مدار الساعة - أكد مستشار وخبير التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط سليم حماد، وجود الكثير من المعطيات لمستقبل واعد للتجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط، متوقعا أن يرتفع حجم التجارة الإلكترونية إلى 50 مليار دولار بحلول عام 2025 والذي بلغ نحو 21 مليار دولار خلال عام 2019، وفقا لمعظم التقارير المتخصصة.
وأرجع حماد تطور التجارة الإلكترونية إلى تطور مستويات ثقافة المستهلك الإلكترونية وطرق التسوق المعتمدة على انتشار الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وتوفر خيارات دفع متعددة وانتشار شبكات لوجستية جديدة تواكب تغيرات العصر.
وقال حماد، إن تطور التجارة الإلكترونية سيولد مئات الآلاف من فرص العمل في المنطقة، داعيا القيادات الاقتصادية في العالم العربي إلى الالتفات إلى هذا الأمر بقوة.
وأضاف: على المعنيين بقطاع الأعمال الإيمان بأن التجارة الإلكترونية مكملة وليست منافسة للتجارة التقليدية، والعمل بمقتضى هذه العقلية.
وبين حماد، الذي شغل منصب المدير العام السابق لشركة “مازون” العالمية في الأردن والسعودية، ويشغل حاليا منصب المدير العام للتجارة الإلكترونية في عدد من كبرى الشركات في المنطقة، أن مجتمعات الشرق الأوسط هي مجتمعات فتية وتهتم بما هو إلكتروني وتلبية احتياجاتها من خلال الهواتف الذكية أكثر من الاهتمام بالطرق التقليدية في التسوق والتجارة”، مؤكدا أن “مستقبل الشرق الأوسط في التجارة الإلكترونية، وهذا واقع قادم لا محالة وأن الأردن من أكثر الدول فرصة للاستفادة منها”.
ونوه حماد إلى أن “أمازون” لديها أكثر من ألفي موظف في المملكة، وهذا رقم لا يستهان به، ودليل على ثقة كبرى الشركات العالمية بالاستثمار والعمل من الأردن.
وعبر عن سعادته بالحديث عن وطنه الأردن والذي يعتبر نقطة جذب للاستثمارات الكبرى، معتبرا ذلك واجبا وطنيا يعتز به وأنه سيعمل جاهدا على الاستمرار بذلك.
وعن بداية عمله في هذا المجال، قال حماد: حصلت على عرض عمل في شركة “مكتوب دوت كوم” لأشغل منصب المدير المالي الإقليمي في شركة سوق “دوت كوم” التابعة لها عندما كنت محاضرا في أحد منتديات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عن التمويل والتجارة الإلكترونية.
وتابع: بدأت العمل معهم وأثناء ذلك، جرى بيع “مكتوب دوت كوم” لشركة “ياهو” العالمية, ومن هنا، كانت الانطلاقة الحقيقية في عالم التجارة الإلكترونية.
وزاد حماد: عملت عن قرب مع رونالدو مشحور، المؤسس المشارك في سوق “دوت كوم” وقد كان من القيادات والشخصيات الملهمة، التي عملت معها لما يزيد على عقد من الزمن والذي يعتبر من أعظم وأهم ريادي الأعمال في المنطقة العربية، وفرصة العمل معه ومع سميح طوقان وحسام خوري في عمر صغير نسبيا كانت فرصة لا تعوض بالنسبة لي.
وفي سوق “دوت كوم”، قال: كنت بمثابة المؤسس، لأني عملت معهم منذ بداية المشروع، وأصبح شغفي متمحورا حول هذا المكان. وبالرغم من أن التحديات كانت كثيرة في بداية عملنا في التجارة الإلكترونية، إلا أننا لم نيأس، وواصلنا بجد وإصرار لتطوير خطط استراتيجية للشركة وتوسيع أعمالها في الأردن والإمارات والسعودية ومصر, وكانت عمليات التوسع مدروسة ضمن خطط استراتيجية متقدمة لمعرفة احتياجات وديناميكيات هذه الأسواق بدقة وشمولية.
وأضاف: كان لي يد في تعليم وتطوير كفاءات عدد من شباب الوطن، حيث عملنا في سوق “دوت كوم” على تدريب المهارات الشبابية، واعتمدنا مبدأ دعم المواهب وتنميتها في شتى المجالات، لنصل إلى نحو ألف موظف في مختلف القطاعات في الأردن.
وعن نقطة تحول خبرته المهنية، أكد حماد أهمية الانتقال من التفكير بعقلية الشركات الناشئة إلى عقلية الشركات العالمية الكبرى, ففي عام 2017، قامت شركة “أمازون” العالمية بالاستحواذ على شركة سوق “دوت كوم”، وكانت هذه الصفقة من أكبر الصفقات على مستوى العالم العربي، وأصبحت سوق “دوت كوم” مملوكة بالكامل لـ “أمازون” واعتبر ذلك من أكبر الإنجازات التي شهدتها حياته.
