الإصلاح الإداري.. لقد طفح الكيل!

هناك نوع رابع، هو ذاك الذي يتخذ القرار في الوقت المناسب ولا يلتفت لكن عمره في الخدمة قصير!

لكن ما هو أخطر هم أولئك الموظفون من مسؤولي الدوائر الأدنى, ممن لا يمتثلون لتعليمات الوزراء المكتوبة أو الشفوية لأنهم يعتقدون ببساطة أن هؤلاء الوزراء «طايرين» وأنهم الباقون وأن دوائر القرار بيدهم.. فيعطلون معاملات الناس إما لغاية في نفس يعقوب أو لإثبات أنهم مركز القرار وليس غيرهم والأدهى هو تكييف القوانين لخدمة العراقيل والمعوقات 100%..

حسنا لدي ثلاثة أمثلة سأرويها من دون ذكر الأسماء ولا الوزارات:-

1- يرفض موظفون صرف مكافأة قانونية أصدر الوزير المعني أوامره بصرفها من دون أسباب، تعليمات الوزير لم تحترم.

2- أصدر وزير مختص تعليماته بتحرك لجنة كشف سريعة على مشروع استثماري تقدم بطلب تزويده بخدمات عاجلة حجبها عنه يهدد المشروع، الموظف المسؤول رفض تنفيذ هذه التعليمات ووضع من العراقيل ما لا يخطر على البال وأخرج من بطون كتب القوانين ما يلزم لتبرير موقفه, ويا مستثمر لا تتعب ولا تضيع وقتنا وتعليمات الوزير «على راسي» لكن الطلب مرفوض سلفا والوزير بكرة بيطير وأنا الباقي هنا..!

3- عرقل موظف «مهم» طلب أصحاب مؤسسات متنوعة بالحصول على تصاريح عمل لعمالة وافدة خلال فترة تصويب الأوضاع, فقط لأنها لم تأت عن طريقه وماطل في الإجابة إلى أن انتهت فترة تصويب الأوضاع والنتيجة إبعاد هؤلاء العمال وتفريغ المؤسسات من العمالة.

سبق للملك أن حدد هوية الوزراء المترددين أو الضعفاء، ووصفهم بـ«الأيادي المرتجفة».. بصراحة لا ألوم الوزراء, إذ لم يستجب الموظف لتعليماتهم لأن هناك قناعة بأن الوزراء متحركون والموظف هو الأبقى والأكثر استقرارا.

إذا كان قرارك صحيحا وأنت المسؤول الأول فلماذا تخشى الإعلام ولماذا تلتفت للسوشال ميديا ولماذا تكترث بحديث الصالونات, وإذا أنت تركت لمن هم أدنى منك رتبة في الوظيفة أن يرعبوك ويضعوا العقبات أمامك, فالأجدر بك أن تترك المسؤولية لمن هو أقدر منك وأصلب عوداً.

موظف يعطل قرار وزير, نعم يحدث هذا إذا كان يتسلح بديباجات عفا عنها الزمن ويلوذ بكلاشيهات لم تعد موجودة لكنها تدب الخوف في قلوب المسؤولين عنه.

هذا هو ما يحدث!

qadmaniisam@yahoo.com

الرأي