مدار الساعة - نشر موقع «ليست فيرس» الأمريكي مقالًا لجوناثان كانتور، جندي متقاعد وكاتب مهتم بالتاريخ والعلوم، تحدث فيه عن نظريات المؤامرة التي يتداولها الناس ويُولعون بها، وسلَّط الضوء على 10 منها كشفت الأحداث اللاحقة عن أنها كانت حقيقية وليست مجرد ادِّعاءات وتكهنات لا أساس لها من الصحة.
يستهل الكاتب مقاله بالقول: يحب الجميع نظريات المؤامرة ولكنها لا تعدو في الغالب أن تكون محض هراء. فالغالبية العظمى من هذه النظريات تنتج أفكارًا غريبة مثل فكرة ارتداء قبعات من الألمنيوم، التي شاعت في بدايات القرن العشرين، من أجل حماية الدماغ من التحكم العقلي الذي تستخدمه الحكومات والجواسيس. ولكن لم تكن هذه النظريات لتتولد لو لم يكن هناك مؤامرات تحدث بالفعل.
تحدث المؤامرات في كل وقت، وبغض النظر عن نتائجها، فهي حقيقة من حقائق الحياة. ويحدث بين الحين والآخر أن ينتهي المطاف بإحدى نظريات المؤامرة التي وُصفت بأنها «جنونية» أن يثبت الواقع صحتها ليظهر أن المجانين الذين صدَّقوها كانوا على حق طوال الوقت.
وبينما يعرف معظم الناس مشروع «إم كيه ألترا» (برنامج غير قانوني لإجراء التجارب على البشر تابع للمخابرات الأمريكية، كان يهدف لتطوير عقاقير لاستخدامها في استجواب المعتقلين وانتزاع الاعترافات منهم)، وحادثة خليج تونكين (التقارير الكاذبة بشأن تعرض الولايات المتحدة لهجوم من فيتنام الشمالية؛ الأمر الذي أشعل فتيل الحرب بين البلدين)، وتسميم الولايات المتحدة للمنتجات الكحولية لمنع الناس من تناولها، هناك عديد من نظريات المؤامرة التي تبين أنها صحيحة بنسبة 100%.
تحتوي هذه القائمة على بعض نظريات المؤامرة الأكثر مكرًا التي لم يستطع أحد التحقق من صحتها على الإطلاق.
10- مكتب التحقيقات الفيدرالي يتجسس على جون لينون
يلفت الكاتب إلى أن الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي كانتا حقبتين مضطربتَين في التاريخ الأمريكي؛ إذ كانت البلاد منخرطة في حروب مختلفة حول العالم، والتي بدَت وكأنها لن تنتهي. وبدأت احتجاجات الناس تتعالى، ونشأت حركة الثقافة المضادة بقيادة مجموعة من أصحاب الرؤى والملهمين ومن بينهم كثير من الفنانين، وكانوا جميعًا خطيرين (في نظر الحكومة).
وأحد هؤلاء «المخرِّبين» لم يكن سوى أحد أعضاء فريق البيتلز البريطاني سابقًا، وهو جون لينون. وكانت أغانيه التي تنادي بإعطاء فرصة للسلام ليعم العالم، والتي تتخيَّل الدنيا بلا انقسامات أو صراعات تعد علامات تنوير وتوعية لمعجبيه، ولكنها تنامت إلى أسماع الرئيس نيكسون بوصفها تهديدات لحكومته. وكان الناس على دراية بهذا، فوصل بهم الأمر إلى تصوُّر أن الحكومة الأمريكية تجسست على جون لينون.
واتضح لاحقًا أن الحكومة قد تجسست على المغني وكاتب الأغنيات جون لينون بالفعل، وذلك بدءًا من عام 1971. ووصل لينون في ذلك الوقت إلى نيويورك بتأشيرة دخول «وبدأ في التعامل مع نشطاء راديكاليين مناهضين للحرب». ولم تراقب الحكومة لينون فحسب، بل حاولت دائرة الهجرة والتجنيس طرده من البلاد.
وكُشِف عن حقيقة مراقبة لينون أخيرًا في كتاب جون فينر الذي صدر في عام 2000 بعنوان: «أعطني بعض الحقيقة» أو «Gimme Some Truth». ولم يقتصر الأمر على لينون وحده؛ إذ تجسس مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) على أي شخص كان لديه منبر يتحدث من خلاله وأصدر تصريحات علنية مناهضة للحرب.
