تحية عربية مملوءة بالمحبة وأمنيات التوفيق لكافة المنتخبات بكأس العرب في دوحة العرب، ونشتاق للمنتخبات التي لم تشارك، وندعو المولى عز وجل استمرار التميز والتقدم ورعة التنظيم للحبيبة قطر،
ومن لا يشكر العباد لا يشكر رب العباد، ومتعة وقمة العرفان والتقدير تكون بالشكر والاعتراف، ومن القلب نقول شكرا قطر قيادة وشعبا وحكومة ولكل من شارك بالتنظيم والتحضير، فعلا عمل كبير وجهود جبارة وإبداع في التنظيم، وإيصال رسائل تعكس المعنى الحقيقي لكرة القدم، وأن الرياضة تجمع ولا تفرق وتصلح الكثير من الامور وتتجاوز المنغصات والمعيقات وتمثل التنافس الشريف والمتعة وأخلاق الفرسان.
بشكل عام كرة القدم تستحق الاهتمام وبشكل خاص بطولة كأس العرب تستحق الاستمرار وعدم الانقطاع، ولها من الأهمية والروعة والمعاني والأهداف ما يبرر ذلك، والحمد لله فقد عادت بعد سنوات من الغياب ببريق وهاج وألق وتألق وشكل استثنائي ومظهر جميل وخلاب وجذاب وإبداع في الأعمال والأفكار والشكل والمضمون.
حتى في اسم وشكل الملعب (ملعب البيت) الذي شهد الافتتاح، ورغم أنه ثاني أكبر الملاعب التي ستحتضن لقاءات المونديال لكن فيه من الرسائل الهادفة ما يسعد البال والخاطر ويطابق الواقع، ويشكل محاكاة بين الماضي والحاضر.
فهو وإضافة إلى الجمالية في الشكل فإن فيه تمسك بتاريخ واعتزاز بعراقة وأصالة وعادات وأمور لها الكثير من الرمزية والقدسية، ومن حيث الاسم فإنه يؤكد أننا بيت واحد، وأخوة وعائلة واحدة متماسكة، ولنا تاريخ وإرث وأمجاد تشرف وحاضرنا بتقدم ومستقبلنا مشرق.
الافتتاح في قطر يختلف والتاريخ والماضي يثبت ذلك، وإن لم يكن ذلك الافتتاح الأجمل فهو من الأجمل لافتتاحيات البطولات، وتفوق على بطولات عالمية بالروعة والإتقان والمهنية والاحترافية والنموذجية،
افتتاح لامس وجدان كل عربي وكل رياضي لا بل تشوق وتمنى أن يكون مشاركا وحاضرا للافتتاح الباهر الذي غطى وتناول جميع الجوانب سواء كانت وطنية أو علمية أو ثقافية أو جمالية أو موسيقية أو تصويرية أو تاريخية .....الخ.
افتتاح البطولة برعاية صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وبحضور انفانتينو رئيس الاتحاد العالمي لكرة القدم (فيفا) وبحضور زعماء وأمراء وعلماء وأصحاب فكر واراء أكد على ثوابت في مشاعرنا وقلوبنا وعقولنا ومبادئنا ومعتقداتنا.
مثلما أكد ان قطر تختلف وتبدع وتتميز وبما تقوم وكيف تسخر الإمكانيات ونحن بذلك نعتز ونفتخر، ومن واجبنا أن نشيد ونقدر ، نعم قطر تؤكد أحقيتها في تنظيم المونديال العالمي وأن العرب دائما قادرين ويستحقوا ذلك، والبعض يقول أن البطولة هي اختبار أخير قبل ذلك المونديال أو بروفه، وانا شخصيا لا أميل إلى ذلك المصطلح لأن قطر لا تحتاج إلى اختبار وأكبر من الشك بقدراتها واحقيتها في الاستضافة والتنظيم العربي لأول مرة للمونديال العالمي، وبطولة كأس العرب أكبر وأعظم مثال وأقوى دليل إثبات ولا حاجة للاختبار.
واما عن البطولة فنيا فإن لقاءات الجولة الأولى تبشر بالكثير وتؤكد أن المستقبل الكروي العربي بتقدم وتميز،
وأن بطولة كأس العرب تستحق الاهتمام والمتابعة والشغف الجماهيري لمتابعتها، والجولة الأولى من كل مجموعة قدمت مؤشرات حول الهدف والغاية، وإمكانية الوصول إلى الأدوار المتقدمة في بطولة تحظى بالعديد من الأمور الاستثنائية والتاريخية والفريدة، ومنها الحضور لشخصيات وقيادات ورؤساء اتحادات ورعاية الفيفا، وحجم المتابعة الجماهيرية والإعلامية وقيمة الجوائز، وأجزم أن البطولة ستساهم في خلق فرص احترافية وزيادة نجومية العديد من اللاعبين المشاركين.
بطولة كاس العرب في قطر حدث أكبر من الكلمات ولا تصفه الأشعار ووصفه البعض أنه يصل حد الخيال، واقول أحيانا يكون الواقع أجمل بكثير وأعظم بشكل كبير من الخيال وهذا ما ترجمته وعكسته قطر، وبطولة كاس العرب تعكس وتؤيد ما سبق، والله نسأل أن يحفظ سائر أوطاننا ويديم علينا نعم الأمن والأمان والرخاء والاستقرار، وأن تحرر فلسطين الغالية التي ستبقى بوصلة الجميع وقضيتنا المركزية والأولى بالاهمية، وهي عشقي وعشق الجميع و تعيش في قلب ونبض كل عربي.
وختاما نكرر الشكر وعظيم الامتنان.
شكرا قطر شعبا حكومة وقيادة.
شكرا صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه ومسعاه.
وإن كان بالعمر بقية يكون لحديثنا بقية.