مدار الساعة - ما تشهده الحدود الشمالية للأردن، المحاذية للصراع المفتوح في سورية على طول 370 كيلومتراً، من هجمات ومحاولات اختراق وتسلل، ما هو إلا ترجمة عملية للمخاوف الأردنية المعلنة منذ سنوات. ففي أقل من أسبوع، خلال يونيو/حزيران الحالي، تعرضت حدود المملكة الشمالية لهجومين وصفتهما المملكة بالإرهابيين، ومحاولة تسلل، وتهريب، في مناطق مختلفة، حسب بلاغات القوات المسلحة الأردنية. وحاول منفذو الهجوم الأول استهداف موقع أمامي لقوات الحدود، بالقرب من مخيم الركبان للاجئين السوريين، وانتهى بالقضاء على ثلاثة إرهابيين. وحاول منفذو الهجوم الثاني، الذين استخدموا السيارات والدراجات النارية، اختراق الحدود من نقطة قريبة من معبر التنف، لكن القوات الأردنية صدت الهجوم وقتلت خمسة من المهاجمين.
وتعددت البلاغات حول محاولات التسلل من الأراضي السورية باتجاه الأراضي الأردنية، بالإضافة إلى محاولات تهريب المخدرات والسلاح. ومنذ 21 يونيو/حزيران 2016، وفي أعقاب الهجوم الإرهابي الذي استهدف نقطة عسكرية مقابل مخيم الركبان، ونتج عنه مقتل سبعة من أفراد الجيش والقوات الأمنية، تتعامل القوات المسلحة الأردنية بحساسية مفرطة مع أي حركة مشبوهة، ولا تتوانى عن استخدام القوة مع كل من لا يستجيب للتحذيرات العسكرية. ويشير خبراء عسكريون وفصائل على الجبهة الجنوبية إلى احتمال تعرض الحدود الأردنية للمزيد من الهجمات الإرهابية، فيما تضع القيادات العسكرية الأردنية خطر الإرهاب في صميم استراتيجياتها العسكرية ضمن المدى المنظور، بالتزامن مع مواصلة السياسيين جهود تحييد الجنوب السوري عن المعارك التي ارتفعت وتيرتها خلال الأسابيع الماضية.