9- شركات التبغ تخلَّصت من أدلة تثبت أن للتدخين مخاطر حقيقية
يقول الكاتب: نعرف جميعًا هذه الأيام ما هي مخاطر التدخين، إلا أن الأمر لم يكن كذلك سابقًا، بل سُوِّق للتدخين على أنه منتج خالٍ من الأضرار لأكثر من قرن من الزمان. وفي الحقيقة، رغَّب الأطباء في الدخان بوصفه منتجًا صحيًّا، وأصبحت السجائر منتشرة في كل مكان. وكان باستطاعتك أن ترى السجائر في أي مكان، بما في ذلك الرسوم المتحركة المخصصة للأطفال والأفلام والبرامج التلفزيونية والكتب المصورة.
وبدأت الأبحاث تكشف عن حقيقة أضرار التدخين وارتباطه بأنواع مختلفة من السرطانات في خمسينيات القرن الماضي. وبدأ الناس، على إثر ذلك، بالتشكيك في صحة الإعلانات وزعموا أنهم تعرَّضوا للخداع على مدى سنوات. وظلت شركات التبغ تنكر أن لمنتجاتها أي آثار جانبية خطيرة.
وأدَّى ذلك إلى ولادة نظرية المؤامرة التي تقول إن شركات التبغ لم تكن على دراية فقط بالعلاقة بين السجائر والسرطان، بل كانت تطمس هذه المعلومات كي لا تظهر للعلن. ومرَّت عقود ولم تزل شركات التبغ الكبرى تنكر الأدلة التي كشفتها أبحاثها الخاصة.
وفي نهاية المطاف، اعترفت شركة «فيليب موريس» الأمريكية لصناعة التبغ بالحقيقة في تسعينيات القرن الماضي. ومنذ ذلك الحين، تغيرت نظرة المجتمع تجاه التدخين، وانخفض استهلاك التدخين في عدد من الدول الغربية. ولو أعلنت شركات التبغ الكبرى عن بياناتها بشأن أضرار التدخين قبل عقود، لكان من الممكن أن يتجنب الملايين من الناس الأمراض المرتبطة بالتبغ والموت المبكر.
8- حكومة أمريكا أخرجت جثث الأطفال من القبور
يشير الكاتب إلى أنه عندما ألقت الولايات المتحدة قنبلتين ذريتين على مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين، تغيَّر العالم. وأصبح القتال النووي حقيقة واقعة، وكان سيؤثر في الطريقة التي تخطط بها الدول لعملياتها العسكرية وتنفِّذها حول العالم. وبالطبع، استغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تُفهم طبيعة هذه الأسلحة تمامًا.
ولم تكن تأثيرات الإشعاع النووي معلومة بوضوح تحديدًا على جسم الإنسان، لذا، كُلِّفت الحكومة الأمريكية بدراسة سُميت بـ«مشروع شروق الشمس». وكان الهدف من هذا المشروع بسيطًا للغاية؛ التوصل إلى ما الذي يفعله الغبار النووي المتساقط على الأنسجة البشرية. ومن أجل اكتشاف ذلك، يحتاج المشروع إلى أمرين: إشعاع نووي وأنسجة بشرية.
وبينما كان المشروع قيد التنفيذ، ظهرت نظرية مؤامرة تدَّعي أن الحكومة كانت تسرق جثث الموتى (الرضَّع في المقام الأول) من أجل إجراء البحث. وكانت هذه النظرية مروعة حقًّا، ولكن اتضح لاحقًا أنها صحيحة.
كانت الحكومة تستخدم أجزاءً من جثث الموتى لاختبار الإشعاع، وكان أفضل نوع من الجثث لإجراء هذا الاختبار هو جثث الرضَّع في الولايات المتحدة. وتواصلت الحكومة مع بعض الأطراف للحصول على جثث رضَّع وأطفال صغار تُوفُّوا حديثًا، وأُخذِت عينات من أنسجتهم وأطراف كاملة من أجسادهم. وأُخذِت هذه الأجزاء دون إذن أو حتى عِلْم نحو 1500 عائلة.
7- الجيش الأمريكي خطَّط لقتل أمريكيين وإلقاء اللوم على كوبا
يرى الكاتب أن غزو خليج الخنازير (محاولة فاشلة من جانب القوات التي درَّبتها المخابرات الأمريكية من الكوبيين المنفيين لغزو جنوب كوبا وقلب نظام فيديل كاسترو) كان دليلًا على فشل الولايات المتحدة السياسي والإستراتيجي في التعامل مع صعود الرئيس الكوبي كاسترو، ولكن فشلها لم يقف عند هذا الحد. فقد استمرت الولايات المتحدة في سياساتها الفاشلة مع كوبا، الأمر الذي أدَّى إلى ظهور العشرات من نظريات المؤامرة.
