انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

مساعدة يكتب: في حضرة بادي عوَّاد الرديني أحد أبطال معركة الكرامة الخالدة

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/20 الساعة 13:21
حجم الخط

بقلم المـهنـدس عــادل محمد مسـاعدة - الامارات

عندمَا نَكْتُبُ عَن كِبارِ البَلد يَنحنِي القَلمُ اجْلالاً لَهمْ وتتعَطرُ بِشذَى ذِكرهم الكلمات ، فكيف اذا كان الحديثُ عن هامةٍ أردنيةٍ وطنيةٍ فيها الجلالُ والعُنفوان، تَرتسمُ على مَلامِحها الرفعةُ والمَهابةُ، نكتب عن قائدٍ نبيلٍ شُجاعٍ بالفطرة، فِرْناسٍ غِطْريف وباسلٍ مقدام ، أميرٍ من أُمراءِ جيشنا العربي الجَسُور حيث كان مثالاً للجُنديةِ والحِكمةِ والقيادةِ والوفاءِ للشرفِ العسكري، الزَّعيمُ البطلُ بادي عَوَّاد الرُديني إبنُ الأردنِّ البار وابنُ قبيلةِ بني صَخر الذي لاقى وجهَ ربِّه تقياً نقياً طاهراً ، رحمه الله تعالى وأكرمَ نُزلَــه.
انتابني شعورٌ أنَّ مِدادَ القلمِ لا يكفي للحديثِ عن مآثرِه وصِفاته، ولا تُسعفُ كاتَبها المَعاني كي تعطي الرَجلَ حقَّه، ويَحسُّ بالعجزِ مهما كانت بلاغتُه ومَا تختزنُ ذاكرتُه من رصيدِ الكلمات، فأنتَ تكتبُ عن أنفةٍ وكبرياءْ ورِفعةٍ وعطاءْ، عن رجلٍ طاولتْ همتُّه السَّماءَ وعانقتْ عَزيمتُه النجومَ وصافحتْ هَيبتُه الغيومَ حيثُ كان يرسمُ لَوحاتِ النًصرِ على ثَرى الوَطنِ الْجَميل.
عن مَاذا نَكتبُ؟! عن أبي أمْجد الإنسانْ الذي كان يجمعُ بين الحَزم والقائد العسكري الشُجاع والرجُل البَسيط المُهَاب الذي كان يأسرُ مُحيَّاهُ وتواضُعُه الجَّم قلبَ كلِّ مَن التقاه، أمْ عنْ البَطل صاحب الدَّور المشهود الذي ما زالَ ذكُره يُعطِّر مَيادين النصرِ على أرضِ الاردنِّ الحَبيبةِ وثَرى فلسطينَ االأَبيّة مسجَّلا سُطوراً من ملاحِم البطولةِ والشجاعةِ والفداءْ، شهدَ له فيها كلُّ من كان مَعه من رفاق السِّلاح.
ذلك البطلُ الانسانُ الذي رضعَ من أرضِ الأردنَّ الطَهورِ وتَعطَّرَ من أرضِ الحَشدِ والرباط ، حيثُ ميادين الوغى والْمَجد ، كان له مع البطولةِ والنصرِ موعدٌ حَيثما وطِأتْ قدماه ، رجلٌ ما لانتْ له قناة ، كان يقولُ كلمتَه ، لا يخشى في الله لَومةَ لائمٍ حتى اختارَه المولى الى جوارِه ليلقاه صابراً راضياً مرضياً.
قرأتُ عنه وعن بطولاتِه وعن سماتِه وصفاتِه وسمعتُ عنه من كلِّ مَن التقاه ، كل من عرفَه يروي عنه موقفَ رُجولةٍ وعزٍ ، كيف لا وقد شَهدتْ له ميادينُ الوغى وسَاحاتُ التدريب التي عشقها وزرع فيها بذورَ المجدِ والكرامةِ والسؤدد.
