أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية شكوى مستثمر شهادة مناسبات جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

القضاة يكتب: حكومتنا لم تحقق للاردنيين أمنية واحدة

مدار الساعة,مقالات,كورونا
مدار الساعة ـ
حجم الخط

د.علي منعم القضاة

إنَّ الزَنَاعِمْ والبَلاطِمْ
صرنا نعود كل أسبوع من صلاة الجمعة، وحسبنا أننا أسقطنا الفريضة، لا معلومات جديدة، ولا طريقة مفيدة في قراءة ما يملى على الخطباء من كلام مكرور، وقد ذكرني هذا بمقولة رويت عن أحدهم، في فعالية عامة؛ لم يعرف أن يقرأ ما كُتب له في موعظة طُلِبَ منه أن يلقيها في مناسبة دينية؛ فبدل أن يقرأ: "إنَّ الزَنَا عَمَّ والبَلى طَمَّ"، قرأها كالآتي: "إنَّ الزَنَاعِمْ والبَلاطِمْ"، فاتقوا الله عباد الله. اختصر أربع كلمات تحذيرية، في كلمتين لا علاقة لهما باللغة العربية، ولا بالمواعظ الدينية، جمع لنا الواعظ كبيرة الزنا، والتحذير من أنه عمَّ وانتشر في أنحاء البلاد، والتحذير من البلاء الذي أصبح طاماً، في مصطلح غامض، مفهوم خطبة الجمعة لمعالجة أمور الناس خلال أسبوع.
كلمة يا ليت "عمرا" ما كانت تعمر بيت
هكذا هي تصريحاتنا المتكررة، والمحذرة من انتشار الوباء، والتحذيرات من العودة للإغلاق الشامل، بسبب الآلاف المؤلفة لأعداد الإصابات، التي لم يسبق لها مثيلاً من أيام بدء ظهور الجائحة!!، إذ كيف لنا أن نقوم بواجبنا الوطني بتحذير ذوينا، وأحفادنا وننصحهم باستخدام طرق الوقاية، والمحافظة عليها وهم يرون حثالة العالم يُستقبلون في أردن الحشد والرباط استقبال الفاتحين؛ لإقامة حفلات صاخبة، وسهرات ماجنة، تحوي كل أنواع الفجور، دون مراعاة لقدسية الأرض، ولا مراعاة لظروف الوباء. ليت الوزراء والمسؤولين، لا يصرحون أي تصريح تحذيري حول كورونا، وهم شخصياً غير مقتنعين بما يقولون للناس، ليت للتمني وتفيد عدم الحصول؛ لكن ألف ليت تتعاقب بعدها عن ألف أمنية لن تتحقق، وهذا ينسجم مع مسيرة حكومتنا التي لم تحقق للشعب أمنية واحدة.
نبع كورونا فياض ودفاق
ما كان كورونا بِدْعَاً من الفيروسات، وليست بالمرة الأولى التي تغزو فيها الفيروسات مناطق مختلفة من العالم، لا بل إنه لم يكن الأخطر على مستوى الفيروسات العالمية، التي اختفت وتلاشت ولم نعد نذكرها إلا من قبيل التدليل، أو الإشارة إليها. لكننا وحتى تختفي كورونا، ويجف نبعها، كما جفت السدود في بلادي؛ يجب أن نجد لقاحاً ضد الظلم وأن نصنع لقاحاً يقيم العدل!، وأن نتناول لقاحاً ضد النفاق! الذي خرب البلاد والعباد! وأن نبتكر لقاحاً! ضد الفساد! الذي عم البر والبحر؛ كما في قوله تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}! قبل أن نطالب بالجرعة الثالثة، ولا بالتباعد بين الطلبة والمصلين، والتغافل عن حفلات المجون.
أرقامنا قياسية
كنا إذا وصلت الإصابات في الأردن (100) إصابة كورونا، ضج منا الصغير والكبير، وخرج علينا الدكتور سعد جابر ذكره الله بخير، واللهفة في عينيه خوفاً على مجتمعه؛ لكننا اليوم نقرأ عن (3677) إصابة بالفيروس، دون تصرف حقيقي من الحكومة للوقاية. كيف يمكن للناس أن يقبلوا رؤية كل أسباب كورونا، ويقتنعوا بقول وزير، أو مسؤول يظهر على الشاشات مُتجاهلاً أسباب رفع البلاء، وتجفيف الوباء، فليست الأسباب الوقائية الصحية وحدها كافية، لتجفيف جذور الابتلاء الحقيقية، فقد عمَّ الفساد وساد في كل ركنٍ ومفصل من مفاصل حياتنا.
مدار الساعة ـ