زعمت إحدى النظريات أن الجيش الأمريكي خطط لعديد من العمليات تحت «راية مزيفة»، أي استخدام سفن تحمل راية لا تعبر عن الهوية الحقيقية للسفينة، للإضرار بالمصالح الأمريكية ثم إلصاق التهمة بكوبا. وأثبتت نظرية المؤامرة هذه صحتها، مع أن عملية نورثوود (خطة وضعتها قيادة الجيش الأمريكي لشن عمليات تستهدف المصالح الأمريكية وإلصاق التهمة بكوبا) لم تخرج من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ أبدًا.
«صدرت هذه الوثائق عن هيئة الأركان المشتركة، والسبب في أنها لم تظهر للعلن إلا بعد مدة طويلة، هو أن الهيئة لم ترغب أبدًا في كشفها لأنها محرِجة للغاية». وتضمَّنت بعض هذه الخطط إلقاء قذائف هاون على قاعدة جوانتانامو البحرية، أو تدمير طائرات ومستودعات ذخيرة.
«يمكننا القيام بحملات تتهم كوبا الشيوعية بالإرهاب في ميامي وفي مدن فلوريدا الأخرى، وحتى في واشنطن. ونستطيع إغراق زوارق تحمل على متنها كوبيين في طريقهم إلى فلوريدا. كما أن تفجير عدد قليل من القنابل البلاستيكية في أماكن مختارة بعناية، واعتقال عملاء كوبيين والإفراج عن الوثائق المعدَّة مسبقًا والتي تُثبت تورط كوبا، من شأنه أن يساعد في إبراز فكرة أن الحكومة الكوبية غير مسؤولة ولا يمكن التعويل عليها».
6- وجود المافيا كان من نظريات المؤامرة في يوم من الأيام
يوضح الكاتب أن العالم كله يعرف اليوم بوجود المافيا، إلا أن الأمر لم يكن كذلك في السابق؛ فقد ظل وجود المافيا مجرد نظرية لما يقرب من قرن من الزمان. وكان وجود عصابات المافيا أمرًا لا يصدَّق، وَعَدَّها الناس واحدة من نظريات المؤامرة. وفي الحقيقة يبدو الأمر منطقيًّا عندما تمعن النظر فيه؛ مجموعة كبيرة من المجرمين يعملون في ظل هيكل هرمي لاحتكار الجريمة في منطقة معينة، مما يؤدي إلى الجريمة المنظَّمة، يبدو الأمر وكأنه نظرية مؤامرة أكثر من كونه حقيقة.
بدأت خيوط نظرية المؤامرة تُنسَج حول المافيا في أنحاء العالم في العامين 1890- 1891، وعاودت الظهور في عام 1946 عندما بدأت أقدام المافيا تترسخ أكثر وأكثر (وهي المدة الزمنية نفسها الموضحة في فيلم العرَّاب أو The Godfather). وظلت هذه النظرية منتشرة حول العالم لعقود حتى ثبُتت صحتها عام 1962.
لم يتأكد العالم من وجود المافيا إلا حينما وشى جوزيف فالاشي بالغوغاء الذين يعرفهم وأفشى أسرارهم. واعترف فالاشي بوجود المافيا أمام لجنة من مجلس الشيوخ الأمريكي عام 1962، وثبتت أخيرًا صحة نظرية المؤامرة.
5- إخفاء حقيقة أن البنزين يحتوي على الرصاص
يقول الكاتب: من المحتمل أنك ملأت خزان الوقود في عربتك بالبنزين الخالي من الرصاص مئات المرات دون أن تفهم ما يعنيه ذلك. وظاهريًّا، يبدو أن معنى ذلك أن الغاز لا يحتوي على أي مقدار من الرصاص. إلا أننا توصلنا إلى أن هذا جاء نتيجة لمؤامرة واسعة النطاق قادتها صناعات النفط والغاز.
كان الرصاص يضاف إلى البنزين من أجل تخفيف «ضجيج المحرك»، ولكن إضافة الرصاص إلى أي شيء قد يكون مميتًا؛ لأن الرصاص عبارة عن سُم عصبي. وتقول نظرية المؤامرة، التي صدَّقها الناس لمدة طويلة، إن شركات النفط والغاز كانت على علم بهذه الأخطار وأخفَتها عن الناس.
