مدار الساعة - البطالة ترتفع، والمديونية تزيد ولا تنقص، وأردنيون على قارعة طرق مدن العالم؛ خائفون من وطنهم. هرباً من ملاحقات التنفيذ القضائي.
من حيث بشر الخصاونة كشخص، له كل الحق في أن يشتكي على كلِّ من يعتقد أنه يسيء له.
أما من حيث أن الخصاونة رئيسٌ للوزراء، فها هنا كلمة مختلفة، بل هي يجب أن تكون مختلفة.
الرئيس ليس حالة شخصيّة، لا تدخل، لا هو، ولا الوزراء من خلفه في عباءة اغتيال الشخصيّة. ألا يكفي أن بعض سَكَنَاتهم يغتالون قلوب الأردنيين؟
من قرر أن يسبح فكيف يلوم الماء أنها بللته.
على أية حال. الرئيس رفع قضية على الناشط كميل الزعبي. والرئيس تذكر أن يقتدي بالنهج الملكي في الصفح والعفو بإصدار الملك عبدالله الثاني عفواً خاصاً عن المحكومين بجرم إطالة اللسان مؤخراً، ولهذا طلب من محاميه إسقاط الشكوى التي كان قد تقدم بها لدى القضاء ضد الزعبي.
السؤال هنا سياسي: ما الفارق المهم الذي كسبه الأردنيون من كل هذا سوى أن رئيس وزرائهم انشغل عن خدمتهم بقضية ما.
لِمَ إذن كل هذا الخض في المياه طوال الوقت الماضي، في قضية الزعبي؟ ألم يكن أجدى أن يتذكر المسؤول انه مسؤول وأن المطلوب منه أن يخفض جناحه للمواطنين؟
فعل أم لم يفعل. هذا لن يدخل ربطة الخبز الى مطبخ مواطن ملدوغ. ولن يعيد أمير الى حضن والدته، ولا يعيد كرامة مهدورة لمواطن لا حظّ له في واسطة.