أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الإفراط في تناول المضادات يهددك بسرطان القولون في المستقبل

مدار الساعة,أخبار الأسرة,منظمة الصحة العالمية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - المضادات الحيوية هي الأدوية التي تساعد في وقف الالتهابات التي تسببها البكتيريا في الجسم. وهو يفعل ذلك عن طريق قتل البكتيريا أو عن طريق منعها من تقليد نفسها أو التكاثر داخل الجسم.

كلمة مضاد حيوي تعني "ضد الحياة". وبالتالي فإن أي دواء يقتل الجراثيم في جسمك هو من الناحية الفنية مضاد حيوي.
وقبل أن يكتشف العلماء المضادات الحيوية لأول مرة في عشرينيات القرن الماضي، مات الكثير من الناس بسبب عدوى بكتيرية طفيفة، مثل التهاب الحلق.
وكانت الجراحة أكثر خطورة أيضاً، إذ تسبب أي نوع من التلوث أو العدوى لإصابات خطيرة للمريض قد تودي أحياناً بحياته.
ولكن بعد أن أصبحت المضادات الحيوية متاحة في الأربعينيات من القرن الماضي، زاد متوسط العمر المتوقع للفرد، وأصبحت العمليات الجراحية أكثر أماناً، وأصبح بإمكان الناس البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بعدوى كانت تُعد مميتة في الماضي القريب.
ولكن بطبيعة الحال، هناك حدود لما هو مسموح به فيما يتعلق بالمضادات الحيوية، إذ قد تؤدي المبالغة في استهلاكها إلى العديد من الأعراض الجانبية الخطيرة، خاصة بالنسبة للأمعاء والمعدة.
في هذا التقرير نستعرض تأثير المضادات الحيوية على الجسم، وما توصلت إليه إحدى الدراسات الحديثة حول تأثير تلك العقاقير على القولون بشكل خاص سيجعلك تفكِّر مرتين قبل تناول جرعة منه من دون داعٍ.
المضادات الحيوية هي أدوية قوية تقاوم بعض أنواع العدوى ويمكن أن تنقذ الأرواح عند استخدامها بشكل صحيح. إما أنها تمنع البكتيريا من التكاثر أو تدمرها.
ما هو المضاد الحيوي؟
قبل أن تتكاثر البكتيريا وتسبب الأعراض، يمكن للجهاز المناعي في الجسم أن يقتلها بشكل طبيعي في العادة. وتهاجم خلايا الدم البيضاء، البكتيريا الضارة، وحتى في حالة ظهور الأعراض، يمكن للجهاز المناعي عادةً التعامل مع العدوى ومكافحتها.
ومع ذلك، في بعض الأحيان يكون عدد البكتيريا الضارة مفرطاً في الجسم، ولا يستطيع الجهاز المناعي محاربتها كلها. حينها تكون المضادات الحيوية مفيدة في هذا السيناريو.
وبحسب موقع Medical News Today الطبي، كان أول مضاد حيوي هو البنسلين. ولا تزال المضادات الحيوية التي أساسها البنسلين، مثل الأمبيسيلين والأموكسيسيلين والبنسلين جي، تُستخدم إلى اليوم لعلاج مجموعة متنوعة من العدوى.
وتتوفر عدة أنواع من المضادات الحيوية الحديثة أيضاً، وعادة ما تكون متاحة فقط بوصفة طبية. كما تتوفر المضادات الحيوية الموضعية في الكريمات والمراهم التي لا تستلزم وصفة طبية (OTC).
تعمل المضادات الحيوية فقط على علاج الالتهابات البكتيرية؛ لذلك فهي لا تعمل في علاج العدوى التي تسببها الفيروسات، والتي يمكن أن تشمل: الزكام، وسيلان الأنف، ومعظم حالات السعال والتهاب الشعب الهوائية، والإنفلونزا.
ومن بين الآثار الجانبية المحتملة للمضادات الحيوية، وفقاً لموقع Healthline الصحي:
اضطراب المعدة.
الغثيان.
التقيؤ.
التشنجات والمغص.
الإسهال.
الحمى والحساسية.
مقاومة المضادات الحيوية: قد يزيد استخدام المضادات الحيوية من خطر مقاومة البكتيريا لها. ويمكن أن تكون العدوى المقاومة للمضادات الحيوية خطيرة جداً ويصعب علاجها.
ضرورة عدم استهلاك المضادات الحيوية من دون داعٍ
وفي السنوات الأخيرة، أطلقت منظمة الصحة العالمية العديد من النداءات والحملات الإعلامية التي تشدد على ضرورة الحد من استهلاك المضادات الحيوية، لمنع البكتيريا من تطوير مقاومة ضدها.
إذ يسبب التناول المتكرر للمضادات الحيوية في حدوث مقاومة في الجسم ضد تأثيرها، ما قد يترتب عليه عواقب وخيمة. كما يمكنها قتل البكتيريا النافعة في الجسم، وأيضاً يؤدي ذلك لتداعيات صحية ضارة بالجسم.
