مدار الساعة - نبغ في بلاد الهند علماءٌ مسلمون كبار، طار ذكرهم في الآفاق، وبلغ صيتهم عنان السماء دعوة وفكرًا، وباتوا كعبة لطلاب العلم، يأتونهم من مختلف أصقاع الأرض بحثًا عن زاد للعقل والروح. في هذا التقرير نستعرض مسيرة 4 من أبرز الشخصيات الهندية المسلمة وكيف أثرت بحياة المسلمين في الهند والعالم.
إقبال.. شاعر الإسلام
"طراز العظمة" و "شاعر الإسلام" و "فيلسوف الإسلام"، ألقابٌ أُطلقت على شخصية إسلامية عظيمة. حجز الشاعر والفيلسوف محمد إقبال، اسمه في سفر الخالدين، أدبًا وشعرًا وثقافةً وسياسةً وعلمًا، ولعلنا إن ذكرنا عظماء مسلمي الهند فإن أول ما يخطر على البال، اسم إقبال لما قدّمه من خدمات جليلة ومواقف عظيمة جعلت منه رائدًا ومعلمًا وملهمًا للكثيرين.
ولد إقبال في نوفمبر/تشرين الثاني 1877، بمدينة "سيالكوت" في ولاية البنجاب حينما كانت منطقةً هندية قبل استقلالها وانضمامها إلى باكستان، وتربى في بيت ملتزم ومتدين، وكان والده متصوفًا، وبهذا التصوف تأثر إقبال بقية حياته، تعلق إقبال بالقرآن منذ الصغر، متأثرًا بفلسفته ومعانيه حتى صبغ نفسه بصبغته، بدأ تعليمه بمدينته في مدرسة بريطانية، ثم تابع تحصيله في أحد الجامعات الحكومية، لينال منها على الماجستير في الفلسفة بعد نيله البكالوريوس.
سافر "شاعر الإسلام"، إلى لندن ودرس في جامعة كامبريدج، وحصل على شهادة في الفلسفة وعلم الاقتصاد، ومن بعدها حطت به الرحال في ألمانيا ليدرس الفلسفة أيضًا في جامعة ميونخ ويحصل على الدكتوراه، ثم عاد إلى بريطانيا لينتسب إلى مدرسة علم الاقتصاد والسياسة، عمل إقبال مدرسًا للغة العربية في جامعة لندن، وعند رجوعه للهند عمل محاميًا.
نادى الفيلسوف إقبال بوطن خاص للمسلمين في شبه القارة الهندية، وهو حلمه الذي تحقق بعد وفاته بإنشاء دولة باكستان، وفي حياته الثرية ألف محمد إقبال 9 دواوين شعرية تضم 12 ألف بيت من الشعر، ومن دواوينه "جناح جبريل" و"رسالة المشرق" و"الأسرار والرموز"، كما وضع إقبال كتبًا أثرت المكتبة الإسلامية منها "تجديد الفكر الديني في الإسلام"، و"تطور الميتافيزيقيا في بلاد فارس".
يقول الشيخ أبو الحسن الندوي عنه: "لم يزل محمد إقبال إلى آخر عهده بالدنيا، يغوص في بحر القرآن، ويطير في أجوائه، ويجوب في آفاقه، فيخرج كل يوم بعلم جديد، وإيمان جديد، وإشراق جديد، وقوة جديدة". ويصفه عباس محمود العقّاد بأنه: "طراز العظمة الذي يتطلبه الشرق في الوقت الحاضر، وفي كل حين، لأن عظمته ليست بالدنيوية المادية، وليست بالأخروية المُعرضة عن الدنيا، وهو زعيم العمل بين العُدْوتين من الدنيا والآخرة، قوّام بين العالَميْن كأحسن ما يكون القوّام".