واتضح لاحقًا أن كل هذا كان صحيحًا، لكنه أسوأ بكثير مما كان يظنه أي شخص. فقد علمت الشركات بمخاطر البنزين الذي يحتوي على الرصاص منذ بدايات القرن العشرين ولكنها أخفت ذلك. وعلاوةً على ذلك، أكَّدت دراسة أجريت في عشرينيات القرن الماضي صحة هذا الأمر، ولكن نتائجها بقيت طي الكتمان، وبقيت شركات النفط تتغنى بالبنزين الذي يحتوي على الرصاص.
وبدأ التخلص التدريجي من البنزين الذي يحتوي على الرصاص في الولايات المتحدة في السبعينيات، ولكن شركتي «إيثيل» و«أوكتيل» واصَلتا بيع هذا البنزين في أوروبا الشرقية والدول النامية لمدة 14 عامًا. وانتشرت الأضرار التي جلبتها هذه المؤامرة الكبرى على نطاق كبير للغاية، بل ربما كانت أشد ضررًا من تلك الأضرار التي أحدثتها صناعة التبغ في القرن العشرين.
4- جنَّد الأمريكيون علماء نازيين لتطوير القنبلة الذرية
ألمح الكاتب إلى أنه عندما اقتربت الحرب العالمية الثانية من وضع أوزارها، سارعت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي إلى جمع أكبر عدد من العلماء النازيين للمساعدة في تطوير برنامج صواريخ خاص بالقوتين العظميين. وفعلت الولايات المتحدة ذلك في إطار عملية أُطلِق عليها اسم «مشبك الورق»، التي حوَّلت العلماء النازيين إلى مواطنين أمريكيين بعد لحظات من هزيمة ألمانيا في الحرب.
كانت هذه العملية سرية تمامًا، ولكن عندما ظهر أن رجالًا من أمثال فيرنر فون براون وغيره من العلماء النازيين البارزين كانوا وراء برنامج الفضاء الأمريكي، نشأت نظرية المؤامرة. وكان هناك اعتقاد أن الحكومة تستَّرت على تاريخ هؤلاء العلماء أو طمسته ليظهر أنهم لم يشاركوا في الفظائع النازية.
وأصرَّ الرئيس هاري ترومان على أنه لم يكن من الممكن إحضار أي شخص له علاقة مباشرة بهذه الفظائع ليشغل مكانًا في هذه العملية. وربما كانت هذه هي النية في البداية، إلا أن نظرية المؤامرة ثبُتت صحتها في النهاية. وفي الواقع، جنَّد أعضاء من وكالة أهداف الاستخبارات المشتركة (JIOA) (التي سبقت وكالة المخابرات المركزية) علماء نازيين شاركوا في جرائم مختلفة.
وتستَّرت الحكومة ببساطة على تورطهم في هذه الجرائم من أجل الاستفادة من عبقريتهم، ونجحوا في ذلك. وعندما كُشفت الحقيقة للعامة، فُضِح كل من جورج ريكي، ووالتر شرايبر، وآرثر رودولف وغادروا الولايات المتحدة، ولكن لم يُتهم أي منهم بارتكاب أي جريمة.
3- حقيقة ما تحطم في روزويل، نيو مكسيكو عام 1947
يقول الكاتب: إذا كان هناك من نظرية مؤامرة ظلَّت عالقة في الأذهان، فهي النظرية التي أحاطت بالطبق الطائر الذي تحطم في روزويل، نيو مكسيكو عام 1947. وهي واحدة من النظريات الواسعة الانتشار والتي ربما لن تموت أبدًا. والجزء الذي عزز من وجود هذه النظرية هو الإنكار المستمر من قِبل وزارة الدفاع أن شيئًا من خارج كوكب الأرض حدث في روزويل، ومع ذلك، ما زالت هناك مزاعم تفيد بأن الحكومة تتستر على ما جرى هناك.
وظلت وزارة الدفاع مُصرِّة على أن الحادث كان بسبب بالون السبر (أو بالون الطقس)، ولكن اتضح أن هناك شيئًا آخر تحطم في روزويل. ولم يكن للأمر علاقة بالكائنات الفضائية، ولكن الحكومة تستَّرت على الحقيقة. وأرادت الحكومة أن تحافظ على سرية مشروع «موجول». وكان هذا في بدايات الحرب الباردة، وكانت الحكومة الأمريكية تريد أن تحافظ على سرية مخططاتها المختلفة كي لا تظهر للعامة أو للاتحاد السوفيتي.
