انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة

السودان تاريخ حافل بالانقلابات

مدار الساعة,أخبار عربية ودولية,رئاسة الوزراء,القوات الجوية
مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/26 الساعة 21:19
حجم الخط

مدار الساعة - منذ استقلالها عن الاحتلال البريطاني عام 1956، شهدت جمهورية السودان العديد من الانقلابات العسكرية، لعل أبرزها تلك التي قام بها الرئيس السابق عمر البشير في 1989 على حكومة الأحزاب الديمقراطية برئاسة الصادق المهدي، والتي مهَّدت له حكم البلاد طيلة 30 عاماً.

الانقلابات العسكرية في السودان
من انقلاب إسماعيل كبيدة الفاشل إلى سلسلة انقلابات 2021، إليكم قائمة بأبرز الانقلابات العسكرية التي حدثت في السودان منذ استقلاله في العام 1956.
انقلاب السودان 1957
أول انقلاب عسكري شهدته السودان في تاريخها كان مصيره الفشل، وحصل ذلك عام 1957 أي بعد عامٍ واحد فقط على الاستقلال عن الاحتلال البريطاني الذي دام 57 عاماً.
قاد هذا الانقلاب مجموعة من ضباط الجيش وطلاب الكلية الحربية بقيادة إسماعيل كبيدة ضد أول حكومة وطنية ديمقراطية للبلاد والتي كانت برئاسة الزعيم السوداني إسماعيل الأزهري، وقد تم إحباط هذه المحاولة في مراحلها الأخيرة.
انقلاب السودان 1958
بينما فشل أول انقلاب في تاريخ البلاد، فإنّ النجاح كان مصير الانقلاب الثاني، ولم يفصل بين المحاولتين سوى عام واحد فقط.
في نوفمبر/تشرين الثاني 1958 انقلب اللواء إبراهيم عبود على حكومة ائتلاف ديمقراطية بين حزب الأمة والاتحاد الديمقراطي كان يرأسها مجلس سيادة مكون من الزعيم إسماعيل الأزهري الذي يرأس المجلس ذاته وعبد الله خليل الذي يرأس رئاسة الوزراء.
وجاء الانقلاب غير الدموي بعد خلافات كبيرة حصلت بين الأحزاب السودانية داخل نفسها وفيما بينها، فانتشرت شائعات تقول إنّ رئيس الوزراء عبد الله خليل قد سلّم السلطة للجيش نكاية بغريمه الأزهري.
ويكبيديا/ اللواء إبراهيم عبود
انقلاب السودان 1964
بعد الانقلاب تولَّى إبراهيم عبود حكم البلاد لمدة 7 سنوات قام خلالها بحل جميع الأحزاب السياسية ومنع التجمُّعات وأوقف صدور الصحف، حتى قامت ضده ثورة شعبيّة في العام 1964 دعيت بـ"ثورة أكتوبر/تشرين الأول" والتي تعتبر وفقاً لـ BBC أول ثورة شعبية تطيح بالحكم العسكري في العالم العربي.
وبدأت تلك الثورة الشعبية في 21 أكتوبر/تشرين الأول عندما عقد طلاب جامعة الخرطوم مؤتمراً، في تحدٍّ للحظر الحكومي والتنديد بالنظام، فوقعت اشتباكات بينهم وبين قوات الأمن أدت لمقتل طالب يدعى أحمد القرشي.
وخلال تشييعه خرجت مظاهرات حاشدة تقدر بنحو 30 ألف شخص، بقيادة أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، ورددوا شعارات مناهضة للحكومة، كما قدم أعضاء هيئة التدريس في الجامعة السودانية استقالاتهم، قائلين إنهم لن يقوموا بسحبها إلا في حال انتهى النظام العسكري وتم تشكيل حكومة دستورية من شأنها حماية استقلال الجامعة.
استمرت المظاهرات الطلابية وامتدت إلى مدن أخرى، بما في ذلك أم درمان وجوبا وبورتسودان، في حين لم يستطِع النظام العسكري السيطرة على تلك المظاهرات.
وفي 15 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1964 أجبرت أعمال الشغب والإضراب العام اللواء عبود على نقل السلطة التنفيذية إلى حكومة مدنية انتقالية، والاستقالة في نهاية المطاف وتسليم السلطة للمدنيين.
انقلاب السودان 1969
بعد نجاح ثورة أكتوبر في 1964، تولى "سر الخاتم الخليفة" منصب رئيس وزراء الحكومة الانتقالية، إلى حين إجراء الانتخابات في مايو/أيار 1965 لتشكيل حكومة نيابية.
ولكن تلك الحكومة الجديدة حالها كحال رئيس البلاد إسماعيل الأزهري لم تكن مستقرة أو قادرة على تلبية مطالب السودانيين بسبب الصراعات السياسية بين الأحزاب.
بعد 4 سنوات من تسلم الحكومة، نفذ العميد جعفر نميري حينها، ومعه مجموعة من الضباط المحسوبين على "الحزب الشيوعي" والأحزاب القومية العربية، انقلاباً أطلقوا عليه "انقلاب 25 مايو/أيار" الذي أدى لوصول نميري لتسلم زمام حكم البلاد مدة 16 عاماً.
سلسلة انقلابات فاشلة (1971، 1975، 1976، 1977)
ربما كان وصول جعفر نميري إلى سدّة الحكم عن طريق انقلاب عسكري جعله يتوقع جميع الانقلابات العسكرية التي كانت تحاك له، ولم يستطع أحد إزاحته عن الحكم سوى عبر انتفاضة شعبية في أبريل/نيسان 1985.
أول انقلاب عسكري واجهه نميري كان في 19 يوليو/تموز من قبل الحزب الشيوعي السوداني، وعرف باسم "انقلاب هاشم العطا".
بدأ الانقلاب المفاجئ عندما سيطر الرائد هاشم العطا على مجلس قيادة الثورة في القصر الرئاسي واحتجز الرئيس النميري وعدداً من الضباط المؤيدين له، ومن ثم قام بتعيين مجلس ثوري مؤلف من 7 أشخاص ليكون بمثابة حكومة وطنية.
كما استطاعت قوات العطا السيطرة على أجزاء من العاصمة الخرطوم مدة يومين قبل أن تجتاح قوات من الجيش مدعومة بقوى دولية (مصر- السادات، وليبيا- القذافي، ومرتزقة تابعين لشركة بريطانية تدعى Lonrho) بالإضافة إلى دعم داخلي قاده رجل أعمال سوداني اسمه خليل عثمان لتتمكن من اقتحام القصر الرئاسي لتُفشِل الانقلاب وتنقذ الرئيس النميري.
أما محاولة الانقلاب الثانية التي تعرض لها النميري فكانت في سبتمبر/أيلول 1975 من قبل ضابط بالجيش يدعى حسن حسين، لكنّ مصيرها كان الفشل من خلال إعدام الانقلابيين المشاركين.
وفي العام 1976 حاولت القوى السياسية التي كانت تعارض حكم النميري السيطرة على السلطة، فقاد العميد محمد نور سعد، محاولة انقلاب جديدة في يوليو/تموز 1976 بمشاركة عناصر تسللت عبر الحدود من ليبيا إلى السودان.
دارت معارك عنيفة في شوارع الخرطوم، بين القوات الحكومية وقوات الانقلابيين؛ وأسفرت عن مقتل مئات من الانقلابيين، فيما تم لاحقاً إعدام قائد الانقلاب، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول التركية.
في 2 فبراير/شباط 1977، جاءت آخر المحاولات الانقلابية الفاشلة من جوبا جنوب السودان، من خلال 12 عنصراً من القوات الجوية كانوا في السابق أعضاء في حركة أنيانيا .
في حين يرى المؤرخون أنّ هذه المحاولة لا تندرج ضمن المحاولات الانقلابية، وإنما حاول منفذوها السيطرة على المطار فقط من أجل إطلاق سراح القيادة الموقوفة للجماعة وهم: (جوزيف أودوهو، وبنيامين أكوك، وملاث جوزيف).
انقلاب السودان 1985
بعد 16 عاماً من بقائه في سدة الحكم، انطلقت مظاهرات شعبية عارمة في المدن السودانية ضد حكم النميري في العام 1985.
فكانت هذه المظاهرات فرصة سانحة لاستغلالها من قبل وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة آنذاك المشير عبد الرحمن سوار الذهب، الذي قام بانقلاب عسكري في 6 أبريل/نيسان 1985 أزاح به الرئيس جعفر النميري.
وبعيد تسلم السلطة وعد سوار الذهب بأن الجيش سيتسلم السلطة في البلاد لفترة انتقالية مدتها عام واحد فقط، وبالفعل فقد أوفى بوعده عندما سلم السلطة في العام التالي لحكومة منتخبة ترأسها رئيس حزب الأمة الصادق المهدي.
قد يهمك أيضاً: الرئيس العربي الوحيد الذي سلَّم السلطة للمدنيين.. ماذا تعرف عن سوار الذهب خامس رؤساء السودان؟
انقلاب السودان 1989
عاش السودان خلال حكم الصادق المهدي حالة من التدهور الاقتصادي والانفلات الأمني، فأطلق مجموعة من ضباط الجيش مطلع العام 1989 مذكرة تطالب الحكومة بتحسين أوضاع البلاد.
وفي 30 يونيو/حزيران من العام ذاته، قاد العميد عمر البشير انقلاباً عسكرياً على المهدي عُرف بـ"ثورة الإنقاذ الوطني" وبمساعدة الجبهة القومية الإسلامية بزعامة حسن الترابي.
وأسفر الانقلاب عن تولي البشير رئاسة مجلس قيادة "ثورة الإنقاذ الوطني" قبل أن يصبح خلال العام ذاته رئيساً للبلاد إلى أن تمّ عزله في 2019.
انقلاب السودان 1990
على الرغم من أنّ حكم البشير دام 30 عاماً فإنّه تعرض للعديد من الانقلابات أبرزها "انقلاب رمضان" في أبريل/نيسان 1990 أي بعد عام واحد على تسلم البشير سدة الحكم.
وحاول الفريق خالد الزين ضمن ما عرف باسم "حركة 28 رمضان" والتي تضم 28 ضابطاً من بينهم اللواء عبد القادر الكدرو، واللواء محمد عثمان بالقيام بانقلاب مضاد على البشير، بهدف إقامة حكم ديمقراطي وحل مشكلة الجنوب (قبل الانفصال) وبناء جيش قوي في البلاد.
ولكن الانقلاب انتهى بفشله وإعدام الـ28 ضابطاً الذين شاركوا بالانقلاب وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.
انقلاب السودان 1992
في آذار 1992، وقع انقلاب جديد، وهذه المرة بقيادة العقيد في الجيش أحمد خالد، ونُسب الانقلاب إلى "حزب البعث" السوداني، لكن فشل الانقلاب وتم وضع قادته في السجن.‎
انقلابات السودان 2021
بعد انتهاء انقلاب حزب البعث الفاشل، لم تشهد البلاد أي تحركات عسكرية أو احتجاجات حتى جاء العام 2018 عندما اندلعت الثورة السودانية التي طالبت بعزل عمر البشير، فقام وزير الدفاع آنذاك عوض بن عوف في 11 أبريل/نيسان 2019 بتشكيل مجلس عسكري برئاسته لإدارة حكم البلاد لفترة انتقالية مدتها عامان، إلى حين إجراء انتخابات مدنية.
لكنّ الضغط الشعبي الذي تعرض له عوض بن عوف أجبره على تقديم استقالته بعد 24 ساعة فقط من انقلابه، ليتولى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئاسة المجلس العسكري عوضاً عنه.
وبعد مفاوضات شاقة مع قوى إعلان الحرية والتغيير (تحالف أحزاب قاد الاحتجاجات الشعبية ضد البشير) تم التوصل إلى وثيقة دستورية في 17 أغسطس/آب بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية تستمر 39 شهراً تعقبها انتخابات.
وبقي الحال حتى العام 2021 الذي شهد العديد من الانقلابات العسكرية التي كان هدفها الإطاحة بـ"المجلس الانتقالي السوداني" ، وأول تلك الانقلابات جاء في 11 يوليو/تموز لكنّ الجيش أعلن إحباط المحاولة، واعتقال منفذيها وهم 12 ضابطاً.
أما ثاني المحاولات الانقلابيّة الفاشلة فجاءت في الـ24 من الشهر ذاته، من خلال رئيس أركان الجيش هاشم عبد المطلب أحمد الذي تمّ اعتقاله بوصفه قائد ومخطط المحاولة الانقلابية.
وفي 21 سبتمبر/أيلول أعلن العميد الطاهر أبو هاجة، المستشار الإعلامي للقائد العام للجيش إحباط محاولة انقلابية شهدتها البلاد قام بها اللواء ركن عبد الباقي الحسن عثمان بكراوي ومعه 22 ضابطاً برتب مختلفة وعدد من ضباط الصف والجنود ضد المجلس السيادي.
في حين قال متحدث حكومي إنّ من بين مخططي العملية الانقلابية الفاشلة فلولاً من نظام "البشير" السابق.
أما آخر الانقلابات فكانت في 25 أكتوبر/تشرين الأول، ولكن هذه المرّة من خلال قائد المجلس السيادي نفسه عبد الفتاح البرهان الذي انقلب على المدنيين واعتقل رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، ونقله إلى جهة مجهولة (حتى اللحظة).
وأعلن البرهان في بيان رسمي له إعلان حالة الطوارئ وحل المجلس السيادي ومجلس الوزراء وإعفاء كافة مسؤولي الولايات من مناصبهم.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/26 الساعة 21:19