آيات الذكر الحكيم كيفما اتفق.

بدأت الفكرة منذ السبعينات من القرن الماضي كما يقول ابو زكريا، الا ان ضيق الحال وقلة الوقت منعتنه من اتمام المشروع،" فاقتصر دوري على احضار تلك الاوراق وحرقها في المنزل، وكنت اقسم وقتي بين العمل للحصول على رزق العيال، وبين البحث عن تلك الاوراق لاتلافها بطريقة تبعدها عن الاهانة".

ويستفيض أبو زكريا في حديثه عن حالة الاهمال واللامبالاة التي اصابت المجتمع، قائلا انه وجد اوراقا من صحيفة الاقصى ملقاة بالقرب من احد الحمامات العامة، وأخرى لمصحف قديم "مرمية" بجانب احدى الحاويات، الامر الذي أحزنه وشكلت دافعاً له لان يفكر في اطلاق هذا المشروع لمنع اهانة حروف اللغة العربية التي نزلت بها آيات القران الكريم.

ومنذ خمس سنوات، وبعد ان خفت الالتزامات التي كانت عائقا امامه، قرر المضي قدما بمشروعه، وساعده بذلك ثلة من اهل الخير من ابناء قرية ساكب، وأدت مساعدتهم إلى صناعة موقد من الحديد على شكل فرن كبير، توضع به بقايا الكتب والصحف والاوراق المهملة وحتى بقايا لخبز لحرقها، بطريقة لا تهان بها ايات الله الكريمة، وحتى الرماد يقوم بجمعه ودفنه في مكان قريب.

المشروع الذي لقي استجابة من اهل الخير يحتاج كما يقول ابو زكريا للدعم والمساندة، مناشدا تعميم المشروع على بقية المحافظات والمدن، فهو يشاهد الكثير من الاوراق التي تتضمن آيات من القران الكريم ملقاة باهمال في كل مكان، وتحديدا عند المدارس، فالفترة التي تعقب الامتحانات تشهد القاء أطنان من الكتب المدرسية في الشوارع والحاويات. وفق قوله.

الرجل الذي استن طريقة جديدة في معالجة ما يرمى من مصاحف وكتب وقطع خبز، ما زال مثابراً على عمله، ولن يكل.السبيل

مدار الساعة ـ