الساعة - الصدمة فرضت السؤال: لماذا فاز دونالد ترمب وخسرت هيلاري كلينتون؟ الانتخابات كانت بحسب خبراء الرأي العام واحدة من الأكثر جنونا في الولايات المتحدة، ما جعل رصدها والتنبؤ بها عملية مستحيلة.
وفي الوقت الذي كانت فيه استطلاعات الرأي تمنح كلينتون تقدماً خيالياً، كانت شركة Rasmussen Repoter الأميركية المتخصصة في رصد اتجاهات الرأي العام، تصدر واحداً من التقارير القليلة التي لم يزد الفارق فيها بين المرشحين عن 3 نقاط، وهو ما يمكن تجاوزه بهامش الخطأ، أي أن الكفة كانت متساوية حتى النهاية بعكس التضليل الذي ساهمت فيه وسائل إعلام أميركية بارزة عن حسم المعركة قبل أن تبدأ.
الشركة الأميركية نشرت، الأربعاء، تحليلاً للنتيجة التي صدمت العالم، وجوهره أن ترمب كان أكثر تعبيراً عن موقف الشعب الأميركي من قضايا مصيرية، فما هي التفاصيل التي لم يذكرها الإعلام الأميركي طوال شهور؟
في استطلاع ظهرت نتائجه يوم الانتخابات، الثلاثاء، أكد معظم الناخبين أن نتائج الانتخابات ستحددها القضايا وليس الجدل المحيط بالمرشحين، أي أن جدول الأعمال أهم من الشخصية.
ولكن من أوجد هذا الجدل حول الشخصيات؟ الناخبون قالوا في استطلاعات عدة إن وسائل الإعلام، وليس المرشحين، وضعت أجندة الانتخابات الرئاسية، وأن تلك الوسائل كانت أكثر اهتماماً بالجدل والإثارة من القضايا الحيوية.
والشهر الماضي فقط، شدد أكثر من 62% من الناخبين على أن المقترحات السياسية المحددة للمرشح أهم كثيراً من شخصيته، والأخطر من هذا أنهم أكدوا أن مقاربة ترمب للقضايا أفضل من كلينتون، وربما كان هذا هو قمة جبل الثلج الذي أغرق المرشحة الديمقراطية. فما هي أهم القضايا المثارة؟ وكيف تفاوت موقف المرشحين منها؟
عارض معظم الناخبين هذا المشروع منذ أن مرره الديمقراطيون في الكونغرس عبر قانون في مارس 2010. وفي مسح صدر الأسبوع الذي سبق الانتخابات، فضلت أغلبية ساحقة من الناخبين إحداث تغييرات في هذا النظام، كما طالب الكثير منهم بالتخلص منه كلية. وفي الوقت الذي كانت كلينتون تتمسك ببقاء هذا النظام وتعديله، كان ترمب يدعو إلى إزالته تماماً والبحث عن نظام جديد.
الهجرة غير القانونية
كلينتون كانت تتبنى موقفاً يبدو بطولياً بالتسامح مع المهاجرين غير الشرعيين والسماح بدخول أعداد أكثر، في حين أن أغلبية الناخبين لسنوات كانت تطلب تعزيز عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وتأمين الحدود، وهو موقف ترمب.
الاقتصاد
الشهر الماضي فقط، قال 63% من الناخبين إن الاقتصاد الأميركي غير عادل للطبقة الوسطى، وهي وجهة نظر معظم الناخبين في المسوح التي أجريت خلال سنوات مضت، ولكن خطط كلينتون كانت استمرار السياسات الاقتصادية الحالية.
الضرائب والإنفاق
طالب معظم الناخبين لسنوات بضرائب أقل وحكومة أقل تضخماً، ولكن موقف كلينتون كان العكس: ضرائب أكثر وحكومة أكبر. أما ترمب فقد تبنى الموقف الشعبي، وهو تخفيض الضرائب وتقليص الحكومة.
التجارة الحرة
أبدى معظم الناخبين شكوكاً في الشراكات عبر الباسيفيك التي ساعدت كلينتون في إنجازها. وقالت المرشحة خلال الشهور الأخيرة إنها بالفعل ضد هذه الشراكات، ولكن نائبها في الحملة الانتخابية تيم كاين صرح لمؤيدي تلك الشراكات بأن كلينتون ستتراجع عن موقفها بعد انتخابها.
تراجعت كلينتون عن استخدام تعبير "الإرهاب الإسلامي المتطرف" خشية الإساءة للمسلمين الأميركيين، ولكن معظم الناخبين أعربوا في مسوح واستطلاعات عن خوفهم من هذا الخطر، وقالوا إنهم في حرب ضده. وذكروا أن إحساسهم بالأمن داخل البلاد في أدنى مستوياته.
وهكذا وفي معظم القضايا المهمة اعتقد الناخبون أن كلينتون ستواصل سياسات أوباما، وأن ترامب سيكون قوة التغيير، سواء للأفضل أو الأسوأ، وكان اختيارهم هو التغيير.
المصدر: وكالات