بَطلٌ رَابِطُ الجَأش من إبطال جيشنا العربي كسرَ ورفاقه الأبطال شوكةَ العدّو الصهيوني المتغطرس واذاقوهم طعمَ الذُلِ وجرَّعوهم مرارةَ الهزيمةِ في أكثر من مَوقعَة، عَلمٌ من أعلام الأردن الشامخة ، مِن الذين رَفعوا راياتِ العزِ والمجدِ على سفوحِ الجبالِ والبَوادي دِفاعاً عن الأردن الغالي وثرَى فِلسطينَ الحَبيبة، بَطلٌ عَشِقتْ خُطواتِه ذرَّاتُ ترابِ جبلِ المكبر، وها هي الرُوح الطَّاهرةُ فاضتْ الى بارئِها لترفرفُ في سماءِ القدسِ الحبيبة الذي كان له مَعها قِصةُ عِشقٍ لا تُنسَى.
شَهِدَ وقَادَ ورفاقَه الصَنادِيد مَعاركَ كثيرةً منها معركة النبي صالح، ومعركة باب العمود، وباب الواد، واللطرون، وكأنّي به وصَحْبه الأسودِ الرابضينَ بين الجَنبات، يومَ كانوا يزأرُون في وجهِ الصَّلفِ والغُرورِ، يصّوب رَميَهم عزيمتُهم وصبرُهم وحبُّهم وايمانُهم بالوَطن الذي آمنوا به وأقسَموا على حمايته من المَدِّ الأسودِ الذي كان يسعى الى فرضِ وصايتِه على أرضِ الرسالات.
لله درُّك أبا أمجد كمْ كُنتَ عظيماً، لك تنحني الهاماتُ اجلالاً وتقديراً، فأنتَ الجَسورُ الشَّهمُ الذي لم تلِنْ لكَ قناة ولم تفترْ لك عزيمةٌ سواءً في ميدان المعركةِ التي كنُت فيها رَمزاً للبطولةِ والفداء او في مُعتَركِ الحياةِ العامةِ التي كان لك فيها أثرٌ بارز وأيادٍ بيَضاءَ ومَواقفُ وطنيِّة لا تُنسى كمَا هو دَيدَنُ الأبطال القدوة.
ها أنتَ ترحلُ سيِّدي، وكم ستكونُ فرحتُك كبيرةً ويَحتضنُكَ تُرابُ الوَطن الذي عانقتْ ذَرَّاتُه جَسدَكَ الطَيبَ الطَاهرَ في شَرقِ النهرِ وغَربِه وعلى امتدادِ الوطَنِ الكَبير، نَمْ قريرَ العَينِ، فرفاقكَ في السِّلاحِ اشتاقوا لك ايُّها الحَبيبب، الحُسين بن طلال العظيم، الشهيد وصفي التل ، حَابس المجالي، مشهور الجازي، الشهيد فراس العجلوني وغيرُهم الكثير من أبناء وطني وكلُّهم مِقدام، كان لكلِّ واحدٍ منهم مع البُطولةِ قصةٌ، كلُّهم ينتظرونَ مَجِيئكَ، فاقْرأهم مِني ومن الوَطنِ السَلامْ .
الوالدة الفاضلة أُمَّ أمجد، اخي العزيز أمجد بك، اختي العزيزة أم غيث.
القائد العسكري بادي عوَّاد الرديني لمْ يَمُتْ، لقد كُتبَ اسْمُه فِي سِجِّل الخَالدِين، تَركَ ارْثاً تَفخرونَ بِه ويَفخرَ بِه الوَطنْ، وسيبقى رحمه الله قِصةَ بُطولةٍ نَرويها للأولادْ والأحفادْ كَي يَتعَلموا مَعانِي البُطولةِ والتَضحيةِ والفداءْ، ليبقى الوَطنُ حُراً مُصَاناً، عَزيزاً شامخاً، عَصِّياً على كلِّ عدّو وَطامعٍ ومُتخاذل.
لَنْ أُعزيكمْ، ولَنْ أُعزِي الوَطنْ، لأنَّ سيرةَ فَقيدِنا سَتبقى في الذاكرةِ الوطنيَّةِ التي تحمل وتختزنُ أسماءَ الصادقين الذين نافحوا عن ترابِ الوَطن بصدقٍ ورجولةٍ لتروي لنا وللأجيالِ القادمةِ حكاياتِ رُجولتهِم وَصبرهِم وسيبقى أثرهُ الطَيِّب حَيَّا يَعيِشُ في القُلوبِ النَقيةِ الطَاهرةِ يَستنفِرُ الهِممْ ويَمدنا بالعَزيمةِ والأمَلْ .
الى جنَّاتِ الخُلد أبا أمجد مع الصدِّيقين والشُهداء والصَّالحين وحُسُنَ اؤلئكَ رفيقا.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/20 الساعة 13:21