مدار الساعة - بينما تشتهر الأهرامات المصرية في جميع أنحاء العالم، فإن الكثير من العمارة الإفريقية لا تزال غير معروفة، وهو ما يأمل المهندسان المعماريان عادل دالباي وليفنغسون موكاسا أن يتغير قريبًا.
يعد المهندسان جزءًا من الفريق الذي أصدر مؤخرًا كتاب "الدليل المعماري لإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى" المكون من 7 مجلدات، تشمل دراستهم العميقة مبانٍ من العصور الأولى والفترة الاستعمارية - مثل محطة سكك حديد دكار التي بُنيت في العاصمة السنغالية عام 1910 وجُددت مؤخرًا - إلى مبانٍ أكثر حداثة.
إليكم 12 من أكثر المباني إبداعًا وتاريخية ورمزية في إفريقيا.
مقابر كوسابي، أوغندا 1882
يمتد المجمع الملكي في كوسابي على مساحة هكتارات من الأراضي الزراعية في العاصمة الأوغندية كامبالا، وهو مجمع لدفن ملوك المملكة البوغندية، بُني في الأساس من الخشي ومواد عضوية أخرى، وقد صُمم البناء الداخلي ليماثل غابة مقدسة ويعلو سطحه 52 حلقةً دائريةً تمثل قبائل بوغندا.
زار موكاسا - المولود في أوغندا - هذه المقابر عندما كان في العاشرة من عمره، وقال عنها: "كانت مذهلة، ليس فقط حجمها بل عظمة البناء بأكمله، بُني المكان في أواخر القرن الـ19 قبل إدخال المواد الحديثة باستخدام الطرق التقليدية التي تعود إلى قرون مضت، كنت أشعر أن البناء له حضوره الخاص، فعندما تكون بداخله تشعر أنه يهيمن عليك".
سوق ليديتا، إثيوبيا 2017
بُني هذا المركز التجاري المعاصر في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بأسمنت خفيف الوزن، ويتضمن التصميم واجهة ذات ثقوب تتحكم في دخول الضوء الطبيعي وتدفق الهواء داخل المبنى، الأكثر من ذلك أن النمط المتقطع الذي يزين القشرة البيضاء اللامعة للبناء يحاكي النسيج الإثيوبي التقليدي.
مجمع الحكمة، النيجر 2018
تعاونت النيجيرية مريم كامارا مؤسسة المرسم المعماري "Atelier Masōmī" مع ياسمان إسماعيلي من مرسم "Chahar" لإعادة بناء مسجد هوسا القديم الذي كان بحالة سيئة ويحتاج إلى ترميم، وأضافوا إليه ساحة مجتمعية ومكتبة.
يشكل الطوب الطيني المضغوط غالبية البناء مع مواد أخرى مصدرها قرية داندجي التي تبعد 5 كليومترات عن الموقع، بالنسبة لدالباي فإن البناء مذهل بسبب المزيج الناعم بين القديم والجديد، يقول: "من الواضح أنه بناء حديث متجذر بعمق في التقاليد النيجيرية، ليس فقط من الناحية الثقافية، بل من الناحية الفنية كذلك، فهو يعتمد على أساليب ومواد البناء التقليدية القديمة".
مركز زوار "ماروبنغ"، جنوب إفريقيا 2006
يُعرف المركز بأنه مهد الإنسانية، وهو أحد مواقع التراث العالمي، وقد صُمم هذا المركز الفني لمساعدة الناس على معرفة التطور المبكر للإنسان الحديث.
هذا البناء الأيقوني صممته شركة "GAPP" للعمارة في جنوب إفريقيا ومرسم "MMA"، يرمز البناء نفسه إلى ركام الدفن الخارج من الأرض، في تصميم يبدو مندمجًا مع الطبيعة حقًا.
أهرامات مروي، السودان 300 قبل الميلاد
أقدم المواقع في الدليل هذه الأهرامات المتدرجة التي تعود إلى العام 300 قبل الميلاد وتقع على بعد 200 كليومتر عن العاصمة السودانية الخرطوم في مدينة مروي بوادي النيل.
يعد الموقع من مواقع التراث العالمي في اليونسكو وكان قديمًا عاصمة المملكة الكوشية وقد كشف التنقيب عن بقايا قصور ومعابد وحمامات ملكية، بُنيت الأهرامات في موقع الدفن من كتل الحجر الرملي بينما حُفرت النقوش الدقيقة داخل البناء.
منازل باسوتو، ليسوتو - تاريخ غير معروف
في ليسوتو، فإن "الليتيما" عبارة عن زخارف جدارية تتضمن نقوش وفسيفساء وعناصر بارزة على واجهة المنازل، بُني المنزل من الطوب الطيني والجص وتم طلاؤه بالألوان التقليدية للصبغة الترابية الحمراء التي ترمز إلى دم الخصوبة والتضحية والأبيض الذي يرمز إلى النقاء والسلام والأسود الذي يشير إلى الأجداد والوعد بالمطر الذي يُشار إليه بالسحاب الداكن الممطر.