من أقوال إقبال: "أنا لا أعارض التذوق بالجمال والشعور به، فذلك أمر طبيعي، ولكن أي فائدة للمجتمع من عِلْمٍ لم يكن تأثيره في المجتمع كتأثير عصا موسى في الحجر والبحر"، وعلى فراش موته أنشد قائلًا: "ليت شعري، هل تعود النغمة التي أرسلتها في الفضاء؟ هل تعود النفحة الحجازية؟ لقد أظل الموت وحضرت الوفاة، فهل من حكيم يرثني"؟. توفي محمد إقبال في نيسان/ أبريل 1938، ودفن في لاهور.
ديدات.. رائد المناظرين المسلمين
"أشرس أعداء الإسلام هو مسلم جاهل يتعصب لجهله ويشوه بأفعاله صورة الإسلام الحقيقي ويجعل العالم يظن أن هذا هو الإسلام"، هذه إحدى المقولات المشهورة لكبير المناظرين المدافعين عن الإسلام، وهو الشيخ الهندي أحمد حسين ديدات، المولود في الهند بولاية كوجرات، سافر إلى جنوب إفريقيا وهو في سن التاسعة وحفظ القرآن الكريم، دخل ديدات المدرسة بعد سن العاشرة محققًا تميزًا كبيرًا بين الطلاب.
ترك ديدات الدراسة بعد الحالة المادية السيئة التي لحقت بعائلته، وعلى الرغم من ذلك استمر بالقراءة والمطالعة، أتقن العربية والإنكليزية ولهجات محلية عدة، في فترة شبابه التحق بدورات تدريبية مختصة بصيانة الراديو والهندسة الكهربائية، عمل ديدات في منتصف الثلاثينات في بقالية، وكان يسمع تهجمًا كبيرًا على دينه إلا أنه لم يكن يعرف الرد أو الدفاع، بعد عمله في المواد الغذائية تدرج في أحد مصانع الأثاث حتى أصبح مديره.
في أواخر الأربعينيات عمل ديدات في مصنع للنسيج بدولة الباكستان، وبعد ذلك عاد إلى جنوب إفريقيا، ليتفرغ للدعوة الإسلامية وتنطلق الحياة العظيمة لهذه الشخصية الرائدة التي ذاع صيتها في الآفاق، وأصبحت رقمًا صعبًا في قائمة المنافحين عن الدين متحزمًا بحجة عالية وبرهان عظيم، يردّ على كل الشبهات ويدحض الأكاذيب والافتراءات، فأسلم على يديه الكثير وهُزم أمامه المحاورون من مختلف الديانات الأخرى.
أنشأ الشيخ ديدات بمدينة ديربان عام 1968 أول مركز إسلامي في جنوب إفريقيا أسماه "مركز السلام"، اهتم ديدات بالدعوة والدفاع عن الدين منذ كان في باكستان، حيث قرأ كتاب إظهار الحق، فتأثر به تأثرًا كبيرًا، ومحور الكتاب هو ردٌ على المنصرين الهنود وهو ما وجده متشابهًا مع معاناته في جنوب إفريقيا، وفي طريق تعلمه درس ديدات على يد فير فاكس وهو عالم بريطاني أسلم وقدّم محاضرات عن المسيحية.
دعوة ديدات للإسلام بدأت بجنوب إفريقيا، في وقت كانت تعاني منه البلاد من التمييز العنصري، فمكث في بلدة نائية، أعدّ دورات متخصصة في دراسة الأناجيل، وانطلق الشيخ أحمد إلى أول مناظرة عالمية في لندن عام 1977، طاف العالم بمحاضراته ومناظراته، ونشر أعماله وأشرطته مجانًا، ومازالت كتبه توزع بدون مقابل حتى اليوم.
