لا اعلم ان حدثتكم عن هذه الحكاية قبلا أم لا ..المهم انني في مرحلة من مراحل مراهقتي كنت أموت في النكت ..ابحث عن أية نكتة جديدة لأسمعها ..لم تكن أدوات اليوم الحديثة متوفرة ..و النكتة إما تسمعها من الشخص مباشرة أو في مسرحية أو أشرطة الكاست (أبو عجلين ) ..وكان سيد الأشرطة حينها الفنان المصري ( حمادة سلطان ) ..
كنتُ في مخيم البقعة حينما ( حوّشت) ثمن شريط الكاست و ذهبت للاستريو ..وما زالت للان لديّ عادة سيئة لا استطيع التخلّص منها ..وهي المشي السريع ..لا استطيع ضبط ايقاع حركات قدميّ على حركات أقدام الاخرين الذين يمشون معي ..وياما خسرت (مزز) بسبب هذه العادة السيئة ..
المهم ..مشي سريع ..ووجه أردني ( كشر ) بطبيعة الحال ..ودخلتُ الاستريو ..الشاب الذي كان في المحل ارتعب من منظري ..واحد دخل عليه كالمقتحم و كشرة تقطع الأمل و التفاؤل ..فوقف كالملسوع وقال لي بصوت متهدّج : شو في ؟؟ ..قلت له : بدّي شريط نكت ..!!
ارتمى الشاب على الكرسي و أخذ نفساً عميقاً ..ثم نظر إليّ وقال لي مع ابتسامة لم تفارقني : جاي هيك وبدك شريط نكت ..لو بدك تهاوش كيف تيجي ..؟؟ ضحكنا و اشتريت الشريط وطلع بايخ و حرّمت اشتري نكت بعدها ..
ولكن ..استوقفتني الحكاية الان وأنا اعيد سردها لأصل إلى نتيجة في تركيبتنا منذ الصغر : نحن لا نقدم على الاشياء و نحن نحمل روحها ..بل نقدم عليها و نحن نعتبرها واجباً ..ينقصنا الانتماء للفكرة ..والانتماء يتطلب منا التماهي معها و تلبسها ..لذا ..ينقصنا التماهي مع الوطن كي ندرك روحه ..
الدستور