وتابع: حظيت بفرصة العمل مع كبار شخصيات العالم في هذا المجال وهو ما ساعدني على الانتقال من التفكير بعقلية الشركات الناشئة إلى عقلية الشركات العالمية, وتعلمت من كل هذا أن المعطيات الصحيحة هي الأساس للوصول إلى الأهداف، وأن التركيز يجب أن يكون منصبا على مدخلات العمل قبل المخرجات المرادة.
وقال حماد : أكثر ما تعلمته من صفقة استحواذ “أمازون” على سوق “دوت كوم” أنه عند وضع أي خطة علينا أن نفكر في العميل أولا، ثم نضع مصلحة الشركة، فإن عملت على إرضاء العميل وكسب ثقته، سيكون العائد لمصلحة الشركة وخدماتها المقدمة أكبر.
وأضاف أن مبدأ التوظيف مهم في “أمازون” ومعتمد عالميا ويكمن في الاستثمار في أفضل المواهب، والعمل بالقرب منهم لتطوير مهاراتهم العملية.
وأشار إلى أن تعيين أشخاص خبرتهم أعلى وأقوى من خبرتك لا يعد مشكلة وعليك فعل ذلك لتكبر معهم ولتتطور بجانبهم، وهذا يصب في النهاية في مصلحة الشركة، داعيا جميع الشركات الناشئة إلى توظيف المهارات وتطويرها، فهذا سيخدمهم بشكل يفوق التوقعات.
وعن شركة “أمازون”، قال حماد إنها مؤسسة رائدة يضاهي العمل بها الخبرة التي يحصل عليها المرء في أفضل الشركات والجامعات في العالم وهي المفتاح إلى العالمية إن كانت لديك الروح التواقة لذلك وهذه الروح من أجمل ما تعلمته خلال عملي في “أمازون” التي آمنت بخبراتنا شبابنا في العالم العربي، ومنحتنا الفرصة الحقيقة للإنجاز والتميز.
وبخصوص التدريب المستمر وتطوير المهارات للكوادر، قال إن التحاقي بالعديد من الدورات في جامعة هارفرد كان لها الأثر الكبير في حياتي المهنية وهي بمثابة خبرة أطبقها مهنيا على أرض الواقع.
وأضاف حماد عملت أثناء تواجدي في أمازون، على دعم الكفاءات من الشباب في حياتهم الجامعية وأشعر بالفخر عندما أرى إنجازات هؤلاء الشباب ممن بنوا لأنفسهم حياة مهنية في أكبر الشركات العالمية, كما عملت في نفس الوقت على دعم من يحتاج المساعدة والنصيحة في مجال الريادة والأعمال والاستثمار.
وتابع: كنت ولا زلت حريصا على تخصيص الوقت للجلوس مع الشباب والاستماع لهم، وهذه مسؤولية شخصية ألتزم بها مدى الحياة.
وقدم حماد العديد من النصائح لريادي الأعمال في الأردن والعالم العربي, قائلا: هناك العديد من الأفكار التي تولد من حاجتنا لها في المنطقة العربية، وباستطاعة الجميع بلورة أفكارهم والبدء بالعمل الريادي بناء على ذلك وقبل البدء، عليك التفكير بالفريق الذي سيعمل معك لتطوير الأفكار وترجمتها إلى أفعال ومشاريع، وجمهورك المستهدف وكيفية إرضاء عملائك في مستوى الخدمة والحاجة من المنتج وكيفية حل مشاكل العملاء أو تلبية احتياجاتهم المتعددة والمعقدة أحيانا.
ودعا إلى الاستثمار في التكنولوجيا لأنها هي المستقبل، خصوصا أننا نعيش الآن عصر الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته التي ستغير وجه العالم خلال العقود المقبلة.
وأكد حماد أنه سيبقى من المؤمنين بقدرة الشباب العربي، والأردني على وجه التحديد، على التميز والمنافسة على مستوى العالم , ودعم قدرات ومهارات وقدرات ومهارات الشباب في عالمنا العربي وفي الأردن.
وقال إنه يعمل الآن على دعم أربع شركات ناشئة في المنطقة، وهذا جزء من جهود مستمرة لدعم قدرات ومهارات الشباب العربي والأردني، وهو تجسيد واقعي لإيماني بريادة الأعمال، والتي ستبقى جزءا لا يتجزأ من شخصيتي.
ويعد حماد من أوائل رواد التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت في المنطقة، ومديرا تنفيذيا ساعد، في سن مبكرة ومن خلال موقعه، بجعل شركة سوق “دوت كوم” أكبر وجهة للتجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.