لديدات إرثٌ فخم، حيث وضع ما يفوق الـ 20 كتاب، ركزت معظمها على مقارنة الأديان وشرح العقيدة والإسلام، وأهم الكتب هي "هل الإنجيل كلمة الله"، و"العرب وإسرائيل صراع أم وفاق"، في عام 1996 أصاب الشلل جسد أحمد ديدات وأصبح تواصله مع أهله بالإشارات الرقمية حتى وفاته في آب/ أغسطس 2005، ودفن بمدينة ديربان.
ذاكر نايك.. ديدات الأكبر
ذاكر عبد الكريم نايك المولود في مدينة مومباي بالهند عام 1956، ويُلقب بـ "ديدات الأكبر"، هذا العالم المسلم الكبير بانت محبته في قلوب المسلمين في آخر حدث حصل معه، حيث تضامن معه ملايين الناس، إثر سحب الهند لجنسيتها منه ومطالبة ماليزيا حيث يُقيم بتسليمه لها، بتهم "الإرهاب"، وهي تهم يرى مراقبون أنها مسيسة من قبل حكومة ناريندرا مودي ذات التوجهات المعادية للمسلمين.
بدأ نايك تعليمه بمدرسة سانت بيتر الثانوية ثم بدأ دراسة الطب في جامعة بومباي وحصل على شهادة البكالوريوس في الجراحة، عمل "ديدات الأكبر" في الطب لعدّة سنوات، وفي عام 1991 بدأت المسيرة الدعوية للشيخ نايك حينما عمل على تأسيس "مؤسسة البحث الإسلامي" لتدريب الدعاة. ويعتبر من أبرز منظمي "مؤتمر الإسلام والأديان" الذي يعقد سنويًا في مومباي بالهند ويحضره أكثر من مليون مسلم.
أُعجِب الشيخ نايك بأسلوب الشيخ أحمد ديدات الذي اكتسب اسمه ولُقب به، يقول نايك عن نفسه بعد تركه مهنة الطب "لقد انتقلتُ من طب الأبدان إلى طب الأرواح"، وكما المعلم أحمد ديدات سار نايك على طريق المناظرات والمحاضرات مع رجال الدين في الديانات المختلفة، وكانت أهم مناظراته تلك التي أجريت في أمريكا عام 2000، مع المبشر ويليام كامبل تحت مسمى "القرآن والإنجيل في ضوء العلم".
الجديد عند نايك كان حينما ناظر كبار رجالات الهندوس والسيخ والبوذيين، الأمر الذي جعل الشيخ أحمد ديدات يقول لذاكر "يا بني.. لقد حققتَ في أربع سنوات ما استغرق مني أربعين سنة، ولذلك فأنت هو ديدات الأكبر"، حاور نايك الملحدين معتبرًا أن إقناعهم بالإسلام "أسهل من إقناع غيرهم لأنهم لا يعتقدون بوجود إله أصلًا، ولذلك فهم يؤمنون بنصف كلمة التوحيد وهو نفي آلهة الشرك، ولأنهم غالبا يؤمنون بالبراهين العلمية فأنا قادر على مساجلتهم بها لإثبات النصف الآخر وهو وجود الله تعالى، مركزًا على الحقائق العلمية الثابتة وليس النظريات المعرضة للتغير".
أكثر من 1000 محاضرة تعداد ما ألقاه الشيخ نايك في أرجاء العالم، متسلحًا بالبيان وقوة الحجة والبرهان، وحفظه للكثير من نصوص التوراة والإنجيل مع إتقانه للقرآن الكريم، وأسلم على يديه آلاف الأشخاص حول العالم، ويقول نايك: "الأفارقة هم أسهل الشعوب استجابة للحق ودعوة الإسلام، ويليهم الصينيون واليابانيون ثم الشعوب الغربية، أما أصعبها استجابة فهم الهنود لتعدد أديانهم والتمييز الاجتماعي الذي يمارسونه ضد من يترك دينه منهم".
