مدار الساعة - اعتذرت الكاتبة الأمريكية، أليس سيبولد، عن دورها في الإدانة الخاطئة لرجل برأته المحكمة الأسبوع الماضي من تهمة اغتصابها في عام 1981.
ووصفت الكاتبة في مذكراتها التي كان عنوانها "محظوظة"، عملية تعرضها للاغتصاب، وأخبرت الشرطة بعد ذلك أنها شاهدت رجلا أسود في الشارع تعتقد أنه من هاجمها.
وألقي القبض على أنتوني برودووتر ثم أدين، وقضى 16 عاما في السجن.
وقال بيان أصدره محامي برودووتر، إنه "مرتاح لاعتذارها".
ماذا قالت في الاعتذار؟
وقالت سيبولد في اعتذارها: "أنا آسفة جدا لأن الحياة التي كان من الممكن أن تعيشها سُرقت منك ظلما، وأنا أعلم أنه لا يمكن لأي اعتذار أن يغير ما حدث لك، ولن يغيره أبدا".
وأضافت أنها أمضت الأيام الثماني الماضية تحاول "فهم كيف يمكن أن يكون هذا قد حدث".
وقالت: "سوف أتقبل الحقيقة التي مفادها أن مغتصبي، على الأرجح، سيظل مجهولا، وربما يكون قد اغتصب نساء أخريات، وبالتأكيد لن يقضي في السجن أبدا فترة كتلك التي قضاها برودووتر".
كيف وصفت مذكراتها الحادثة؟
باعت الكاتبة أكثر من مليون نسخة من مذكراتها، وكانت هي التي أطلقت مسيرة سيبولد المهنية بوصفها روائية. وكتبت بعد ذلك رواية "ذا لافلي بونز" التي تحولت فكرتها إلى فيلم أنتجه بيتر جاكسون ورشح لجائزة الأوسكار.
وأعلن ناشر مذكراتها الثلاثاء أنه سيتوقف عن توزيعها خلال فترة عمله مع سيبولد "للنظر في كيفية مراجعة العمل".
ووصف الكتاب بالتفصيل كيف تعرضت سيبولد للهجوم عندما كانت في الـ 18 عاما في جامعة سيراكيوز في نيويورك.
وبعد أشهر من ذلك ذكرت أنها شاهدت رجلا أسود في الشارع اعتقدت أنه من اعتدى عليها، وأبلغت الشرطة بذلك.
ثم احتجز ضابط برودووتر، الذي أفادت تقارير بأنه كان في المنطقة في ذلك الوقت.
وبعد اعتقاله لم تتعرف عليه سيبولد عند اصطفافه مع آخرين في استعراض للشرطة واختارت رجلا آخر. لكن برودووتر حوكم على أي حال، وقالت سيبولد في المحكمة إنه مهاجمها. وأدين بناء على روايتها، وتحليل مجهري لشعرها.
وعقب إطلاق سراحه من السجن في عام 1998، ظل اسم برودووتر في سجل مرتكبي الجرائم الجنسية.
ولكنه برئ في 22 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد أن تبين من إعادة النظر في القضية أنه أدين على أساس أدلة غير كافية ولم يعد موثوقا بها الآن.
من الذي كشف الحقيقة؟
كُشف الخطأ في إدانة برودووتر بعد أن أثار منتج تنفيذي يعمل على فيلم مقتبس عن مذكرات سيبولد "محظوظة" تساؤلات بشأن القضية، ثم استعان بعد ذلك بمحقق خاص.
وقال تيموثي موشيانت لبي بي سي: "لاحظت أن بعض الأمور غير عادية في نظام العدالة الجنائية الأمريكي - وتحديدا إجراءات الاصطفاف، حين اختارت أليس الشخص الخطأ باعتباره مهاجمها ... لكنهم حاكموا برودواتر، بدلا منه".
وأضاف أنه باح بمخاوفه تلك لأعضاء آخرين في فريق الإنتاج، ولكن أكد له أن الكتاب فحصه محامون وراجعوه بدقة.
وقال: "في يونيو/حزيران ابتعدت عن الصورة، و ... بعد حوالي أسبوع أو نحو ذلك، اتصلت بمحقق خاص".
وقال موشيانت إنه عين المحقق الأربعاء، وبحلول يوم الجمعة كان الرجلان مقتنعين بحدوث خطأ في تطبيق العدالة.
ووصف ما حدث بأنه "مأساة مروعة ... ليس فقط من حيث الاعتداء المؤسف على أليس، ولكن أيضا بسبب الاعتداء مجازيا على أنتوني برودووتر، الذي قضى 16 عاما في السجن، وظل 23 عاما بعد ذلك مجرما جنسيا مسجلا".
وقال موشيانت إنه "من المستحيل" عليه "إلقاء اللوم على أليس سيبولد، عندما كانت في الـ 18" بسبب الإدانة الخاطئة.
وأضاف "قرأت اعتذار أليس، وكان أنتوني كريما للغاية بقبول هذا الاعتذار، وأنا فعلا أحييه على ذلك".
وقالت وكالة أسوشييتد برس للأنباء إن برودووتر، البالغ 61 عاما، بكى "فرحا وتنفس الصعداء" عند سماعه نبأ براءته من الجريمة.