انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

ضرير كريم يبكي إهدار كرامته.. فماذا تريد التنمية الاجتماعية من أبي أحمد؟

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,التنمية الاجتماعية
مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/18 الساعة 14:01
حجم الخط

مدار الساعة - تركوا كل الدنيا، وانشغلوا بأبي أحمد. وضعوه في باص الاعتقال. أهانوه. قالوا له ما لا يليق. عنّفوه.

وَلَدٌ بعمر أحفاده ادخله باص الاعتقالات وهو يسمعه كلاماً لا يجرح، بل يقتل.
فهل هذا هو المواطن بيننا؟
أما هو فلا يريد إلا أن لا يهدر أحد كرامته. فهل هذا كثير فينا؟ هو لا يريد سوى أن يعاملوه إنسانا. إن كان صعبا ان يعاملوه كمواطن بلا واسطة.
إن أبا احمد بيننا مهان مطارد من موظفين في التنمية الاجتماعية على وقع الشتائم: يا كذاب. يا متسول، وفق ما قال ابو احمد لمدار الساعة.
من الكذاب يا أنت. من المتسول يا هذا؟ إن رجلاً يبيع محارم فاين وأقلاما وسط البلد، لا يريد الا ان يعيش ما تبقى له ثم يمضي. لكن في هذه الإدارات هذا كثير ومحال.
الستيني البائس مهان. ألست مواطنا يا أبا احمد؟ كن مهانا اذن.
لا يريدون ان يدعوا في روح أبي احمد كرامة. وفي روحه كرامة لو وزّعت على جبل لكفته. لكن كيف يرى ذلك موظفون تائهون.
دعوا اذن من لا يملك واسطة مهانا. من لا يملك ما يمنعه من الإهانة.
انتم غالبا تعرفون أبو احمد. بائع محارم الفاين وسط البلد.
الشيخ الطيب. الشيخ صاحب الشيب المشتعل. ذو الطلة الكريمة، ذو الهيبة المهدورة.
المطارد من فرق التنمية الاجتماعية كأنه مجرم. المعتقل في باص اعتقالات المتسولين.
يقول لهم: لست متسولا يا عم.
- انت كذاب. ادخل باص الاعتقالات يا كذاب. فتّشوه..
عندما فتّشوه لم يروا معه سوى 6 دنانير. ثلاثة منها من بيعه وثلاثة كانت معه.
هذه هي التهمة.
انظروا إليه. من يرى هذا الشيخ الكريم يرى فيه هيبة وان باعت الأقلام والمحارم.. لكن من قال إن الكريم عزيز فينا؟
ذو البصيرة يرى ان الشيخ الطيب يبيع لئلا يتسوّل.
اتركوه وشأنه يا قوم. ضرير يريد ان يعيش بكرامة بعد ان قصّرت الحكومة معه. بعد ان قصّرت ولم تمنحه حقه علينا. وليس هذا وحسب، بل وطاردته أيضا كأنه مجرم.
أبو احمد الشيخ الطيب. الستيني مطارد من موظفين بالتنمية الاجتماعية، ملقى على قارعة جلسة المحاكمة بتهمة التسوّل. وما تسوّل ولا يتسوّل، بل يعيش بكرامة الأقلام والمحارم. وكرامة الأقلام والمحارم لا يعرفها الاذلاء.
لحظة عين تنظر في أبي احمد فتدرك ان الرجل كريم وأن الرجل عزيز. وأن العزيز يبكي قهر الرجال.
بيننا ضرير ملاحق لأنه لا يريد ان يتسوّل.
بضع دنانير يحصّلها من بيع محارم الفاين. حتى شركة المحارم قدّرت له منزلته وأكرمته. أما نحن. أما الحكومة فكأنها تمارس ما اعتادت عليه من إهانة المواطن.
أنت مواطن إذن أنت مهان. هل هذه هي المعادلة؟
من لا يملك حيلة. صاحب الشيب الذي اشتعل، والتعب الذي عمّ لا يتركونه وشأنه. وكأن الهدف هو اهدار كرامته. أما لم؟ فاسألوهم هم.
أما عن رجلي الامن الذي دفعوه الى داخل باص الاعتقالات فحدث عن الاهانات التي تلقاها وتخيّل.
هذا هو أبو احمد الضرير منذ نحو ثلاثين عاما، والذي تخلت عنه الدولة.
لم تتخل التنمية الاجتماعية عنه بل حوّلته الى مجرم مطارد، يوضع في باص الاعتقالات ويهان. وكأن المواطن هو المهان.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/18 الساعة 14:01