الإخوان المسلمون وموسم الهجرة إلى الرابع..

مدار الساعة - لقمان إسكندر - المراقب للإخوان المسلمين اليوم يدرك أن تفاؤلا - وإن كان كأن الريح تحته - تهشّ له الجماعة، وهي ترى الخطوات التي تنتهجها الدولة في طريقها لحياكة ثوب الاصلاح السياسي.

"كن على مقاسنا يا ثوب". يهمسون للثوب وحائكه، أو كأنهم يحلمون ان يكونوا هم له، أو أن يكون هو لهم.

تحلم الجماعة، اليوم، بأن ترتدي الثوب، كما ارتدته اختها في المغرب، مثلا، ثم انهم يقولون: ستكون تجربتنا مختلفة.

هذا وما زال مقصّ الحائك يمرّ على قطع القماش الاصلاحي، قطعة قطعة، ولما يصير الى شكله النهائي.

ما هو مؤكد هو أنها - أي الجماعة - ومع تسارع صخب صوت ماكينة الدولة لصناعة الثوب؛ وارتفاع صوت دندنة الحائك، فرحا بما يصنع، مشغولا بالتفاصيل. ينشغل الشيوخ هذه الايام في غرفة القياس، بحثا عمن يصلح منهم لِيَلبس.

يريد الشباب أن يكونوا جاهزين إذا ما عرض عليهم ارتداء الثوب. ربما. لكن ماذا لو كان الثوب قطعا وليس قطعة واحدة، ثم قيل لهم: هيا ارتدوه مع المرتدين؟

يبدو أن الانتخابات المقبلة، ستكون مطحنة. فهل ما يجري اليوم ان أحدهم يعمل على تجهيز صحن ومدرجات حلبة الموت الرومانية، التي سيتصارع فيها المتنافسون - إسلاميون وعلمانيون ويسار وقوميون والمستقلون الطامحون - حتى الإزهاق سياسيا، فيما على المدرجات من يتلذذ بمتعة بالمشاهدة. لم لا.