حتى مع زيادة عدد الإصابات لكورونا فإن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، خيار الإغلاق الذي يلمِّح له بعض اعضاء لجنة الاوبئة بتصعيد التخوفات هو قرار سياسي.
الحل هو في التطعيم الإجباري وأظننا قد أبدينا بعض الندم على خيار الإغلاق المبكر.
التعايش مع كورونا كخيار وهو موقف الحكومة في مواجهة ضغوط لجنة الاوبئة بقيادة وزير الصحة وخيارهم أنه من المبكر اتباع أسلوب التعايش, أما الثاني وهو الاقتصادي فيقول إنه لا بد من التعايش مع الوباء اليوم وليس غداً.
وبين سلامة الأرواح وسلامة الاقتصاد يقف (الرئيس) في المنتصف، وأظنه قد اختار استمرار الانفتاح مصفوفة، فقد اكتشفت الحكومة أن الثمن الاقتصادي للإغلاق أكبر بكثير من الأثر الصحي؟
إغلاق الاقتصاد ومنع الحركة والعزل الكامل غير مجدٍ صحيّاً ولا اقتصاديّاً على المدى المتوسط أو الطويل، وأن العالم كله اتخذ خيار التعايش والتكيف والتأقلم مع جائحة كورونا بدل القضاء عليها على المدى القصير.
هل يمكن تحمل استمرار تسجيل الاقتصاد لخسائر تتضاعف يوماً بعد يوم؟, نحن في الطريق للعودة الكاملة للحياة الطبيعية مع الإبقاء على درجة عالية من التشدد في الالتزام الصحي, العمل بأوامر الدفاع لهذه الغاية فقط.
النزال الطويل مع وباء كورونا لن ينتهي، لكن النزال الأطول مع الآثار الاقتصادية يحتاج إلى سنوات، وأظنه لن ينتهي إلا بتغييرات شاملة تتأهب لانقلاب بدأت ملامحه على النظريات والنماذج الاقتصادية السائدة منذ الحرب العالمية الثانية.
الأردن كما الدول عليه أن يبدأ منذ الآن بتهيئة الميدان لمعركة من نوع آخر وهي التي تمس الاقتصاد بشكل أساسي وهي بظني أكثر شراسة من «النزال الطويل» مع كورونا الذي بدأت دول العالم تقتنع بان التعايش مع الفيروس خيار يفرض نفسه إذ لم يعد ممكناً تحمل الإغلاق الكامل، أو شبه الكامل، أو حتى الجزئي، للحياة والاقتصاد والحدود.
التعايش مع كورونا في مقابل درء مخاطر الجوع والبطالة والفقر وهذه توقعات ليست بعيدة, وقد بدأت فعلا التحذيرات من هذه الفيروسات الفتاكة تنطلق بقوة وتضع العالم أمام مفترق طرق.
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي