مدار الساعة - قالت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، إن وثائق داخلية لشركة فيسبوك أظهرت أن الأخير يستخدم لنشر الكراهية الدينية في الهند، التي سبق أن أشاد بها مارك زوكربيرغ ووصفها بأنها بلد مهم لشركته.
الصحيفة أوضحت أن عدداً من الباحثين داخل فيسبوك رسموا صورة مختلفة عن استخدامات الموقع في هذا البلد، إذ قال زوكربيرغ في وقت سابق إن ملايين الأشخاص بالهند يستخدمون فيسبوك للتواصل مع عائلاتهم وأصدقائهم.
لكن باحثي فيسبوك قالوا إن "خدمات فيسبوك في الهند تعج بمحتوى تحريضي ربطه أحد التقارير بأعمال شغب طائفية عنيفة".
كانت نسبة المحتوى التحريضي على فيسبوك قد ارتفعت بمقدار 300% فوق المستويات السابقة في بعض الأحيان، خلال الأشهر التي أعقبت ديسمبر/كانون الأول عام 2019، وهي الفترة التي اجتاحت فيها الاحتجاجات الدينية الهند، وفقاً لباحثي الشركة.
كذلك انتشرت شائعات ودعوات إلى العنف تحديداً على خدمة رسائل واتساب التابعة لفيسبوك أواخر فبراير/شباط عام 2020، حين أدى العنف الطائفي في دلهي إلى مقتل 53 شخصاً، وتُعد الهند أكبر أسواق فيسبوك حيث تضم مئات الملايين من المستخدمين.
خطاب كراهية
تنقل الصحيفة الأمريكية عن مستخدمين هندوس ومسلمين في الهند، قولهم إنهم "يتعرضون لقدر هائل من المحتوى الذي يشجع على الصراع والكراهية والعنف على فيسبوك وواتساب"، مثل تحميل المسلمين مسؤولية انتشار كورونا، وتأكيدات بأن الرجال المسلمين يستهدفون الزواج من نساء الهندوس "كشكل من أشكال سيطرة المسلمين" على البلاد.
إضافة إلى ذلك فإن مجموعات الفيسبوك الخاصة التي تضم مستخدمين بعقليات وتوجهات متشابهة، تنشر محتوى أكثر إثارة للانقسام، وكتب باحثون أن المحتوى التحريضي يستهدف المسلمين في المقام الأول.
دفع قلق فيسبوك العميق من ارتباط خدماته بهذا الصراع الطائفي الشركة إلى إرسال باحثين لمقابلة عشرات المستخدمين، وقال رجل هندوسي من دلهي في مقابلة معهم إنه تلقى رسائل متكررة على فيسبوك وواتساب "كلها خطيرة للغاية"، مثل "الهندوس في خطر، والمسلمون يهمّون بقتلنا".
كذلك نقل الباحثون عن رجل مسلم قوله: "الفيسبوك يعج بالكراهية" وقال إنه يخشى على حياته وإن هذا "مخيف جداً".
"فيسبوك تتحمل المسؤولية"
أضاف باحثو فيسبوك في تقريهم أن العديد من المستخدمين يرون أنه من "مسؤولية الفيسبوك تقليل هذا المحتوى" في صفحاتهم وعلى واتساب.
توصل الباحثون أيضاً إلى أن مجموعتين قوميتين هندوسيتين تربطهما علاقات بالحزب السياسي الحاكم في الهند، تنشران محتوى تحريضياً معادياً للمسلمين على المنصة، وأوصى الباحثون بحذف إحدى المجموعتين لانتهاكها قواعد خطاب الكراهية التي حددتها الشركة، لكنها لا تزال نشطة.
كذلك تحدث الباحثون عن وجود مجموعة أخرى تروج للتحريض على العنف بـ"منشورات لا إنسانية تشبّه المسلمين بـ"الخنازير" و"الكلاب" وبالمعلومات المضللة التي تزعم أن القرآن يدعو الرجال إلى اغتصاب نسائهم"، ولا تزال هذه المجموعات تعمل أيضاً، ولم تُصنف بأنها خطيرة بسبب "حساسيات سياسية".
من جانبه، رفض المتحدث باسم فيسبوك آندي ستون التعليق على أنشطة الجماعات القومية الهندوسية على فيسبوك، لكنه قال إن الشركة تحظر المجموعات أو الأفراد "بعد إجراءات دقيقة وصارمة".
يأتي الكشف عن هذه المعلومات لتُضاف إلى معلومات أخرى تم تسريبها من داخل الشركة وأوقعها ذلك في مشكلات.
إحدى أبرز المعلومات التي سربتها الموظفة السابقة بالشركة فرانسيس هوغن، تتحدث عن دور فيسبوك في الاستقطاب الكثيف للحياة السياسية في الولايات المتحدة.
ففي مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2020، بعد أيام من عملية الاقتراع، أبلغ محلّل على سبيل المثال زملاءه أن 10% من المحتويات السياسية التي شاهدها المستخدمون الأمريكيون للمنصّة كانت رسائل تؤكد أن الانتخابات مزوّرة، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
غذّت هذه الشائعة التي أطلقها الرئيس السابق دونالد ترامب ولم يقدّم أي دليل لإثباتها، غضب عدد كبير من المحافظين والمؤمنين بنظرية المؤامرة، الذي بلغ ذروته مع أعمال الشغب التي ارتكبت أثناء الهجوم على الكابيتول في السادس من كانون الثاني/يناير الماضي.
بحسب المعلومات الجديدة التي كُشفت الجمعة 22 أكتوبر/تشرين الأول 2021 فإن موظفين في مجموعة فيسبوك يعتبرون أنه كان بإمكانها استباق المشكلة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
كانت قد سربت في وقت سابق أيضاً دراسات تُظهر أن فيسبوك على دراية بالمشاكل النفسية التي تعاني منها المراهقات اللواتي يتعرّضن لكمّ هائل من المحتويات عن حياة وأجساد مستخدمات مؤثّرات لتطبيق إنستغرام تبدو "مثالية".