يشير نايك إلى أن منهجه في الدعوة هو "البحث عن كلمة سواء بين المسلمين وغيرهم" مضيفًا: "إفراغ الكأس من المفاهيم المضللة وتصحيحها بمعالجة الذهنيات السلبية، عبر تشجيع المخاطبين على عرض نظرياتهم عن الإسلام حتى ولو كانت مسيئة أو جارحة، ثم أرد عليها علميًا مما يسبب ارتياحًا وانفتاحًا أكثر لديهم".
منعت بريطانيا عام 2010 نايك من دخول أراضيها لإلقاء عدة محاضرات متهمة إياه بـ"الترويج للفكر الإرهابي"، كما اتهمته بنغلاديش بـ"الإرهاب" بعد هجوم دكا الذي راح ضحيته دبلوماسيون دوليون، حينها قررت الحكومة الهندية اعتقاله بسبب "خطابه الذي يحرض على الكراهية"، وهي التهم التي ينفيها الشيخ ذاكر جملةً وتفصيلًا، وكانت الهند قد وجهت لـ الإنتربول طلبًا لإصدار مذكرة باعتقال ذاكر نائيك بتهمة التورط بغسل أموال والكسب غير المشروع.
لنايك رصيد من المؤلفات منها "مفهوم الإله في الأديان الكبرى"، و"القرآن والعلم الحديث"، وحاز على جوائز عالمية ويعتبر من الأشخاص الأكثر تأثيرًا في العالم الإسلامي.
الإمام
أمير الجماعة الإسلامية في الهند الشيخ أبو الاعلى المودودي، ولد في سبتمبر/ أيلول عام 1903 في مدينة أورنك آباد الدكن، بمقاطعة حيدر آباد، تعلم من أبيه اللغة العربية والقرآن والحديث والفقه واللغة الفارسية. اعتمد المودودي على نفسه عندما أُصيب أبوه بالشلل فعمل بالصحافة لكسب لقمة العيش، وعلى إثر ذلك تعلم اللغة الإنجليزية وأتقنها، ليستطيع الاطلاع على كتب التاريخ والفلسفة والاجتماع.
أسس الإمام المودودي الجماعة الإسلامية في مدينة لاهور، والهدف من هذه الجماعة هو الإصلاح الشامل لحياة المسلمين، ودعا أبو الأعلى مسلمي الهند بالانضمام إليها عبر مجلته "ترجمان القرآن"، حيث قال: "لابد من وجود جماعة صادقة في دعوتها إلى الله، جماعة تقطع كل صلاتها بكل شيء سوى الله وطريقه، جماعة تتحمل السجن والتعذيب والمصادرة، وتلفيق الاتهامات، وحياكة الأكاذيب، وتقوى على الجوع والبطش والحرمان والتشريد، وربما القتل والإعدام، جماعة تبذل الأرواح رخيصة، وتتنازل عن الأموال بالرضا والخيار".
عمل المودودي مع مناصريه لدعم قضية فلسطين، كما أنه مع قيام دولة باكستان انتقل للعيش فيها، مؤسسًا مدرسة إسلامية للاقتصاد تعمل على التخلص من الإرث البريطاني. وكان المودودي ألقى خطابًا له في كلية الحقوق طالب فيه بتشكيل النظام الباكستاني طبقًا للقانون الإسلامي.
ارتبط الإمام المودودي بسيد قطب ارتباطًا وثيقًا، يقول سكرتيره الشيخ خليل الحامدي: "في أحد أعوام الستينيات بمكة المكرمة دخل شاب عربي مسلم على الأستاذ المودودي، وقدم له كتاب (معالم في الطريق) لمؤلِّفه سيد قطب، وقرأه الأستاذ المودودي في ليلة واحدة، وفي الصباح قال لي: كأني أنا الذي أَلَّفْتُ هذا الكتاب، وأبدى دهشته من التقارب الفكري بينه وبين سيد قطب، ثم استدرك يقول: لا عجب؛ فمصدر أفكاره وأفكاري واحد، وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم".