ومعظم البكتيريا التي تعيش في جسم الإنسان لا تُعد ضارة على الإطلاق، بل إن بعضها مفيد جداً للصحة. مثل بكتيريا الأمعاء التي تساعد في الحفاظ على صحة المعدة وعملية الهضم.
المضادات الحيوية قد تسبب سرطان القولون
إلى ذلك، كشفت نتائج دراسة حديثة نشرتها دورية المعهد الوطني للسرطان في أمريكا، اتضح أن المضادات الحيوية قد تزيد خطر الإصابة بسرطان القولون في المستقبل.
وفقًا للدراسة التي أجراها باحثون من جامعة أوميو السويدية، على أكثر من 40 ألف مريض بالسرطان، فإن تأثير المضادات الحيوية على الميكروبات التي تعيش في الأمعاء قد يكون السبب وراء زيادة خطر الإصابة بالسرطان.
ووجد الباحثون أن كلاً من النساء والرجال الذين تناولوا المضادات الحيوية أكثر من 6 أشهر متواصلة، كانوا معرضين للإصابة بسرطان القولون الصاعد -وهو الجزء الأول من القولون الذي ينتقل إليه الطعام بعد الأمعاء الدقيقة- بنسبة وصلت إلى 17% أكثر مقارنةً بأولئك الذين لم يتناولوا مضادات حيوية.
وقد اقتصرت الدراسة على تغطية المضادات الحيوية التي يتم تناولها عن طريق الفم فقط، على الرغم من أن المضادات الحيوية التي تؤخذ عن طريق الوريد قد تؤثر أيضًا على الميكروبات التي تعيش في الأمعاء.
أفادت نتائج الدراسة بأن خطر الإصابة بسرطان القولون زاد بشكل واضح بعد مرور فترة من 5 إلى 10 سنوات من تناوُل هؤلاء الأفراد للمضادات الحيوية.
وعلى الرغم من أن زيادة المخاطر كانت أكبر بالنسبة لأولئك الذين يستهلكون المضادات الحيوية بشكل مكثف، فإن الباحثين لاحظوا زيادةً صغيرةً -ولكنها ذات دلالة إحصائية- في خطر الإصابة بالسرطان بعد الاستخدام المعتدل للمضادات الحيوية كذلك.
وتقول سينثيا سيرز، أستاذة الطب والأورام في جامعة جونز هوبكينز: "الاستخدام المناسب للمضادات الحيوية أمرٌ بالغ الأهمية، لتجنُّب النتائج غير المرغوب فيها، مثل تعزيز مقاومة البكتيريا لهذه المضادات أو لتجنُّب الإصابة بعدوى كلوستريديوديز ديفيسيل البكتيرية".
كلوستريديوديز ديفيسيل هي نوع من البكتيريا التي تسبب عدوى الأمعاء الغليظة، مسببةً ما يُعرف باسم "التهاب القولون الغشائي الكاذب"، وعادةً ما تحدث الإصابة بهذه البكتيريا بعد تلقِّي المضادات الحيوية.
وتحتوي الأمعاء على ما يتراوح بين 500 و2000 نوع مختلف من البكتيريا، تعتبر العديد من هذه الأنواع (بكتيريا نافعة)؛ إذ تساعد على حماية الجسم من العدوى.
وبحسب موقع Scientific American العلمي، عند تعاطي مضادات حيوية لعلاج عدوى ما، تميل هذه الأدوية إلى تدمير بعض البكتيريا النافعة إلى جانب القضاء على البكتيريا المسببة للعدوى.
ومن دُون وجود هذه البكتيريا النافعة تنتهز أنواعٌ أخرى من البكتيريا -مثل كلوستريديوديز ديفيسيل- الفرصة لتنمو بحرية وبشكل سريع وخارج عن السيطرة.
الطريقة المُثلى لاستخدام المضاد الحيوي
إن أفضل طريقة للمساعدة في إبطاء انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات والعقاقير، وتجنُّب أي آثار صحية محتملة على الجسم والمعدة بشكل خاص، هي أن تكون ذكياً عندما تستهلك المضادات الحيوية.
وينصح موقع Webmd الطبي للصحة بما يلي لتحقيق ذلك:
– ثق بطبيبك إذا قال إنك لست بحاجة إلى استخدام المضاد الحيوي.
– لا تأخذ المضادات الحيوية لعلاج العدوى الفيروسية أو الأمراض الشائعة.
– خذ فقط الأدوية التي يصفها لك الطبيب أو الصيدلي المتخصص.
– خذها حسب التوجيهات الطبية.
– لا تفوِّت الجرعات.
– خذها لعدد الأيام الكاملة التي يصفها طبيبك.
– لا تحفظها لوقت لاحق.
مدار الساعة ـ