كان مشروع موجول عبارة عن محاولة في خضم الحرب الباردة لمراقبة تطوير الأسلحة النووية في الاتحاد السوفيتي. وكان مصدر الانفجار الذي حدث أن الحكومة استخدمت بالونًا لرفع معدات الكشف الصوتي في السماء. وظهرت الحقيقة أخيرًا عام 1994، وأكد المسؤولون أن الحادث كان في مشروع موجول. وبينما ثبتت صحة الجزء الخاص بإخفاء الحكومة لمعلومات من نظرية المؤامرة، فإن المزاعم بأن مخلوقات فضائية كانت منخرطة في الأمر أيضًا لا تزال قائمة.
2- كندا كانت قلقة بشأن المثلية الجنسية وطوَّرت جهاز «جايدار»
ونوَّه الكاتب إلى أنه في حين أن مجتمع المثليين يحظى اليوم بقبول أكثر مما كان عليه الأمر في الماضي، فقد يكون من الصعب تخيل مدى سوء الوضع في السابق. لقد كانت المثلية الجنسية غير قانونية في عديد من الدول الغربية؛ ما أجبر المثليين الذين كانوا يعيشون في هذه المجتمعات على ممارسة حياتهم في الخفاء.
وفي حين أن هذه كانت مشكلة مَنْ يعيشون في هذا المجتمع السري، فإن هذا لا يعني أن الأفراد في الخارج تركوهم وشأنهم. ولم تفهم الحكومات قضايا المثليين، هذا الجزء لم يتغير كثيرًا اليوم، وقام البعض بتصرفات غريبة لمواجهة ما يسمى بالثقافة المضادة.
وهناك المئات من نظريات المؤامرة التي حِيكت بشأن الحكومات وقضايا المثلية الجنسية في القرن العشرين، ولكن الأغرب هي تلك النظرية التي اقترحت أن الحكومة الكندية طوَّرت ما يسمى بجهاز «جايدار» (جهاز عبارة عن نوع من الحاسة السادسة يكتشف هل الشخص مِثلي أم غير مِثلي في لمح البصر)، ليس الغريب أن تكون النظرية صحيحة (وهي كذلك)، بل إن الحكومة قد فعلتها بالفعل، إلى حد ما.
ووظَّفت كندا أستاذًا جامعيًّا من أجل تطوير آلة يمكنها اكتشاف المثليين ضمن صفوف الموظفين الفيدراليين. وقد نجح في ذلك من خلال قياس اتساع حدقة العين عند عرض صور جنسية لمثليين. واستخدمت كندا «آلة الفاكهة»، كما كان يطلق عليها، وبناءً على نتائجها استبعدت أكثر من 400 رجل من الخدمة المدنية والخيَّالة والجيش.
1- الحكومة الأمريكية حققت بالفعل في وجود كائنات فضائية وأطباق طائرة
ويختم الكاتب مقاله مع هذه النظرية، فيقول: كانت نظريات المؤامرة التي تتعلق بالكائنات الفضائية موجودة منذ الأزل، وستبقى موجودة غالبًا بفضل السرية الحكومية. وهذا ينطبق بالأخص على حكومة الولايات المتحدة، التي عززت من وجود عديد من نظريات المؤامرة، بما فيها تلك التي تدعي أنها حققت بالفعل في وجود الكائنات الفضائية والأطباق الطائرة.
والتحقيق في وجود الأطباق الطائرة جزء من مهمة الجيش، نظرًا إلى كونها أجسامًا طائرة غير محددة. وهذا لا يعني أن الجيش تعامل مع الأطباق الطائرة على أنها كائنات فضائية بالأساس، بل يعني أنه يتعامل مع الأشياء المجهولة بوصفها تهديدات محتملة؛ لذا، فهو يفحصها للتأكد منها.
وتبدو فكرة الكائنات الفضائية مستبعدة، ولكن اتضح أنها صحيحة؛ إذ لم تبحث حكومة الولايات المتحدة عن الكائنات الفضائية في السماء فحسب، بل أنفقت كثيرًا من الأموال لفعل ذلك. وكانت ميزانية البرنامج المتقدم لتحديد مخاطر الطيران والفضاء تبلغ 600 مليون دولار وكانت تهدف لعمل الآتي:
«جمع مجموعة واسعة من التهديدات الفضائية الجوية الشاذة وتحليلها، بدءًا من الطائرات المتقدمة التي يرسلها أعداء الولايات المتحدة التقليديونر ووصولًا إلى الطائرات التجارية من دون طيار، وانتهاءً بمواجهة الكائنات الفضائية المحتملة». وظهر البرنامج في بدايات العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إلا أن معظم الناس لم يلاحظوا الأمر إلا عند إصدار مقاطع فيديو رُفِعت عنها السرية عام 2017، والتي ما زالت عَصيَّة على التفسير.