كان المودودي معجبًا ومعنيًا بكل ما تخطه يد محمد إقبال، وكذا كان إقبال مهتمًا بما يكتب الإمام، يذكر الشاعر أن "هذا الشيخ يعرض دين الرسول صلى الله عليه وسلم بقلم مداده الدم"، أما المودودي، فيقول: "كان بيني وبين إقبال انسجام كبير في الآراء، والمخطَّط الذي كان في ذهني كان نفسه في ذهن إقبال"، وحين بلغته وفاة إقبال بكى قائلاً: "فقدتُ أكبر سندٍ لي في الدنيا بموت هذا الرجل العظيم".
يحاول البعض إلباس المودودي ثوب التطرف والإرهاب، وفي هذا الصدد "يقول أحد تلامذته وأعوانه وهو الأستاذ غلام أعظم: "الحكومات السابقة كانت لا تجد اتهامًا حقيقيًا فتلجأ إلى الاختلاق، كي تنال من الجماعة الإسلامية عن طريق تشويه السمعة، فمولانا المودودي يعارض بشدة استخدام السلاح في الدعوة، وقد طلب منه الجيل الجديد عدة مرات السماح له بالدفاع عن النفس باستعمال القوة ضد العناصر المعارضة، التي تستعمل القوة في مواجهة الجماعة الإسلامية، ولكنه أبى عليهم ذلك؛ لأن الإسلام إذا لم يكن حاكمًا فاستعمال أبنائه السلاح يُعَدُّ بمثابة انتحار".
أما الشيخ القرضاوي الذي يثني شديد الثناء على الشيخ المودودي ويُفرد من أجله البحوث فقد وصفه لأنه "عاش للإسلام ومات للإسلام"، وفي مقال له عدد القرضاوي الأمور التي تُؤخذ على الشيخ المودودي ومنها قضية الحاكمية، ويعتبر المودودي أشهر من نادى بالحاكمية، وانتقد الديمقراطية وله حديث في النظرية الثيوقراطية، كما أنه كان ينتقد التاريخ الإسلامي بشكل شديد، وبهذا الصدد "وجه الأستاذ المودودي ضربة قاضية إلى الحضارة التي نسميها إسلامية في قرطبة وبغداد ودمشق ودلهي والقاهرة، وقطع أي صلة لها بالإسلام، لما كان في قصور حكامها من الترف والملذات الدنيوية".
وعن الانتقادات للمودودي يقول الشيخ القرضاوي: "وأود أن أسجل أن رأي المودودي في التاريخ الإسلامي- وإن انتقدناه وأنكرناه- لا ينال من إمامته ومكانته الفكرية والدعوية، فكفى المرء نبلًا أن تعد معايبه، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث".
توفي المودوي في عام 1979 ودفن في مدينته لاهور، وأمّ المصلين على جثمانه الشيخ يوسف القرضاوي، ويذكر القرضاوي عن تشييع الشيخ أبو الأعلى "لم أرَ في حياتي تجمُّعًا لصلاة أو لغيرها، مثل هذا التجمع، الذي كان على رأسه رئيس جمهورية باكستان الرئيس ضياء الحق رحمه الله. وكان هذا التجمع الإسلامي الكبير دليلًا على مكانة هذا الرجل في قومه، وإن كان هناك مَن يخالفونه في بعض المسائل، ولكن جمهور علماء باكستان ودعاتها ومثقفيها، يعرفون منزلة الرجل، ويقدرون فكره وفقهه وجهاده، ووقوفه في وجه الحضارة الغربية الغازية".
كثيرةٌ هي الشخصيات الهندية المسلمة التي يستطيع المرء أن يُفرد لها المقالات والأبحاث، فقد أنجبت تلك البلاد علماء أثروا الحياة الفكرية والدينية والثقافية، وخاصة أولئك الذين نافحوا عن هوية الأمة المسلمة ووقفوا في وجه الحملات التي تستهدفها.