يقول موكاسا: "كنت مهتمًا دائمًا بمنازل باسوتو والطريقة التي تبرز بها في الطبيعة واستخدام الألوان والأشكال الهندسية، كنت أجد شغفًا دائمًا في استخدام الناس لما حولهم لتحويل بناء بدائي إلى قطعة فنية".
مكتبة "كينيث دايك"، نيجيريا 1954
تُعد تلك المكتبة أحد الأعمال الرئيسية لما يُعرف باسم "الحداثة الاستوائية"، بُني المكان في الفترة التي انتشرت فيها واقيات الشمس المنقوشة، وقد استُلهم التصميم من طريقة "بريس سولي" للمهندس المعماري السويسري الفرنسي لي كوربوسيه وهي طريقة للبناء تقلل دخول الحرارة للمبنى عن طريق تشتيت ضوء الشمس.
صمم البناء ماكسويل فراي وجين درو اللذان كانا رائدان للحركة الحديثة في إنجلترا، تعد المكتبة جزءًا من حرم جامعة إبادان التي أسستها سلطات الاستعمار البريطاني عام 1948 وأصبحت نموذجًا مؤثرًا للمعمار المتجاوب مع المناخ في منطقة جنوب الصحراء الكبرى.
جامع جينيه الكبير، مالي القرن الـ13
يُعد الجامع الكبير رمزًا إسلاميًا، وهو أكبر بناء طيني في العالم، هذا المسجد رمز لمدينة جينيه التي ازدهرت كمركز للتجارة بين عامي 800 و1250 ميلاديًا، بُنيت الجدران المنحوتة الناعمة للمبنى باستخدام الطوب الطيني المصنوع في الشمس والرمل والملاط الأرضي وطبقة من الجص.
في كل عام، يعيد سكان المدينة جماعيًا بناء طبقة الجص للمسجد في حدث يُعرف باسم "Crépissage de la Grand Mosquée" أي تجصيص الجامع الكبير.
قصر الإمبراطور فاسيليدس، إثيوبيا أوائل القرن الـ17
يقع هذا القصر في مدينة غندار شمال إثيوبيا داخل مجمع محصن يُعرف باسم "Fasil Ghebbi" (الحصن الملكي)، ويضم الموقع نحو 20 قصرًا وبناءً ملكيًا وكنائس مزخرفة بدقة وأديرةً ومبانٍ فريدةٍ، تأثر تصميم هذه المباني بالطراز الباروكي الذي جلبه المبشرون اليسوعيون إلى غندار.
كنيسة الدومينيكان، نيجيريا 1973
مزج الفنان ديماس نوكو بين العناصر النحتية والحداثة مع أسلوب العمار النيجيري التقليدي في كنيسة الدومينيكان بمدينة إبادان، يجسد البناء خصائص مثل الأعمدة الخشبية المنحوتة والأعمال المعدنية الدقيقة على الدرابزين والبوابات.
يقول موكاسا إنه يمثل انفصالًا جوهريًا عن الحركة الحديثة التي رسخت نفسها في القارة الإفريقية إلى وسيلة تعبير وطنية مستمدة من الثقافة المحلية.
الجامع الكبير، بنين 1912 حتى 1935
يمثل هذا المسجد في بورت نوفو عاصمة بنين مثالًا واضحًا للعمارة الأفروبرازيلية، وقد بُني على طراز كنائس القرن الـ17 والقرن الـ18 في ولاية باهيا شمال شرق البرازيل، تمثل الألوان الصفراء والبنية والخضراء والزرقاء ألوان المباني التاريخية لباهيا.
يعد المسجد واحدًا من عدة مساجد على طول ساحل غرب إفريقيا والمبنية على الطراز الأفروبرازيلي في أوائل القرن الـ20 وقد بناها أحفاد العبيد المحررون الذين عادوا إلى بلادهم.
يقول دالباي: "يُظهر البناء الطبقات العديدة المميزة للتراث المعماري لغرب إفريقيا وهو عبارة عن روابط عابرة للقارات بين أوروبا وأمريكا الجنوبية وساحل غرب إفريقيا على خليج بنين في الوقت الذي كانت توجد فيه العديد من التبادلات".
مركز مابونغوبوي للترجمة، جنوب إفريقيا 2009
يقع هذا البناء في منطقة صخرية داخل حديقة مابونغوبوي الوطنية، وقد فاز المهندس المعماري من جنوب إفريقيا بيتر ريتش بجائزة البناء العالمي لعام 2009 في مهرجان العمارة العالمية.
وفقًا لريتش، فقد صُمم البناء الشهير بتقنية القباب المنسية منذ زمن، التي نقلها عمال البناء من شمال إفريقيا إلى كاتالونيا، واستخدمها معماريون مثل أنتوني غاودي، شُكل الطوب الطيني باستخدام التربة من موقع البناء وبإضافة 5% فقط من الإسمنت لإنتاج خليط طيني.
المصدر: بي بي سي